نشرت وسائل إعلام فلسطينية صورة مسن يرتدي “قمبازا” و”حطة” بلحية طويلة وهو يقذف الحجارة على جنود الاحتلال من مسافة الصفر، في قرية دير جرير قضاء مدينة رام الله، ولم يصب برصاص الجنود بالرغم من تصويبهم بنادقهم عليه.
مراسل “المجتمع” التقى الحاج سعيد الجربة (51 عاماً)، وتحدث عن تحديه لجنود الاحتلال بالحجر دفاعاً عن أرضه وقال: توجهت لمكان المواجهات مع الشباب دفاعاً عن أرض عائلتي وأراضي قريتي دير جرير، حيث أقام الاحتلال والمستوطنون بؤرة استيطانية جديدة، وصادر الاحتلال من أراضي القرية ما يقارب الـ18 ألف دونم في السابق، ولم يبق لنا أرض في ظل المصادرات المستمرة، لذا كان قراري التواجد مع الشبان في منطقة المواجهات، وصنع لي الشبان مقلاعاً صغيراً لقذف الحجارة باتجاه الجنود، وكنت مندفعاً، لعمق الجرح الذي ينزف بسبب ضياع أرضي وأرض قريتي، ولم أخش الاحتلال أو الإصابة، فهذا ليس ضمن حساباتي الشخصية، فبعد ضياع الأرض لا قيمة لنا.
وتابع الجربة: أنا أعمل سائقاً في وزارة التربية والتعليم، ولي 9 أولاد (6 ذكور، و3 بنات) وفي الانتفاضة الأولى عام 1987 كنت شاباً وشاركت في فعالياتها، واليوم أنا عمري 51 عاماً أدافع عن أرضي، فالاحتلال ما زال يلاحقنا، ونحن لن نرفع الراية البيضاء، مهما كانت الفاتورة التي سندفعها، ومقاومة الاحتلال لا تقتصر على جيل معين، فالكل مطالب بالدفاع عن أرضه شاباً أو كبيراً.
واستطرد حديثه: لا أخشى الاعتقال من جيش الاحتلال، بالرغم من سهولة تشخيصي من لباسي، فنحن كشعب فلسطيني قدم الشهداء والجرحى والأسرى، ولن يكون الاعتقال حاجزاً أمام مقاومتنا والدفاع عن أرضنا، وهذا هو قدر الشعب الفلسطيني؛ إما أن يكون شهيداً أو جريحاً أو أسيراً.
وعن رد فعل عائلته بعد تداول صورته في كل وسائل الإعلام، قال الجربة: لا شك أنه رد فعل إيجابي، بالرغم من أن الشعب الفلسطيني بأكمله يقاوم الاحتلال، ولكن الصورة كانت معبرة كوني شخصاً كبيراً وبلباس تراثي ولحية غزاها الشيب، فهذا الأمر ليس معتاداً في وسائل الإعلام، ولكن هذا الأمر يشرفني، وأفتخر أنني أدافع عن أرضي مع أبناء شعبي أمام جنود مدججين بالسلاح.
وعن رسالته قال الجربة: أخجل أن أوجه إلى شعبي رسالة، فهم أصحاب همم وتضحية، وأنا لم أقدم شيئاً، ورسالة الشعب الفلسطيني للمطبعين العرب، أننا نواجه بصدورنا العارية دولة الاحتلال، التي تقتلنا بسلاح فتاك، وأنتم تأتون كي تطبِّعوا مع كيان غاصب لأرض فلسطين، فالصورة متناقضة، تصافحون من يقتل الأطفال والنساء ويعتقل بدون رحمة!