تعتبر منظمة ناتوري كارتا منظمة يهودية دينية دولية غير ربحية، تلتزم بنشر وجهة نظر جماهير اليهود المعادية للصهيونية الأرثوذكسية في جميع أنحاء العالم ممن يعارضون بشدة “إسرائيل” وسياساتها.
وفي حوار خاص أجرته الجزيرة نت مع زعيم منظمة ناتوري كارتا في فلسطين الراف يسرائيل مئير هيرش، قال إن “المنتمين للمنظمة يصلون من أجل التفكيك السريع لدولة إسرائيل الصهيونية، ولعودة جميع الحقوق للسكان الفلسطينيين الأصليين”.
ووصف هيرش انتخابات البرلمان “الإسرائيلي” (الكنيست) الوشيكة بمهرجان الكذب الذي لا يسمحون لأنفسهم بأن يكونوا جزءا منه.
وفيما يلي نص الحوار:
– من هي منظمة ناتوري كارتا ومن أين جاءت التسمية؟ وكم يبلغ عدد أنصارها وأين يتركزون؟
ناتوري كارتا منظمة معارضة للصهيونية وترجع لليهود المعارضين لإقامة دولة “إسرائيل”، وجاءت التسمية من التلمود اليهودي وناتوري كارتا تعني “حماة المدينة“.
أما عن عدد المنتمين لها فهناك مئات الآلاف من اليهود المعارضين للصهيونية، وعشرات الآلاف منهم ينتمون لهذه المنظمة.
– كم عدد أعضاء المنظمة في القدس؟ وأين يعيشون؟ وهل يتعرضون لمضايقات بسبب الفكر الذي يحملونه؟
5 آلاف يهودي من جماعة ناتوري كارتا يعيشون في حي “مئة شعاريم”وسط القدس، وبسبب معارضتهم للصهيونية فإنهم يتعرضون للملاحقات المستمرة والقمع البربري المتمثل بالضرب والاعتقالات الليلية وتخريب الممتلكات وغيرها من الانتهاكات على يد السلطات والشرطة “الإسرائيلية”، تماما كما يتعرض له الفلسطينيون في الأحياء الفلسطينية المختلفة.
– صف لنا علاقة ناتوري كارتا بدولة “إسرائيل”؟ كيف تنظرون لها؟ ولماذا لا تعترفون بها؟ وكيف تنجزون المعاملات المختلفة التي تتطلب التوجه للدوائر الرسمية للدولة؟
نحن -اليهود المعارضين للصهيونية والمكافحين ضد دولتها- نتمنى زوال الكيان الصهيوني ونناضل من أجل إرجاع الحكم الفلسطيني لكل البلاد من البحر إلى النهر.
نعارض الصهيونية لأنها تستخدم اليهودية للتغطية على مصالحها الباطلة، ونعتبر الصهيونية أكبر أعداء الشعب اليهودي ودولة الصهاينة هي الأخطر على شعوب العالم.
وبالنسبة للمعاملات اليومية فنحن لا يوجد لدينا أي علاقة بأقسام الدولة الصهيونية ولا نعترف بها ومعظم أفراد ناتوري كارتا لديهم جنسيات أجنبية.
– عطفا على السؤال السابق ما موقفكم من الانتخابات “الإسرائيلية”؟ وما رأيكم بتعسر تشكيل حكومة حتى الآن وبالتالي إجراء الانتخابات للمرة الرابعة خلال عامين؟
نحن لا نشارك في مهرجان الكذب والنصب المسمى انتخابات، والأزمة السياسية في كل عام هي عرض لأمراض الكراهية والعنصرية والتنمر التي يعاني منها المجتمع الصهيوني، وهذه الأزمة ستستمر حتى انهيار كيان المجتمع الصهيوني الذي يعطي شرعية لجرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين.
– كيف تصف علاقتكم بالفلسطينيين وبالحكومة الفلسطينية الحالية؟ هل تلتقون قادة فلسطينيين وعالميين لا يعترفون بـ”إسرائيل”؟
علاقتنا مع إخواننا الفلسطينيين دائما كانت علاقة الأخ بأخيه يسودها السلام والاحترام الكامل؛ فعائلاتنا عاشت مئات السنين مع أبناء المنطقة بوئام والوضع اليوم هو ذاته مع المواطنين والحكومة الفلسطينية.
