اتهمت الهند، أمس الإثنين، إيران بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف السفارة “الإسرائيلية” في نيودلهي، في 29 يناير الماضي، في إعلان من شأنه أن يزيد من حدّة التوتر والتجاذبات بين طهران و”تل أبيب”.
وكانت الحكومة الإيرانية قد اتهمت “الموساد” الصهيوني بالوقوف وراء اغتيال كبير علمائها النوويين محسن فخري زاده في محيط طهران، في نوفمبر العام الماضي.
وتوعد الحرس الثوري بالثأر والانتقام من قتلة فخري زاده، بينما لم تعلن “إسرائيل” مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، لكنها تنفذ غارات منذ سنوات من حين إلى آخر على أهداف ومواقع إيرانية في سورية.
وذكرت وسائل إعلام هندية أن مؤسسات مكافحة الإرهاب في البلاد كشفت نتائج التحقيقات حول الحادثة المذكورة.
وتوصلت التحقيقات إلى أن المواد المتفجرة وُضعت في مكان قريب من مقر السفارة “الإسرائيلية” من قبل أشخاص ينتمون إلى الطائفة الشيعية وفُجّرت عن بعد.
وأشارت التحقيقات أيضاً إلى أنواع المتفجرات المستخدمة في التفجير، مبينة في الوقت ذاته انتظار تقرير مختبر الطب الشرعي لمعرفة تفاصيل المواد المتفجرة.
وأوضحت أن منفذي التفجير تركوا بعض الآثار التي تشير إلى وقوف “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) الإرهابي وراء الحادثة، بهدف التضليل والإيحاء أن التفجير من تدبير التنظيم السُّنّي المتشدد الذي يبحث عن منافذ جديدة لإيجاد ثابت موطئ قدم في آسيا.
ولفتت نتائج التحقيقات كذلك إلى إعداد قائمة بأسماء المشتبه بهم، مشيرة إلى أن التفجير جزء من حملة “الحرب الممنهجة” التي تقوم بها قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ضد “إسرائيل”.
وأواخر يناير الماضي، وقع انفجار أمام سفارة “إسرائيل” في العاصمة الهندية، مما ألحق أضراراً بسيارات دون أن يوقع إصابات، حسبما أعلنت الشرطة حينها.
وتزامن التفجير وقتها مع اليوم الذي يشهد الذكرى 29 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الهند و”إسرائيل”، وفق تغريدة نشرتها السفارة “الإسرائيلية” على حسابها بـ”تويتر”.
وقالت الشرطة الهندية بُعيد التفجير: إن المعلومات الأولية تشير إلى أنه ناجم عن عبوة ناسفة بدائية الصنع ليست شديدة الانفجار، لكنها تسببت في تحطم نوافذ عدة سيارات كانت متوقفة بالقرب من مبنى السفارة “الإسرائيلية” في العاصمة الهندية نيودلهي.
وقالت الشرطة، في بيان: الانطباعات الأولية تشير إلى محاولة خبيثة لإحداث حالة من التوتر، فيما ذكرت قناة “إن دي تي في” التلفزيونية: إن العبوة كانت داخل كيس بلاستيكي تم وضعه على الرصيف.
ووقع الانفجار على بعد أقل من كيلومترين من اجتماع بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس رام ناث كوفيند، ومسؤولين كبار آخرين، وفقاً لتقرير بثته قناة “إن دي تي في”.
وقالت القناة “13” العبرية (خاصة) في تعليقها على التفجير حينها: إنه وقع على بعد 50 متراً من مبنى السفارة، مضيفة: في هذه المرحلة لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات بين أفراد طاقم السفارة، لكن تضررت عدة سيارات كانت مركونة بالخارج.
وتابعت: نتج الانفجار بحسب بعض التقارير عن عبوة ناسفة بدائية الصنع وتحقق الشرطة المحلية في ملابسات الحادث.
وقال سفير “إسرائيل” في الهند رون مالكا معلقاً أيضاً على الحادثة: إن “تل أبيب” تتعامل مع التفجير الذي وقع قرب السفارة في نيودلهي كـ”حادث إرهابي”، مضيفاً لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية: ما زلنا نحاول معرفة ما حدث، كان الانفجار قريباً جداً من السفارة لذلك نتعامل معها نحن والشرطة المحلية (الهندية) على أنه حادث تخريبي.
وتابع: لا أستطيع أن أقول على وجه اليقين ما إذا كان الانفجار يستهدف السفارة، لكننا نتعامل معه كحادث إرهابي.
وذكرت وزارة الخارجية “الإسرائيلية” أنّ الانفجار لم يلحق أي ضرر بسفارتها في نيودلهي، وقالت، في بيان، في 29 يناير: إن الانفجار لم يسفر عن وقوع إصابات ولا أضرار بالمبنى.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول “إسرائيلي” طالباً عدم نشر اسمه: إن “إسرائيل” تتعامل مع الانفجار الصغير الذي وقع قرب سفارتها في نيودلهي، الجمعة، كحادث إرهابي.
وقالت شرطة نيودلهي: إنه لم تحدث إصابات ولم تلحق أضرار بمبنى السفارة، مضيفة: الانطباعات الأولية تشير إلى محاولة خبيثة لإثارة حالة من الهرج.
وقال وزير الخارجية الهندي س جايشانكار، الجمعة: إنه تحدث مع نظيره “الإسرائيلي” غابي أشكينازي حول الانفجار قرب السفارة “الإسرائيلية” بنيودلهي.
وكتب على “تويتر”: نأخذ الأمر على محمل الجد، مضيفاً: أكدت له توفير الحماية الكاملة للسفارة والدبلوماسيين “الإسرائيليين”، الموضوع قيد التحقيق ولن ندخر جهداً في القبض على الجناة.