أكدت عائلات فلسطينية مهجرة في سورية، تسلمها “موافقات” للعودة إلى منازلهم، في مخيم اليرموك (جنوبي دمشق).
وفي الوقت ذاته، أوضحت مصادر لـ”قدس برس”، أن موافقات جديدة ستمنح، غدا الأحد، للعائلات التي تقدمت بطلبات للعودة إلى المخيم.
وأشارت ذات المصادر إلى أن على العائلات التي تقدمت بطلبات العودة في منطقة باب الجابية، إعادة تقديم طلب بديل عند حاجز شارع الثلاثين.
وأعلنت محافظة دمشق، عدة مرات، عن قرار بإعادة أهالي المخيم من اللاجئين الفلسطينيين إلى منازلهم، ووضعت 3 شروط لعودة الأهالي؛ هي: “أن يكون البناء سليماً”، و”إثبات المالك ملكية المنزل العائد إليه”، و”حصول المالكين على الموافقات اللازمة للعودة إلى منازلهم“.
وفي ذات السياق، كشفت عائلات خرجت من المخيم، حصولها على موافقات العودة، بالإضافة إلى حصول أصحاب البيوت المتضررة على موافقات لإجراء عمليات ترميم للمنازل.
وأشار اللاجئ الفلسطيني، هيثم يانس، إلى أنه بدأ فعلا بتنظيف بيته في شارع العروبة، بعد حصوله على موافقة العودة لمنزله، الكائن في حي التقدم، وكذلك اللاجئ الفلسطيني، رياض السهلي، الذي حصل على موافقة العودة وترميم منزله في شارع الجاعونة، وفق حديثهما لـ”قدس برس“.
أما اللاجئة الفلسطينية، “فاتن شحرور، فرغم حصولها على الموافقة، “إلا أنها تنتظر أن يعود جيرانها للسكن في حارتها، حتى تعود وتبدأ بإصلاح بيتها، فهي لا تجرؤ على السكن وحدها في الحي“.
من جانبها، قالت اللاجئة الفلسطينية، أم محمد أويس، إنها قدمت أوراق طلب العودة لحاجز الثلاثين (ملكية للبيت وصورة عنه، وصورة عن هوية صاحب البيت، وبيان عائلي)، وفيما بعد دخلت للمخيم رفقة مهندس للكشف عن حالة المنزل، إن كان صالحا للسكن أم لا، وتضيف: “مازلنا بانتظار الموافقة“.
وأكدت أنها شاهدت أثناء “زيارة الكشف”، ورشات الترميم والإصلاح التي يقوم بها بعض الأهالي، بعد حصولهم على موافقات العودة وتصاريح الترميم.
هل هناك توجه رسمي بإعادة إعمار المخيم؟
رغم إعلان بعض العائلات عن حصولها على موافقات العودة، إلا أن الغالبية ما تزال تنتظر، إذ إن هناك عائلات لم يصلها الرد منذ 9 أشهر.
وعلق علاء فوزي، وهو من سكان مخيم اليرموك، أن بدء بعض العائلات ترميم منازلها، يندرج ضمن إطار المبادرات الأهلية الشعبية، برعاية إشرافية فقط من قبل الجهات المعنية، مستبعدا، وجود مشروع إعادة إعمار منظم بالكامل لمخيم اليرموك.
وأضاف: “معظم الذين قبلوا بالعودة في هذه الظروف والحلول هم من المتضررين جدا، من ناحية الحالة المعيشية خارج المخيم، والذين أرهقتهم إيجارات المنازل“.
وأردف: “من الممكن أن أرمم بيتي، لكن ليس بمقدوري تأمين الكهرباء والماء والطرقات المعبدة والمواصلات ومحلات الخضار والبقالة، وخلافه من متطلبات الحياة الطبيعية“.
وأكد أنه لن يكون بوسع الجميع إعادة الترميم والإعمار بمجهود ومؤهلات فردية، وأن كثيرين لن يعودوا إلى المخيم، بعد ماض حافل بالمعاناة والخلافات، وأن آخرين أصبحوا خارج القطر، ومنهم من استقر في مناطق اخرى داخل البلاد.
لجان تطوعية لجمع التبرعات وسط تخوفات!
وكشفت مصادر خاصة لـ”قدس برس”، عن وجود مساع تقوم بها جهات نافذة، لتشكيل لجان تطوعية لجمع التبرعات من داخل وخارج البلاد، بحجة إعادة إعمار المخيم.
وأوضحت أن المصادر، أن هذه “الجهات تدفع بقوة بهذا الاتجاه، وتعمل على إلزام جميع الفصائل الفلسطينية بالانضمام لهذه اللجان تحت إدارتها“.
وحذرت المصادر من “أن طريقة تعاطي هذه الجهات مع هذا المقترح تشي بنية مبيتة لجمع التبرعات والاستيلاء عليها“.
وأضافت المصادر، أن مقترح تشكيل هذه اللجان تم مناقشته في السفارة الفلسطينية، بحضور الفصائل في وقت سابق، وحينها رفضه البعض، بعد “أن تبين لهم أن الغاية من هذه اللجان هو السيطرة على التبرعات“.
ويعدّ “اليرموك” من أكبر المخيمات الفلسطينية في سورية، ويقع على بعد ثمانية كيلومترات جنوب مركز العاصمة دمشق، وهو رمز لـ”حق العودة”، غير أنه تعرض للتدمير؛ ما أدى إلى تهجير أبنائه كافة، باستثناء عدد محدود.
وتقدر مساحة المخيم بنحو كيلومترين مربعين، ويكتسب أهمية إستراتيجية من خلال موقعه الجغرافي، حيث يحده شمالا حيَّا الميدان والشاغور، ومن الشرق يشرف على امتداده حي التضامن، ومن الجنوب الحجر الأسود، وحي القدم غربا.