إن الإيمان بالله تعالى، هو الذي يميز أهل السعادة عن أهل الشقاء، وهو الذي يختار الله له من يميزهم ويهيئهم لمرضاته ولدخول جناته، والإنسان محتاج إلى تعاهده دائما لأنه يبلى ويجد في النفوس، فالإيمان هو الذي يحمل على الطاعات ويحمل على ترك المعاصي، ونحن محتاجون إليه حاجة شديدة لا تعدلها حاجة إلى أي شيء آخر، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، فما السبيل ليزيد المؤمن إيمانه ولا يعرضه للنقص؟
تعريف الإيمان لغةً:
ذهب كثيرٌ من أهل العلم إلى أنَّ الإيمان في اللغة هو التصديق؛ بدليل قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾ (يوسف: 17)؛ أي: بمُصدِّق، فصدَّقت وآمَنت معناهما عندهم واحدٌ، فهو التصديق مطلقًا، وذهب آخَرون إلى أنَّ الإيمان في اللغة هو الإقرار بالشيء عن تصديقٍ به، بدليل التفريق بين قول القائل: “آمَنت بكذا”؛ أي: أقررتُ به، و”صدَّقتُ فلانًا”، ولا تقل: “آمنت فلانًا”.
تعريف الإيمان شرعًا:
الإيمان هو: “نطق باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان”، فهو اعتقاد بالجنان أي بالقلب، ونطق باللسان بتصديق ذلك، وعمل بالأركان أي بالجوارح بالامتثال والاجتناب، يزيد بالطاعات فيزداد أهل الإيمان إيماناً، بما قدموا لأنفسهم من الطاعات، وينقص بالعصيان فينقص إيمان الإنسان بقدر ما اقترف من السيئات، ولذلك يحتاج الإنسان إلى مراجعته دائماً، لأنه ليس على درجة واحدة ثابتة، بل هو يتغير بحسب طاعة الإنسان وعصيانه، ومن أهم أسباب زيادة الإيمان:
– زيادة المعرفة بالله تعالى:
فالإنسان كلما ازداد معرفة بالله تعالى، بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وبمعرفة آياته في هذا الكون، وبمعرفة آياته المسطورة كذلك في كتابه، وبتعرفه إليه في الرخاء، كلما ازداد إيماناً ويقيناً بذلك، وكلما ازداد محبة لله تعالى، ولرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولطاعته، وكلما نقصت معرفة الإنسان بالله فلم يعرف صفاته ولم يعرف أسماءه ولم يعرف آياته ولم يتعرف على عجائب خلقه في الكون كلما كان إيمانه ناقصاً وكلما كان ابتعاده عنه عظيماً، وهذا السبب قابل للزيادة دائماً، فالإنسان شرفه الله بالعلم، قال: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ*قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ*قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} (البقرة: 31-33)، وهذا الشرف لابد أن يحافظ عليه الإنسان، فلابد أن يجعل من أولوياته التعلم دائماً، والإنسان المعرِض عن التعلم لا يمكن أن يزداد إيماناً أبداً؛ لأن هذا الإيمان تابع لمعرفة الإنسان، ومعرفته لا تتم إلا بحرصه على التعلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ” (صححه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم 342)، والإنسان الذي لا يزداد علماً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند الله هو بمثابة البهيمة، كما قال تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} (محمد: 12)، ولهذا يحتاج المؤمن إلى الازدياد كل يوم من علم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ليزداد إيماناً، فقد قال الله تعالى:{وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (التوبة: 124).
