أعلن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي جميل عليان أن حركته لن تشارك في الانتخابات الفلسطينية، باعتبارها امتداداً لـ “اتفاقية أوسلو”.
وقال القيادي عليان في حوار مع ” قدس برس”: “لدى الجهاد الإسلامي قواعد ثابتة وراسخة في عدم المشاركة بأي برنامج سياسي رئاسي أو تشريعي مرتبط ببرنامج التسوية مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وبيّن أن الحديث داخل أروقة الجهاد الإسلامي يدور حول “انتخابات المجلس الوطني، وبالتالي فإن المرسوم الرئاسي الأخير المعني باستكمال ما يعرف بالمجلس الوطني الفلسطيني أثار الشك لدى الحركة بالهدف من وراء تلك الانتخابات”.
ورأى أن المرسوم الصادر من قبل رئيس السلطة الفلسطينية بشأن الانتخابات المقبلة جاء وفقا لعوامل خارجية أكثر منها داخلية، مردفاً: “الانتخابات كانت رغبة دولية أكبر وليس من قناعة فلسطينية، حيث أنها تمهد لمرحلة ما بعد الإدارة الأمريكية الجديدة لبايدن.
وقال: “جاء المرسوم الرئاسي خارجاً عن الإرادة الفلسطينية وكل التوقعات، مع وجود الكثير من الألغام التي حملها الإعلان عنها من حيث التوقيت، وانشغال العالم العربي والغربي بالتهيئة لمرحلة ما بعد ترمب وموجات التطبيع العربي الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي والتي أدارت ظهرها للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطيني أينما وجد”.
وأضاف: “وبالتالي، تأتي الانتخابات ضمن المربع الذي احترق فيه الفلسطينيون على مدار 27 عاماً من حيث الوحدة الفلسطينية والجغرافية، واستمرار حالة الانقسام بين حركتي فتح وحماس، واستمرار مشروع التسوية مع الإصرار الفلسطيني بالبقاء داخله.
وتابع حديثه: “كان الأفضل أن تسبق هذه الانتخابات حوار جدي يستكمل ما كان في بيروت وإسطنبول خلال الأشهر القليلة الماضية والوصول إلى قواسم مشتركة لتحديد طبيعة المشروع الوطني والبرنامج السياسي”.
رؤى سياسية
وفي معرض رده عن الترتيبات الجارية لعقد اجتماع للفصائل الفلسطينية في القاهرة، مطلع فبراير المقبل، بهدف مناقشة الانتخابات، أكد عليان بداية مشاركة “الجهاد الإسلامي” في تلك الاجتماعات.
وبيّن أن مشاركة “الجهاد الإسلامي” في حوارات القاهرة، لمحاولة التأثير داخل ما يجري في كواليس الاجتماعات بما يتناسب مع المصلحة الوطنية وما هو ضد السياق التاريخي للقضية الفلسطينية.
وتوقّع أن يواجه الفلسطينيون ضغوطات لها علاقة بالواقع الفلسطيني المأزوم، والجدل الدائر حول المرسوم الرئاسي وتأجيل انتخابات المجلس الوطني.
ورأى أنه “من الممكن أن تستجيب بعض القوى السياسية للذهاب إلى الانتخابات، مع عدم وجود قناعة وثقة لدى حركة الجهاد الإسلامي بأن الانتخابات قد تجرى في الأراضي الفلسطينية، على حد قوله.
وأردف بالقول: “لقد قدمت الحركة الكثير من الرؤى للخروج من المأزق السياسي الفلسطيني الحالي، وإعادة بناء منظمة التحرير وفقا للثوابت الفلسطينية، والانسحاب من اتفاقات أوسلو”، مؤكداً وجود توافق بين الحركة وقوى فلسطينية مقاومة.
وتساءل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عن التهديد الأخطر للقضية الفلسطينية في الوضع الراهن اليوم، الانتخابات الرئاسية والتشريعية، أم الانقسام والحصار الإسرائيلي في قطاع غزة، وسياسات التهويد الإسرائيلية العنصرية بحق القدس المحتلة؟”.
وأضاف: “نحن أمام سيناريوهات متكررة داخل المشهد الفلسطيني، ويبدو أن موازين القوى والضغوط الدولية في العالم اليوم تجعله يتراجع عن المطالبة بحقوقه”.
موقف ثابت
“وفقاً لرؤية الحركة، فإنها لا تزال تسعى خلف بناء مشروع وطني جديد قائم على التمسك بالثوابت الفلسطينية، وتوحيد الصفوف داخل البيت الفلسطيني، إلى جانب فك الارتباط المطلق باتفاقات أوسلو وغيرها”، بحسب عليان.
وأضاف “ربما ننجح وربما لا، بيد أنه من الواضح أن السلطة والنظام الفلسطيني لن يغادر مربع التسوية مطلقا، لكن سنستمر في تقديم شهادات عن التاريخ ولن نقبل أن تكون الانتخابات المقبلة إرضاء للمجتمع الأمريكي فقط”.
زيارة قطر
وفي سياق زيارة الحركة إلى الدوحة مؤخرا، ذكر القيادي أن أطرافا إقليمية ودولية تحاول دفع الفصائل الفلسطينية إلى إجراء انتخابات استعداداً للمرحلة المقبلة في المنطقة.
وقال: “لدى قطر وتركيا جهود لدفع حماس إلى المشاركة في الانتخابات وبالفعل أثمرت، وتم دعوتنا لمعرفة وجهة نظرنا من ذلك، ولن تتغير وفقاً لمشروع التسوية والتمسك بالثوابت وعلى رأسها المقاومة”.
الأسرى
وفيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي لاسيما خلال الأشهر القليلة الماضية ومع تفاقم أوضاعهم الصحية وتفشى وباء “كورونا” لعدد منهم، أوضح القيادي في الجهاد أن الاحتلال لديه قرار بترك الأسرى يموتون داخل السجون، وهذه ترجمة حقيقية لحالة العداء المستمرة بين الشعب الفلسطيني وغطرسة الاحتلال”.
ولفت إلى أن الكثير من ملفات الأسرى، قدمت إلى جهات عربية ودولية قانونية للنظر إليها بعين القانون والإنسانية فيما يتعلق بأوضاع الأسرى داخل السجون ولكن لم يتم الرد، وهو ما يعني أن المجتمع الدولي أيضا أصبح متواطئا في جرائم الاحتلال من خلال التزام الصمت.
الجدير ذكره، أن المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين المحتلة نوه مطلع الشهر الحالي إلى أن الحركة لا تزال تدرس كل ما يتعلق بملف الانتخابات، وأن أساسها يكمن في إعادة بناء مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني، وفق متطلبات مرحلة التحرر الوطني، وعمودها الفقري المقاومة، وتكون بوصلتها موجهة لإنجاز أهداف المشروع الوطني ومحاوره التحرير والعودة والاستقلال.
وكانت الحركة قد امتنعت عن المشاركة في أول انتخابات رئاسية وبرلمانية فلسطينية عام 1996 والثانية عام 2006 لأسباب عدة أبرزها أنها تحت سقف” أوسلو” المؤيد لمشروع التسوية الفلسطينية.