وبعد مجيء المسيح الحياة المشتركة مع الفلسطينيين ستكون مميزة وراقية، ومكتوب في صلوات اليهود أن الجميع سيعبد الله في سلام واحترام حقيقي، ونصلي بهذه الدعوات 3 مرات يوميا.
نحن نقابل القادة والشخصيات المحترمة من كل أرجاء العالم لنشرح لهم أن الشعب اليهودي الملتزم بالتوراة يعارض أعمال وجرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين، ولنشرح لهم أن الصهاينة يكذبون ويتسترون باليهودية ليعطوا شرعية لجرائمهم.
– ماذا يشكل لكم المسجد الأقصى من ناحية دينية؟ هل تعارضون دخوله؟
المسجد الأقصى هو مكان مقدس للصلاة للمسلمين فقط، وبحسب التوراة يمنع على أي يهودي أن يطأ ثرى المسجد وما حوله ومن يخالف الأمر ويدخل ساحة المسجد الأقصى من اليهود فتقع عليه عقوبات شديدة بحسب التوراة.
– اقتحام المسجد الأقصى محرم دينيا في الشريعة اليهودية ومباح سياسيا، ويتم ذلك بشكل يومي وعلى فترتين صباحية ومسائية.. ما تعليقك؟
صعود الصهاينة للمسجد الأقصى هدفه تحدي مشاعر المسلمين والفلسطينيين، فهم يريدون إثبات سيطرتهم وتحكمهم في كل شيء والمصالح السياسية هي من وراء دخولهم المسجد الأقصى وسيحاسبهم الله على ذلك.
– بات “لجماعات الهيكل” تأثير ونفوذ كبير في الحكومة “الإسرائيلية”.. كيف تنظرون لهذا التأثير هل يثير قلقكم؟
الجماعات التي تدعو إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه هي في الحقيقة تفصح عن جزء من المخطط الصهيوني الكبير في فلسطين.
لم يصرح الحكام الصهاينة بهذا الأمر لأسباب سياسية فقط، ولكنهم يتطلعون للأمر والدليل على ذلك أعمال القتل والقمع التي يمارسها الصهاينة يوميا ضد الفلسطينيين، فلهؤلاء مخطط لابتلاع كامل الأرض من الشعب الفلسطيني ويعتبرون ذلك مسألة وقت.
– ما أبرز نشاطاتكم في القدس؟ هل تنشطون في العمل المجتمعي في المدينة ومساعدة المقدسيين الذي يقطنون في أحياء المدينة الشرقية؟
ننشط في القدس بتنظيم مظاهرة شهرية ثابتة بدأنا بها قبل أكثر من 70 عاما ضد الحكم الصهيوني، ونرفع في مظاهراتنا العلم الفلسطيني مقابل آلاف الصهاينة الغاضبين، وذلك بهدف إظهار تضامننا وتعاطفنا مع الفلسطينيين.
وبالإضافة لفعاليات التظاهر نقوم بتوفير احتياجات السكان من الطعام والأموال في أحياء شرقي القدس، وخاصة لإخواننا في بلدة العيساوية الذين يعانون مثلنا ليل نهار من الاضطهاد والقمع الصهيوني.
– ما رأيكم باتفاقيات السلام الموقعة مع “إسرائيل” -خاصة الحديثة منها مع بعض الدول العربية- وما موقفكم من إعلان ترمب القدس عاصمة لـ”إسرائيل”؟ وهل ستتمكن الإدارات الأميركية الجديدة من تغيير هذه القرارات على الأقل فيما يخص موقع السفارة؟
إعلان دونالد ترمب القدس عاصمة “إسرائيل” واتفاقيات السلام مع الدول العربية هي حركات بهلوانية للحكم الصهيوني أمام نفسه والمجتمع الدولي، وهي لن تحل المشكلة الأساسية للصهيونية التي تتمثل في سلبهم لأرض فلسطين وحرمان أبناء الشعب من بلادهم، وقد اختار الصهاينة أن يتعاملوا مع هذه المشكلة في قتل الأطفال والنساء والرجال.
لم يعد مهما أمر اتفاقيات السلام وإعلان القدس عاصمة للكيان “الإسرائيلي” فالصراع الكبير ضد الصهاينة هو المعركة، ونحن -اليهود المعارضين للصهاينة مع إخواننا الفلسطينيين- سنناضل حتى إنهاء الحكم الصهيوني وتصفية دولة “إسرائيل”، وسنُرجع فلسطين من البحر إلى النهر وسيعود اللاجئون إلى بيوتهم وتكون القدس عاصمة فلسطين إن شاء الله.