– زيادة الطاعة:
كذلك من أسباب زيادة الإيمان زيادة الطاعة لله سبحانه وتعالى، فالإنسان الذي يحافظ على فرائض الله، ويجتنب المحرمات ويحافظ ما استطاع على المندوبات وعلى ترك المكروهات يترقى في درجات الإيمان، فيثبت قلبه وتنزل فيه السكينة ولا يشك ولا يعرض عليه الأوهام التي تعرض على الناس، والإنسان الذي لا يحافظ على الطاعات، فلا يحافظ على الصلاة في أوقاتها ولا يحافظ على أداء الزكاة ولا على أداء الصوم ولا على أداء الحج إن استطاع إليه سبيلاً، ولا يحافظ كذلك على السنن والمندوبات تكثر فيروسات الإيمان في قلبه، وبذلك تعرض عليه العوارض والأوهام والوساوس، ويبقى دائماً في تردد وشك لا يجزم بشيء، فيكون إيمانه ناقصاً نقصاً مضطرداً مستمراً نسأل الله السلامة والعافية؛ ولذلك يجب أن نحرص جميعاً كلما تقدم بنا العمر على الازدياد من الطاعة والقرب من الله سبحانه وتعالى، فمن غير المقبول أن يجد المسلم نفسه على نفس المستوى الذي كان عليه في العام الماضي، لم يزدد من الله قرباً، ولم يزدد عبادة لم يكن يفعلها، فهذا دليل على أنه مخذول، فالإنسان في هذه الحياة بمثابة الدارس، والدارس إذا كان في نفس اليوم من هذا العام في نفس الكرسي الذي كان يجلس عليه وفي نفس القاعة التي كان فيها في العام الماضي دليل على أنه راسب، فلذلك يحتاج الإنسان دائماً إلى تطوير نفسه بزيادة الطاعات كلما تقدم به العمر، قال ابن الجوزي رحمه الله: “إن من الصفوة أقواماً منذ استيقظوا ما ناموا ومنذ قاموا ما وقفوا، فهم في صعود وترق كلما قطعوا شوطاً نظروا فرأوا قصور ما كانوا فيه فاستغفروا”، هؤلاء أقوام منذ استيقظوا أي انتبهوا لأنفسهم وأنهم كانوا في غفلة عن الله ولم يكن أمر الآخرة يدور في خلدهم، وكانوا في غفلة عن رقابة الله تعالى وهو يراقب خطرات النفوس، {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق: 18)، {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد} (ق: 16)، فاستيقظوا، هذه اليقظة هي بداية الطريق إلى زيادة الإيمان، فيشعر المسلم بأنه فعلاً مكلف ويشعر بنعمة الله عليه، ويشعر بتكليفه له واختياره له، ومن هنا يبدأ عهداً جديداً في علاقته بالله سبحانه وتعالى، يبحث عن ما أوجب عليه وما حرم عليه، فيمتثل الأوامر ويجتنب النواهي ويترقى في درجات القرب من الله سبحانه وتعالى حتى يكون من أوليائه، فتكون جوارحه تابعة لما جاء من عند الله، لا يرى إلا ما أذن له في رؤيته، ولا يسمع إلا ما أذن له في سماعه، ولا يتصرف في أي شيء إلا حسب ما أذن له فيه، كما قال الله تعالى فيما روى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: “إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ: منْ عادى لي وَلِيّاً، فقدْ آذنتهُ بالْحرْب، وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ، وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه” (رواه البخاري)، هذا الترقي بعد هذه اليقظة أيضاً ليس ضامناً للإنسان لحسن الخاتمة، ولا ضامناً له لنجاته من النار، فكثير هم أولئك الذين التزموا في وقت من الأوقات ثم انتكسوا فكانوا شراً من حالهم، لأن الحجة قد قامت عليهم فزادت بمعرفتهم، قال تعالى:{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (هود: 112)، فمن تاب لابد أن يستقيم على توبته؛ لأنه من الممكن أن ينتكس، وبقدر استقامة الإنسان على الصراط الدنيوي تكون استقامته على الصراط الأخروي، فالذي لا يميل يميناً ولا شمالاً مع بنيات الطريق، لا يضل مع الضالين في أي منهج من مناهجهم، إذا جاءت أية معصية من المعاصي وجد نفسه مستطيعاً أن يملك نفسه عنها، إذا جاء أي وقت من أوقات الطاعات وجد نفسه منقادة إليها، هذا الآن ينجو على الصراط الأخروي لا محالة؛ لأنه نجا على الصراط الدنيوي، والذي لا ينجو من المهالك في هذا الصراط الدنيوي فإذا عرضت أية معصية وجد نفسه مسارعة إليها، وإذا عرضت أية طاعة لم يجد نفسه مسارعة إليها بل جاء الكسل والوهن والضعف، هذا يخشى عليه أن يسقط عن الصراط يوم القيامة، فلذلك يحتاج من هُدِي إلى طريق الله إلى مراجعة