غاب الميدان ولم تغب الذكريات في 25 يناير 2021م، غاب الميدان لأن الثوار لا يريدون مزيدًا من التجارب الفاشلة كما يقول أحد المغردين، ولا يريدون أن يشمت بهم “مطبلو” الثورة المضادة المنتشرون في طول العالم العربي وعرضه والمدعومون من كل أشرار العالم شرقه وغربه عجمه وعربه، كما عبر أحد المغردين قائلاً: “لم ولن ننسى أننا وقفنا على أعتاب الحرية وشممنا رائحتها في 25 يناير، لن نتوقف عن التضحية لانتزاعها، ولن نيأس من روح الله”، وقال نفس المغرد في تغريدة أخرى: “لم يعد خافيًا على أحد أن كل أشرار العالم، غربًا وشرقًا، عربًا وعجمًا، تآمروا ليحرمونا من حريتنا التي كدنا أن نحققها في ثورة 25 يناير”.
دروس من الثورة
وغرد البرادعي الذي ساهم في إجهاض أول تجربة ديمقراطية مصرية قائلًا: “ثار المصريون لحريتهم وكرامتهم عندما سُدت أمامهم أبواب التغيير، واجهوا تحديات وعقبات عديدة وخُدعوا كثيراً وأخطؤوا كثيراً وضحوا كثيراً، ولكن في كل ذلك تعلموا وتغيروا كثيراً، مسيرة الشعوب نحو الحرية دائماً طويلة، وإذا كان من الممكن تعطيلها فإنه من المستحيل وأدها الثورة يناير”، ولا ندري لماذا لم يراجع دوره وقد كان رأس جبهة الإنقاذ التي استخدمت لقتل حلم يناير.
وقال الناشط السياسي د. باسم خفاجي متحدثًا عن الدروس المستفادة: 25 يناير ليست ماض بل إثبات أن التغيير ممكن ودليل أن الشعب ليس ميتًا، وتأكيد أن حسابات النخب خطأ والجماعات والتيارات والأحزاب متأخرة دومًا في فهم الشعوب، 25 يناير أكدت أن التسامح مع الظلمة والقتلة جريمة، والثورة يجب أن تمحو الظلم لا أن تستند إليه وتتركه، نتعلم ونتحرك للأمام ولا نيأس أبدًا.
وقال أحد المغردين: ما فعلته الثورة في قلوب وعقول المصريين ليس بقليل، فحاجز الخوف عندما يكسر، تصبح للحرية قيمة عالية.
وردًا عن الأصوات التي تدعي أن الشعب المصري لا يثور، قال المغرد مينا عادل: قبل 25 يناير لو كنت سألت أي حد عن احتمالات أن الشعب داه (هذا) يقوم بثورة كام (كم) في المية (المائة) كان هيقولك (سيقول لك) 0%.. زي دلوقتي بالظبط (بالضبط)، النسبة 0%.
وفي ذكراها العاشرة، قال الإعلامي أحمد منصور، في تغريدة له على “توتير”: الثورة موجات متتابعة وليست موجة واحدة، والثورة المصرية انطلقت في 25 يناير 2011م، لكن موجتها الأخيرة لم تأت بعد، ستكون موجة جارفة تزيل كل القاذورات والشوائب والعوائق التي عرقلت مسيرة مصر وعظمتها، وسوف تعيدها وشعبها على رأس الأمم المتحضرة وليس كشبه دولة كما حالها الآن 25 يناير.
اعتقالات في ذكرى الثورة
وفي ذكرى ثورة 25 يناير، اعتقلت الشرطة المصرية رسام الكاريكاتير أشرف حمدي، وكتب حمدي في صفحته عبر “فيسبوك”: “أنا بيتقبض عليّا”.
وجاء اعتقال حمدي بعد يوم من نشره فيديو من تصميمه وإخراجه حول ذكرى 25 يناير، تناول فيه قمع الأجهزة الأمنية للأصوات المعارضة، أو التي تسعى للتغيير.
وتقول كلمات الفيديو: “أنا الصوت وقت متحب الدنيا سكوت، أنا اللي وقفت قصاد الظلم والفساد والاستبداد، أنا اللي هتفت سلمية عيش حرية، عدالة اجتماعية، أنا اللي كنت ببتسم وأنا بنضرب بالنار، أنا اللي دمي سال على الأسفلت، وانداس، أنا اللي في عز الإحباط والانكسار بقول للناس إن اليأس خيانة هنكمل المشوار”.
ويتابع: “أنا اللي إنتوا شايفينه واقف قدامكم بكل شموخ.. لكنه في الحقيقة..”، وفي الفيديو يُرى شاب يقف بين سيارتين مملؤتين بالمساجين.
“الإخوان” والثورة
وقد أعلنت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، الإثنين، تمسُّكها بـ5 بنود، من بينها استمرارها في مواصلة الكفاح، بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة يناير التي تصادف اليوم.
وأكدت الجماعة مواصلة الكفاح بين صفوف الشعب، وأن تكون مصر وطناً للجميع لا حكراً لفئة أو حزب أو جماعة، وأن يصير الشعب صاحب القرار النهائي في قضاياه الوطنية واختيار من يحكمه عبر انتخابات نزيهة.
وشملت البنود الخمسة أيضاً: تأكيد أن حق الشهداء والمصابين والمتضررين (من دون ذكر أعدادهم) لن يسقط، ومطالبة المجتمع الدولي بدعم تطلُّعات الشعب المصري.
ولم يصدر عن الجماعة التي تعتبرها القاهرة “محظورة” أي دعوة للتظاهر داخل مصر، إذ يوجد أبرز قياداتها وكوادرها بالسجون المصرية وعدة آلاف منهم خارج البلاد، منذ الإطاحة بأول رئيس مدني حكم مصر الرئيس الراحل محمد مرسي المنتمي إلى الجماعة في صيف 2013م من سدة الحكم.
في سياق متصل، قال المركز المصري للإعلام (غير حكومي خارج مصر) في ملف بمناسبة عشرية يناير: إنه رصد شهادات عديدة عن دور الإخوان في نجاح الثورة.
وأكد المركز أن غياب الجماعة أدى إلى تدمير البنية الاجتماعية ووأد العمل الخيري وتجميد الحياة السياسية.
وأفاد بأن النظام المصري يناصب الثورة العداء وقد انتقم من رموزها، مؤكداً أن رموز الثورة الآن بين مسجون وقتيل ومختفٍ وبعضهم تحول إلى مؤيد أو عضو بالبرلمان.
وبينما ضجت منصات التواصل والشاشات المعارضة بتغريدات وبيانات “إحياء يناير”، خلت الشوارع والميادين في القاهرة والمحافظات من أي مظاهر للاحتفال بذكرى الثورة.