أظهر تقرر فلسطيني استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بالقدس والمسجد الأقصى؛ حيث الاعتقالات اليومية والتصعيد في عمليات الهدم والاقتحامات للبلدات والأحياء في القدس، كما واصل المستوطنون اعتداءاتهم على المقدسات والمقدسيين وممتلكاتهم، خلال فبراير المنصرم.
وحذر التقرير الصادر عن “مركز معلومات وادي حلوة” بالقدس المحتلة، اليوم الخميس، من تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، عبر “باب المغاربة” (الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ عام 1967)، خلال فترتين صباحية وبعد الظهر، على مدار الأسبوع باستثناء يومي الجمعة والسبت، بحراسة من ضباط وقوات الاحتلال.
ورصد التقرير اقتحام أكثر من ألف و978 مستوطنا ومن الطلبة اليهود للمسجد الأقصى الشهر الماضي بحراسة قوات الاحتلال، وازدادت الاقتحامات منذ منتصف شهر فبراير الماضي حتى نهايته، قبل وخلال الاحتفالات “بعيد البوريم/المساخر”، حيث تعمد المقتحمون تأدية الصلوات خلال اقتحامهم، وعلى أبوابه من الجهة الخارجية؛ حيث نظم المستوطنون “بشكل فردي وجماعي” طقوسا وجولات على أبواب المسجد، وأدوا الرقص وشربوا الخمور، خاصة عند بابي “القطانين” و”الحديد“.
وفي المقابل استمرت سلطات الاحتلال بأعمال الحفر في ساحة “البراق” وقرب تل “باب المغاربة” عند السور الغربي للمسجد الأقصى.
وخلال أيام الجمع، واصلت سلطات الاحتلال اعتقال وإبعاد أهالي الضفة الغربية ومنعهم من الوصول وأداء صلاة الجمعة في المسجد، ورحّلتهم بحافلات خاصة إلى الحواجز العسكرية المقامة على مداخل المدينة، بعد احتجازهم لعدة ساعات.
اعتقالات وإبعاد
ولفت التقرير إلى أن سلطات الاحتلال أصدرت 29 قرارا بترحيل المقدسيين، منها 27 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى، وحالة واحدة عن القدس لشاب مقدسي بحجة عدم قانونية التواجد في القدس” رغم أنه ولد وعاش في المدينة، لكنه لا يحمل الهوية “الإسرائيلية”، ورفضت طلبات لم الشمل التي قدمها على مدار السنوات الماضية.
كما واصلت سلطات الاحتلال عمليات الاعتقال من القدس خلال شهر يناير، حيث رصد “مركز معلومات وادي حلوة” 135 حالة اعتقال بينهم 39 قاصرا و11 سيدة بينهم فتاة.
وتركزت الاعتقالات في بلدتي “العيسوية” و”الطور” ومن المسجد الأقصى والطرقات المؤدية إليه..
أوامر هدم وإخلاء
إضافة إلى ذلك، واصلت سلطات الاحتلال سياسة الهدم في مدينة القدس المحتلة، بحجة البناء دون تصريح..
ورصد المركز هدم 20 منشأة خلال شهر فبراير الماضي، بينها 9 منازل و4 منشآت تجارية وأسوار وبركسات (بيوت من الصفيح) في “سلوان”، و”صور باهر”، و”الشيخ جراح”، و”كجبل المكبر” و”عناتا“.
ورفضت ما يسمى المحكمة المركزية التابعة للاحتلال، نهاية شهر فبراير الاستئناف الذي قدمته عائلات “اسكافي، الكرد، الجاعوني، والقاسم”، من حي الشيخ جراح، للمطالبة بوقف إخلائهم من منازلهم في الحي، لصالح المستوطنين، وأمهلت العائلات حتى تاريخ الثاني من شهر أيار القادم لتنفيذ قرارات الإخلاء.
كما أصدرت محكمة الصلح قرارا بإخلاء منزل عائلة شحادة في حي بطن الهوى في سلوان.
اعتداءات المستوطنين
واصل المستوطنون اعتداءاتهم في القدس؛ فخلال شهر فبراير اعتدى المستوطنون 3 مرات على دير الكنيسة الرومانية في مدينة القدس، بإضرام النار على بابه وتنفيذ أعمال تخريب.
ونهاية فبراير اعتدى عشرات المستوطنين على الشاب إبراهيم أبو حامد، خلال عمله في حي “مئة شعاريم” غربي القدس، خلال قيادة مركبته، وذلك بمحاصرته وفتح أبواب المركبة وتحطيم زجاجها وضربه ومحاولة خنقه، وخلال محاولته الفرار من المكان، دهس أحد المستوطنين بعد فقدانه السيطرة على المركبة، فيما قامت الشرطة باعتقاله وتوقيفه لمدة يومين.
وفي اليوم ذاته، اعتدى مستوطنون على فتى وشاب في مستوطنة “التلة الفرنسية“،
وأدى الاعتداء على الفتى محمد حسن أبو الحمص 17 عاماً، إلى إصابته بجروح أسفل عينه ورأسه وكسر في أصبعه، وأوضح أبو الحمص أن المستوطنين قاموا بضربه بزجاجات الخمر التي كانت بحوزتهم على رأسه من الخلف، وكذلك ضربوه بأخرى على عينه؛ ما أدى لإصابته بجرح عميق ودخول الزجاج داخل عينه.
وبالتزامن مع ذلك اعتدى المستوطنون على مركبات المقدسيين خلال مرورها في شارع رقم 1 ومنطقة المصرارة، بإلقاء الحجارة باتجاهها، مما أدى إلى الحق الضرر بعدة مركبات.