في خطوة تعد كسراً لجبل الجليد، رفعت باكستان حظر التأشيرات على مواطني بنجلاديش، بعد توترات دامت سنوات بين البلدين المسلمين جنوبي آسيا.
والخميس الماضي، أعلنت المفوضية الباكستانية العليا، في بيان، رفع باكستان جميع القيود المفروضة على تأشيرات دخول مواطني بنجلاديش، وتكثيف الاتصالات الثنائية على كافة المستويات.
وفي تصريح، قال المفوض السامي الباكستاني لدى بنغلاديش، عمران أحمد صديقي: إن بلاده تنتظر خطوة مماثلة.
وحصلت بنجلاديش على استقلالها عام 1971 بعد حرب دامية استمرت نحو 9 أشهر بسبب الغضب الشعبي من تركيز السلطة في غرب باكستان، وانتهت بمقتل مئات آلاف بعد تدخل الهند لصالح انفصال بنجلاديش عن باكستان.
وشرعت بنجلاديش بمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم الحرب المسماة بـ”حروب التحرير والاستقلال”؛ ما أسفر عن توتر العلاقات بين البلدين لعقود طويلة.
وفي يوليو الماضي، بدأت العلاقات بين بنجلاديش وباكستان في التحسن نسبياً، على خلفية اتصال هاتفي نادر بين رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، ونظيرته البنغالية شيخة حسينة واجد.
وأعلن القائد الأعلى في بنجلاديش، آنذاك، أن السياسة الخارجية لبلاده تقوم على “الصداقة مع الجميع.. لا عداوة مع أحد”، فيما دعا المبعوث الباكستاني لدى بنجلاديش، رئيسة الوزراء، ووزير الخارجية البنغالي، لمناقشة قضايا ثنائية متعددة في بيئة ودية.
وأكدت الخارجية البنغالية، في بيان، أن بلاده تتطلع إلى التواصل مع باكستان، وأن الطرفين اتفقا على عقد مشاورات.
كما حث البيان السلطات الباكستانية على تسهيل وصول البضائع البنغالية عن طريق الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة لجنوب آسيا (SAFTA)، وإزالة الحواجز التجارية من أجل علاقات مثمرة.
اعتذار رسمي
ومؤخراً، حث وزير الخارجية البنغالي أبو الكلام عبد المؤمن، في بيان، سلطات باكستان على تقديم اعتذار رسمي على “الإبادة الجماعية التي ارتكبت في حرب تحرير عام 1971”.
وتنص اتفاقية أبريل 1974، بين بنغلاديش وباكستان والهند في نيودلهي، على أن “رئيس الوزراء الباكستاني قد أعلن أنه سيزور بنجلاديش تلبية لدعوة رئيس وزراء بنغلاديش، ومناشدة الشعب البنغالي المغفرة وتعزيز المصالحة ونسيان أخطاء الماضي”.
وبالمثل، أعلن رئيس وزراء بنجلاديش، بخصوص الأعمال الوحشية والدمار الذي ارتكب في بنجلاديش عام 1971، أنه يريد أن ينسى الناس الماضي وأن يبدؤوا بداية جديدة، قائلاً عبارته الشهيرة: “في بنجلاديش يعرف الناس كيف يغفرون”.
وجاء في الاتفاقية أيضاً أن “وزير خارجية بنجلاديش صرح بأن حكومة بلاده قد قررت عدم المضي قدماً في المحاكمات (المتعلقة بحرب 1971)، كما تم الاتفاق على إمكانية إعادة أسرى الحرب البالغ عددهم 195 أسيراً إلى باكستان، بجانب أسرى الحرب الآخرين الذين يتم إعادتهم الآن بموجب اتفاقية دلهي”.