قال المسؤول السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان، جهاد طه: إن آلاف العائلات الفلسطينية في لبنان أضحت دون مصدر دخل؛ بسبب توقف الأعمال والمهن التي يمارسها اللاجئون داخل المخيمات.
ودعا طه المؤسسات الرسمية اللبنانية إلى الالتفات لتدهور الأوضاع الاجتماعية والمعيشية داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان.
مجتمع عاطل عن العمل
وحول الإغلاق العام الذي يطبق في لبنان، أوضح القيادي في “حماس”، أن هذه المرحلة زادت من صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية، لافتاً إلى تقديم الفلسطينيين نموذجًا في الالتزام بالإجراءات الرسمية، للحد من تفاقم أعداد الإصابات بـ”كورونا”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الإغلاق زاد من تدهور الأوضاع الاجتماعية والمعيشية بين أوساط اللاجئين.
وطالب طه لجنة الطوارئ الحكومية في لبنان باتخاذ إجراءات، كتلك التي تشمل المواطنين اللبنانيين، وأضاف: لا بدّ من لفتة إنسانية من قبل مؤسسات المجتمع المحلي، تجاه اللاجئين الفلسطينيين خاصة في مرحلة الإغلاق.
مناشدات صحيّة
وقال طه: إنّ حركة “حماس” على تواصل دائم مع إدارة “الأونروا” من أجل حثها على تفعيل وتطوير أدائها الذي تراجع في الآونة الأخيرة بشكل كبير؛ ما ساهم في تفاقم الوضاع الصحية والإنسانية داخل المخيمات في ظل جائحة كورونا، إذ بلغ عدد المصابين من اللاجئين، ما يقارب الـ5 آلاف، ونحو 150 حالة وفاة.
وأضاف: هذا الأمر ينذر بكارثة كبيرة داخل المجتمع الفلسطيني، لذلك لا بدّ أن يكون هنالك تحرك عاجل، عبر إطلاق نداء استغاثة من قبل وكالة الأونروا للمجتمع الدولي، خاصة الدول المانحة منها، كي تؤمن المستلزمات الصحية والإنسانية للاجئين، بهدف توفير حالة أمان اجتماعي.
وحث طه المؤسسات الدولية، وفي طليعتها “الأونروا” إلى الالتفات لحقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، “فالوكالة الأممية هي المعنية بإغاثتهم وتشغيلهم، وبالتالي، لا بد أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه أوضاعهم، بحسب القيادي في “حماس”.
مبادرات التكافل
أما على المستوى المحلي، فأوضح طه أن القوى الوطنية والإسلامية تساهم في بلسمة معاناة اللاجئين الفلسطينيين، من خلال إطلاق المبادرات الوطنية والاجتماعية، التي تعزز التكافل، ويستدرك: لكن هذه المبادرات ليست علاجاً دائماً يحل القضايا الاجتماعية والإنسانية كافة، ولذلك ندعو إلى تضافر الجهود لمواجهة جائحة كورونا والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية داخل المخيمات.
ويأمل طه أن تكون “الأونروا” على قدر من مسؤوليتها، محذراً: وإلا فنحن أمام مؤامرة إسرائيلية تستهدف قضية اللاجئين، في محاولة لتشويه صورتهم، وشطب دور “الأونروا”، وصولاً إلى إنهاء قضية اللاجئين عن الخارطة السياسية.
استنكارات وتطمينات
وفيما يخصّ لقاح “كورونا” وما أثير حول عدم إعطائه للاجئين والنازحين، استنكر القيادي في “حماس” الأصوات المحدودة التي تطالب بأن تكون الأولوية للبنانيين، وقال: المفترض أن تكون عملية توزيع اللقاح شاملة وكاملة، تستهدف الجميع دون استثناء.
وكشف عن إجراء اتصالات بين ممثلي الفصائل الفلسطينية والجهات اللبنانية الرسمية لتأمين اللقاح، مشيراً إلى سعي “الأونروا” في توفيره، كونها هي المعنية في الملف الصحي، لافتًا إلى وجود تطمينات حول شمول عملية التلقيح اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية.
وتابع: نعوّل على المساعي مع الجهات الرسمية، وأيضًا الاتصالات التي تجريها وكالة “الأونروا”، آملين أن تترجم التطمينات على أرض الواقع في بداية الشهر القادم (موعد وصول اللقاحات إلى لبنان).