حمّلت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأميركي الرئيس المنصرف دونالد ترمب مسؤولية اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس الأسبوع الماضي، ويصوت المجلس على قرار يتهم ترمب بالتحريض تمهيدا لمحاكمته برلمانيا، بينما كشف مصدر جمهوري أن البيت الأبيض يضغط على النواب للتصويت ضد القرار.
ونشرت اللجنة القضائية في مجلس النواب اليوم الأربعاء تقريرا عن اقتحام الكونجرس أثناء جلسة التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، وقالت فيه إن تأكيد ترمب أثناء خطابه على مزاعمه “التي لا أساس لها من الصحة” بشأن نتائج الانتخابات؛ جعل مؤيديه يعتقدون أن العملية الديمقراطية تشكل تهديدا للبلاد.
واستشهد التقرير بخطاب ترمب الذي وجهه لأنصاره قبيل عملية الاقتحام، حيث حثهم على التوجه إلى الكونغرس.
وذكر التقرير أنه رغم اقتراح الرئيس على أنصاره التوجه إلى الكونجرس بشكل سلمي، فإن المضمون العام لخطابه كان تهديدا، وهو ما فهمه مؤيدوه.
وشدد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر على ضرورة محاكمة المتورطين في اقتحام مبنى الكونغرس، محذرا من أنهم يهددون الأمنين الداخلي والقومي، وأنهم عازمون على ارتكاب مزيد من العنف والتحريض عليه.
وطالب شومر السلطات بوضع كل من شارك في اقتحام الكونجرس على القوائم السوداء لمنع السفر عبر الطائرات.
تصويت النواب
وبدأ مجلس النواب -الذي يسيطر عليه الديمقراطيون- مساء اليوم جلسة للنظر في مشروع قرار قدمه 3 مشرعين ديمقراطيين يتهم ترمب بالتحريض على التمرد؛ مما يتيح بدء إجراءات لمحاكمته في الكونجرس قبل 8 أيام فقط من انتهاء ولايته.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب ستيني هوير لشبكة “إم إس إن بي سي” (MSNBC) “لن ننتظر، وسنحيل إجراءات العزل لمجلس الشيوخ في أقرب وقت”، معتبرا أنه لا يوجد أي سبب لعدم إحالة إجراءات العزل إلى مجلس الشيوخ هذا الأسبوع.
واتهم زعيم الأغلبية الديمقراطية ترمب بأنه خرق القسم وحرّض على التمرد المسلح، وأنه قام بكل شيء من أجل تخويف المسؤولين الذين يكشفون الحقيقة، وقال إن أفعاله تستدعي ردا مستعجلا. وأكد هوير أن عددا من الجمهوريين يعتقدون أن هذه الإجراءات ضرورية.
كما قالت النائبة الديمقراطية إلهان عمر “من أجل أن نعيش كديمقراطية يجب أن تكون هناك محاسبة وعزل للرئيس فورا”.
ونقلت قناة “سي إن إن” (CNN) عن النائبة الديمقراطية فال ديمينغز قولها “نتمنى أن ينضم الجمهوريون إلى جهود عزل الرئيس”.
وأضافت أن إجراءات العزل التي ترتبط بالواجب الدستوري لمحاسبة الرئيس ستتم، معتبرة أنه “لم تحدث أي خيانة أكثر من تلك التي قام بها الرئيس”.
كما قالت النائبة الديمقراطية جودي تشو “تعرضنا لهجوم من إرهابيين جُندوا بالولايات المتحدة وترمب حرضهم ويجب عزله”.
بدوره، قال النائب الديمقراطي آل غرين إنه يجب الشروع في تضميد جراح هذا البلد على الفور.
ورأى النائب الديمقراطي لويد دوجيت أن ترمب حاول الانقلاب على الحكومة والكونغرس، وأن هذا شيء يستوجب العزل.
وأضاف دوجيت أن الرئيس شجع لصوص الديمقراطية عبر العالم وقام بنفس الشيء الأسبوع الماضي، حسب تعبيره.
واتهمت النائبة الديمقراطية شايلة لي الرئيس بأنه ساهم بشكل مباشر فيما حدث وأنه دعا “الإرهابيين” إلى العنف.
كما اتهم النائب غاي ريشينثالر الرئيس بأنه دعا مؤيديه لعدم استعمال العنف والتظاهر سلميا مع أنه التزم بانتقال سلمي للسلطة.
واعتبر النائب الديمقراطي جيم ماكغفرن أن ترمب لا يصلح ليكون في هذا المنصب، وأضاف “إذا لم يكن هذا يستدعي العزل فلا أدري ما هي الأفعال الموجبة لذلك”.
وبدورها، قالت النائبة الديمقراطية كاثي كاستر إن ما قام به ترمب وتحريضه على العنف هو “أكبر خيانة ارتكبها رئيس في تاريخ بلادنا”.
وقال النائب الديمقراطي بيتر ولتش إن ترمب حرض على العنف، مضيفا “إذا كنا نريد الوحدة فيجب أن نقوم بمحاسبته وعزله”.
كما قالت النائبة الديمقراطية جوليا براونلي “أدعو الجمهوريين إلى التصويت على هذا القرار وحماية الدستور”.