بمبلغ زهيد، لا يتجاوز 56 دولارا أمريكيا، تستطيع السيدة الفلسطينية، سميرة أبو عمرة، إطعام عشرات العائلات الفقيرة.
وتقول أبو عمرة (41 عاما)، التي تقطن حي الزيتون، شرقي مدينة غزة، إنها تحصل على تبرعات “بسيطة” من “فاعلي الخير”، من خارج قطاع غزة، مرتين بالأسبوع، وتعد بالمبلغ طعاما يكفي لعشرات العائلات المحتاجة.
وتضيف أبو عمرة لمراسل وكالة الأناضول “الطعام الذي أُعده يقدم لفقراء الحي بشكل مجاني، بدعم من أهل الخير من خارج قطاع غزة”.
و تكمل “أحصل على تبرع بقيمة 40 دينارا أردنيا (نحو 56 دولارا أمريكيا) بشكل نصف أسبوعي، وبهذا الثمن أجلب مكونات وجبة الطعام وأحضرها في منزلي”.
ولفتت إلى أن الطعام الذي تجهزه، يكفي لإطعام ما بين 25 إلى 30 عائلة فقيرة في الحي، “لكنه لا يغطي إطعام كافة الأسر المحتاجة”.
وتقول “إن فقراء الحي، يأملون أن أطهو لهم اللحوم، لكن المبلغ الذي أحصل عليه لا يكفي”.
وخلال يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، تعمل أبو عمرة، في غرفة مبنية من الصفيح في منزلها، على تجهيز الطعام للأسر الفقيرة.
وفي هذين اليومين، يتجمع الفقراء، حول منزل “أبو عمرة” للحصول على حصصهم من الطعام.
وما إن انتهت أبو عمرة، من تحضير طعام يتكون من نبات “السبانخ” في قدر كبير، حتى اصطف حولها عشرات الفقراء من الأطفال والنساء والرجال، ليحصل كل منهم على نصيبه بأواني أحضروها معهم.
وتشعر السيدة الفلسطينية (ن م)، بالفرحة بعد أن نجحت في ملء طبقها الفارغ بالطعام المجاني، عقب الانتظار في طابور، يضم عشرات الفقراء.
وتقول (م) لمراسل وكالة الأناضول “نحن عائلة فقيرة، وزوجي لا يعمل وأطفالي لا يجدون الطعام”.
ولفتت إلى أنها تشعر بالفرحة، عندما تحصل على الطعام المجاني.
وفي قطاع غزة الساحلي، يعيش ما يزيد عن مليوني فلسطيني، يعانون أوضاعا اقتصادية ومعيشية متردية للغاية، جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 2007.
ويبلغ عدد العاطلين عن العمل في غزة حوالي 232 ألفا، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بينما تشير بيانات غير رسمية أن عددهم يفوق 300 ألف، مع إضافة فئات أخرى من العاطلين عن العمل، غير مدرجين في مؤشر البطالة.
كذلك، يعاني نصف سكان غزة من الفقر، بحسب إحصائية للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مؤسسة حقوقية مقرها جنيف)، أصدرها نهاية يناير/ كانون الثاني 2020.
وفي 24 يناير/ كانون ثاني الماضي، قال “المرصد الأورومتوسطي”، إن نسبة البطالة بغزة، التي ارتفعت من 23.6 بالمئة عام 2005، إلى 49 بالمئة في 2020، وتعتبر من بين “النسب الأعلى في العالم”.