قال عضو لجنة الدفاع عن سلون في القدس المحتلة فخري أبو ذياب، في حوار مع “المجتمع”: إن الاحتلال الصهيوني يسابق الزمن من أجل تهويد القدس ومقدساتها بالكامل، وهو في مراحل التهويد الأخيرة في ظل صمت المجتمع الدولي والدعم الأمريكي المطلق، الذي يعتبر الاستيطان شرعياً، مؤكداً أن الاحتلال أنفق أكثر من 50 مليار دولار على تهويد القدس منذ احتلالها عام 1967، ويستهدف بشكل خاص المناطق المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك الذي بات يحاصره من كافة الجهات.
ولفت أبو ذياب إلى أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة صمود أسطورية ضد الاحتلال، الذي يستخدم كافة الأساليب من أجل كسر حالة الصمود والمقاومة الفلسطينية لمخططاته الاستعمارية، التي تعد انتهاكاً لكل الأعراف والقوانين الدولية.
الاحتلال يرتكب مجزرة حضارية وتاريخية في القدس ويخطط لتهجير أهالي سلون بالكامل
وأوضح أبو ذياب أن الاحتلال أقام أكثر من 15 ألف معْلم تهويدي في محيط الأقصى، ويخطط لجلب 25 ألف مستوطن لمنطقة سلون التي تعد بوابة البلدة القديمة في القدس.
ودعا أبو ذياب لإنقاذ القدس من عمليات التهويد والاستيطان، خاصة أن الاحتلال أقام 21 ألف وحدة استيطانية في المدينة المقدسة العام الماضي، ويخطط لتهجير المزيد من الفلسطينيين عن أرضهم، وإلى الحوار:
في البداية، لو حدثنا عن الواقع الذي تمر به القدس في ظل حرب الاستيطان المسعورة، وكم عدد الوحدات الاستيطانية التي أقامها الاحتلال خلال العام الماضي؟ وما مخططاته الجديدة التي تستهدف المدينة المقدسة؟
– القدس تمر بمراحل صعبة للغاية، عمليات الاستيطان لم تشهدها منذ احتلالها عام 1967، هناك أكثر من 21 ألف وحدة استيطانية شرع الاحتلال في إقامتها على أراضي الفلسطينيين في القدس العام الماضي، منها 9 آلاف في قلنديا و3 آلاف وحدة استيطانية شرقي القدس، والبقية موزعة على مناطق المدينة المقدسة، بهدف فصلها عن الضفة الغربية المحتلة، وإيجاد ترابط جغرافي مع البحر الميت، وذلك لتطبيق مخطط “القدس الكبرى”، الذي يهدف لطمس المعالم العربية والإسلامية لمدينة القدس، والاحتلال يعمل حالياً على الاستيلاء على كل المساحات الفارغة في سلون وأحياء القدس، وزرع 73 بؤرة استيطانية في سلون.
ما دام هناك عمليات استيطان وتهويد، بالتأكيد هناك عمليات هدم للمنازل والعقارات الفلسطينية، كم عدد ما هدم منها العام الماضي؟
القدس في مراحل التهويد الأخيرة وخلال العامين القادمين سيستكمل الاحتلال كافة مخططاته الاستيطانية
– أصدر أوامر هدم لنحو 900 منزل، وهذا تسبب في تهجير مئات العائلات الفلسطينية، التي باتت بدون مأوي، أنا قبل عدة أيام تلقيت إخطاراً من الاحتلال بهم منزلي في سلون، وهناك الكثير من المنازل هي على قائمة الهدم، ليس أمامنا سوى الصمود على هذه الأرض لأننا أصحاب الحق والتاريخ والحضارة.
هذا يقودنا لسؤال آخر: كيف يعيش أهالي القدس في ظل منعهم من عمليات البناء وهدم منازلهم؟
– أهالي القدس يمرون بظروف صعبة، الاحتلال يحاصرهم، ويهدم البيوت على رؤوسهم، بل ويقوم بإجبارهم على دفع غرامات على المنازل التي تهدم، حيث أجبر هؤلاء على دفع ما يقارب من 3 ملايين دولار العام الماضي غرامات بناء، أضف إلى ذلك أنه خلال السنوات العشر الماضية رفض الاحتلال منح 8 آلاف فلسطيني في سلون رخص بناء، في حين أنه أقام آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس.
نلاحظ أن بلدة سلوان مستهدفة بشكل خطير بالاستيطان والتهويد والحفريات، ما السبب؟
– سلون تعد البوابة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك، وهي تعد من أحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية لمدينة القدس، بل تعد أهم منطقة حضارية في البلدة القديمة، لذلك الاحتلال يستهدفها بالحفريات والاستيطان والتهويد، لتغيير معالمها العربية والإسلامية، ومعظم منازلها تعرضت للتشققات بسبب الحفريات الصهيونية أسفلها التي تصل إلى أسفل المسجد الأقصى المبارك، مما يهدد أساساته بشكل خطير.
ما خطوات الاحتلال المكثفة في عمليات التهويد والاستيطان في سلوان وغيرها من أحياء القدس؟
الاحتلال أنفق 50 مليار دولار على الاستيطان في القدس منذ احتلالها
– ينفذ الاحتلال سلسلة من المشاريع التهويدية في القدس، منها القطار الهوائي الذي يهدف لحجب قبة الصخرة المشرفة والمعالم التاريخية والحضارية في المدينة، وإقامة ما يسمى بالحدائق التوراتية الكاذبة، وزرع القبور الوهمية للاستيلاء على الأرض؛ حيث أقام الاحتلال في سلون وحدها 15 ألف قبر وهمي، يضاف لذلك إقامة سلسلة من المشاريع السياحية أسفل البلدة القديمة وعلى مقربة من الأقصى، والهدف واضح هو تزوير تاريخ وحضارة مدينة القدس.
حدثنا عن اعتداءات المستوطنين، ومخططات الاحتلال لإحداث خلل ديمغرافي في مدينة القدس على حساب الوجود الفلسطيني.
– هناك في القدس أكثر من 300 ألف فلسطيني، لكن الاحتلال عزل أحياء فلسطينية كثيرة عن القدس بواسطة جدار الفصل العنصري، وفي سلون وحدها يخطط الاحتلال لجلب 25 ألف مستوطن إليها، بعد أن يقيم لهم آلاف الوحدات الاستيطانية، وذلك بعد استكمال تهجير الفلسطينيين عن أرضهم.
كل هذه المخططات الاستيطانية تحتاج لموازنات ضخمة، كم رصد لها الاحتلال؟
– الاحتلال منذ احتلاله للقدس لم يتوقف عن عمليات استهداف القدس والأقصى، ورصد لذلك موازنات ضخمة تفوق 50 مليار دولار، بالإضافة إلى الأموال الضخمة التي تجمعها الجمعيات الاستيطانية الصهيونية، وقد تم وضع بنية تحية لكافة المستوطنات التي تقع في القدس، والاحتلال يواصل تطبيق مخطط ما يسمى “القدس الكبرى” الذي يريد الاحتلال أن تصل مساحته أكثر من 600 كم2.
ما المطلوب من العالم وخصوصاً العربي والإسلامي لإنقاذ القدس؟
– نوجه رسالة استغاثة للعالمين العربي والإسلامي بسرعة التحرك لإنقاذ القدس والأقصى، ووقف جرائم الاحتلال بحق المقدسات، ودعم صمود أهالي القدس الذين يواجهون الاحتلال بصدورهم العارية، وعلى المجتمع الدولي الكف عن سياسة الصمت والضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على القدس والمقدسات قبل فوات الأوان.