وضع أعضاء منظمة التجارة العالمية الصيغة النهائية لـ”نص تفاوضي نظيف بشأن مسألة الرسائل التجارية المتطفلة”، التي تعرف باسم الرسائل الإلكترونية غير المطلوبة وغير المرغوب فيها أو ”سبام”.
والمقصود من ”النص النظيف”، هو خلو النص، أو احتوائه، على أقل قدر من هوامش وملاحظات الأعضاء.
وأثنى منظم مفاوضات التجارة الإلكترونية، السفير جورج مينا (أستراليا) على توصل أعضاء المنظمة خلال أول اجتماع لهم هذا العام على نص مفاوضات التجارة الإلكترونية هذا العام مؤكدا أن عام 2021 حاسم لمبادرة التجارة الإلكترونية، مشددا على ضرورة تكثيف وتيرة المحادثات لتحقيق هدف إحراز تقدم كبير بحلول المؤتمر الوزاري الـ12 للمنظمة المقرر عقده هذا العام.
ونتيجة لتنامي التجارة الإلكترونية على الصعيد العالمي وإيجاد فرص جديدة للتجارة عبر الوسائل الإلكترونية، اعتمد المؤتمر الوزاري الثاني للمنظمة في أيار (مايو) 1998، الإعلان المتعلق بالتجارة الإلكترونية العالمية الذي دعا إلى وضع برنامج عمل بشأن التجارة الإلكترونية. غير أن مفاوضات المنظمة بشأن التجارة الإلكترونية لم تبدأ سوى في كانون الثاني (يناير) 2019 – دافوس، سويسرا – بمشاركة 76 عضوا. يبلغ عدد الأعضاء المشاركين الآن 86 عضوا – ضمنهم السعودية – يمثلون أكثر من 90 في المائة من التجارة العالمية ويغطون جميع المناطق الجغرافية الرئيسة ومستويات التنمية. وتستند المفاوضات إلى مقترحات نصية مقدمة من الأعضاء ثم تجري مناقشتها من خلال مجموعة من الاجتماعات العامة واجتماعات فرق صغيرة. تغطي المناقشات حاليا ستة موضوعات رئيسة: تمكين التجارة الإلكترونية، الانفتاح والتجارة الإلكترونية، الثقة والتجارة الإلكترونية، القضايا الشاملة، الاتصالات، الوصول إلى الأسواق.
وأفاد ميسر مناقشات المجموعات الصغيرة بشأن “الرسائل المتطفلة”، سيوجين يانج (جمهورية كوريا)، بأن المجموعة ”وضعت اللمسات الأخيرة على نص نظيف”، يهدف إلى التقليل من رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها في التجارة الإلكترونية. وقال “هذا التقدم يعد تتويجا لعدة أشهر من العمل الشاق للأعضاء المعنيين”.
بدوره، أشاد السفير مينا بهذا الإنجاز باعتباره ”علامة بارزة في المفاوضات”. مضيفا “هو نتيجة إبداع الأعضاء ومرونتهم وجهودهم لتحقيق التوازن”.
وتقول مصادر في المنظمة إن المفاوضات ”بدأت تثمر، والعمل يتقدم. إن النص الموحد الذي تم تعميمه في كانون الأول (ديسمبر) 2020 أظهر تقدما غير عادي على الرغم من العام الصعب للغاية.
وسلط السفير كازويوكي يامازاكي (اليابان)، رئيس إحدى المجموعات الصغيرة، الضوء على التقدم المحرز بشأن مسائل مثل التوقيع الإلكتروني والتوثيق الإلكتروني من خلال عمل هذه الأفرقة والميسرين.
وتعمل الفرق الصغيرة لإيجاد أرضية مشتركة بشأن المقترحات المقدمة من الأعضاء، وتشمل: حماية المستهلك على الإنترنت، المعلومات الحكومية المفتوحة، التجارة المنجزة كاملا دون أوراق، الوصول إلى الأسواق. وشجع الميسرون على تحقيق تقدم في مجال زيادة تبسيط النص التفاوضي.
وتقول مصادر المنظمة لـ”الاقتصادية” إن الأعضاء يواصلون البناء على الزخم الذي تحقق حتى الآن، وأن المجموعات الصغيرة تعطي الأولوية لمعالجة المسائل التي تم تناولها على نطاق واسع كي تتمكن المفاوضات من معالجة قضايا أخرى.