نفسه دائماً، وأن يحذر الفتنة، لأن الشيطان له حبائل وشراك وهو عدو للإنسان وقد أقسم ليضلن أكثر البشر، قال تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (ص: 82-83)، وقد أخبر الله تعالى أن يمين الشيطان قد تحققت في أكثر الناس، قال تعالى:{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} (سبأ: 20)، والشيطان يحاول مع الإنسان أولاً الوقوع في الشك أو الشرك أن يشك في وجود الله أو أسمائه وصفاته أو قدرته أو تشريعه، أو صدق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء من عنده أو في القرآن الذي أرسله به يحاول تشكيكه في ذلك لينكر شيئاً منه فيكفر، فإن عجز عن كفره حاول معه الوقوع في فاحشة من الفواحش وكبائر الإثم، فإن عجز عن ذلك حاول معه ترك واجب من الواجبات، التقصير في الصلاة التقصير في الصوم التقصير في الطهارة، في أي واجب من الواجبات، فإن عجز عن ذلك حاول معه الانشغال ببعض الواجبات عن بعض، وإن كثيراً من الناس الآن يظنون أنهم يعتذرون بانشغالهم ببعض الواجبات عن بعض، فيظنون أن دراستهم حتى للعلم الشرعي يمكن أن تكون عذراً في سقوط الدعوة عنهم، وهما واجبان، أو يظنون أن انشغالهم بشؤونهم الخاصة ونفقاتهم الواجبة يمكن أن يسقط ما يجب عليهم من نصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فيعتذرون ببعض الواجبات عن بعض، والواقع أن الصلاة لا تغني عن الزكاة وأن الزكاة لا تغني عن الصلاة، كلها واجبات ولابد من أدائها والحرص عليها جميعاً وليس شيء منها معارضاً لشيء، فإذا عجز الشيطان عن ذلك حاول مع الإنسان أن يشغله بالمندوبات عن الواجبات، فإذا عجز عن ذلك حاول أيضاً أن يعجب بنفسه و يظن أنه قد فات الشيطان وأنه نجا كأنه دخل الجنة، فيصاب بالغرور وأمن مكر الله، فإذا عجز عن ذلك حاول معه تحقير نفسه لديه حتى ييأس من روح الله ويقنط من رحمته، ويظن أنه قد وجبت له النار، وأنه لا يمكن أن يغفر الله له ليستمر على ضلالته.
– صحبة أهل الإيمان والصلاح:
مما يزيد الإيمان كذلك، صحبة أهل الإيمان والصلاح، فإن صحبتهم ترشد الإنسان إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، والإنسان ضعيف بنفسه يحتاج إلى المقارنة مع غيره؛ ولذلك نجد المسلم الذي في جماعة إذا أقبلوا على طاعة كان من المسارعين إليها والمنافسين فيها، فإذا انفرد وحده جاءه الكسل والنعاس والنوم ولم يستطع أن يفعل ما كان يفعله في جماعة، إلا بتدريب شاق على النفس وجهاد، ولذلك أمر الله بصحبة الأخيار، فقال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} الكهف 28، وقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة: 119).
– دراسة الإنسان لسير السابقين:
كذلك من وسائل زيادة الإيمان دراسة المسلم لسير السابقين، فالقصص فيه فوائد عظيمة جداً في تثبيت الإيمان وتثبيت القلوب، ولذلك قال الله تعالى: {وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ} (هود: 120)، فإذا قرأ المسلم قصة نوح أو قصة إبراهيم أو قصة آدم أو سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أو سير الصالحين من هذه الأمة أو من الأمم السابقة، فإن ذلك من المرققات التي ترقق القلب وتزيد الإنسان إيماناً.
– تدبر القرآن:
من وسائل زيادة الإيمان كذلك، تدبر القرآن الكريم، قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (ص: 29)، وقال تعالى:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد: 24)، وهذا التدبر مرتبتان، المرتبة الأولى تدبر المعاني، أي أن يفهم المسلم معاني القرآن الكريم، ويسعى للازدياد منه، والنوع الثاني من أنواع التدبر هو تدبر المحبة، فالإنسان المحبوب تحب كلامه، فكيف بالرب جل جلاله، {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} (البقرة: 165)، فإذا كنت تحبه فستحب كلامه ولو لم تفهمه، كل محبوب تحب كلامه وكل ما صدر منه، وأشد محبة هي محبتك لربك الذي خلقك وسواك، فلابد أن تحب كلامه حباً شديداً، إذاً هذه بعض وسائل زيادة الإيمان.
____________________________
(*) باحث في العقيدة وعلم الكلام.