قال محند واعمر بن الحاج، الأمين العام بالنيابة للمنظمة الوطنية للمجاهدين: إنه لا يملك إلا أن يشكر وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة على الموقف الذي اتخذه إزاء القناة الفضائية الفرنسية “فرانس 24″، واعتبر ذلك الموقف تطوراً لافتاً في التعاطي مع ما وصفه “الدعاية الرسمية الفرنسية”.
وقدر الرجل الأول في أكبر هيئات الأسرة الثورية أن الحكومة الفرنسية غير مستعدة لتغيير سياستها تجاه الجزائر مهما اختلفت الأسماء التي تعاقبت عليها، وذلك انطلاقاً من المواقف التي أبانت عليها باريس منذ عقود.
وذكر محند واعمر بن الحاج: نحن نعرف فرنسا جيداً، كانوا يسموننا أهالي مسلمين غير متجنسين، وفيما بعد أصبحت تسمينا فرنسيين مسلمين، كانوا يعاملوننا كحيوانات، وسيبقون كذلك.. هم لا يغيرون طريقة تعاملهم مع الجزائريين.
وأضاف: أقولها لأول مرة، الناطق باسم الحكومة، لأول مرة، مشكور على ما قاله بشأن قناة “فرانس 24″، إنها قناة الدعاية الرسمية، هي قناة رسمية فرنسية كانت من قبل إذاعة، قبل أن تصبح قناة تلفزيونية، وكانت تتبنى الموقف ذاته عندما يتعلق الأمر بالجزائر، الفرنسيون لا يحبوننا ولن يحبونا أبداً.
ومضى قائلاً: خلال الأسابيع الأخيرة مع تفجر قضية الذاكرة والتاريخ، الخطاب التسويقي الذي استعملته الحكومة الفرنسية وأجهزتها يهدف إلى استغلال التباين الحاصل في المواقف السياسية بين الجزائريين، وكذا المشكلات الداخلية التي تمر بها البلاد، من أجل التفريق بيننا.
ودعا بالمناسبة المختصين النفسانيين وعلماء الاجتماع إلى تنظيم ملتقى لتوجيه الجزائريين في التعاطي مع ملف الذاكرة الذي يعتبر من الملفات الحساسة جداً، وتساءل محند واعمر بن الحاج: هل حقاً الذاكرة الفرنسية والذاكرة الجزائرية يمكن تحقيق المصالحة بينهما؟ وأجاب: لا يمكن تحقيق هذا، لأن القضية تتعلق بالضحية والجلاد وبالقاتل والقتيل، لا يمكن، أعتقد أن الاستمرار في هذا النهج، يشكل مضيعة للوقت.
الأمين العام بالنيابة لمنظمة المجاهدين نبه إلى وجود تباين في المواقف بين الجزائريين، وهذا أمر طبيعي، كما قال، وأن هناك من بينهم من هم بورجوازيين ولهم حسابات جديدة في رؤوسهم. لما كنا تحت نير الاستعمار الفرنسي، سمح لنا ذلك الظرف العصيب من تحقيق الاتحاد الذي قادنا في النهاية إلى طرد الاستعمار. ولكن بعد الاستقلال لاحظنا أن هناك غياباً للانسجام بين الجزائريين فيما يخص التعاطي مع بعض المواقف الفرنسية، وهذا أمر غير محبذ.
وبرأي محند واعمر فإنه بعد الكشف عن تقرير بنجامان ستورا، دخلنا في فخ نصبه الفرنسيون.. لقد ابتكروا لنا موضة جديدة، وهي التمييز بين الشهداء بعد أن حولوهم إلى سلع، وأضاف: ما قامت به فرنسا بخصوص الشهيد علي بومنجل هو تمييز بين الشهداء، وبالنسبة إلينا كل الشهداء سواسية سواء محام أو فلاح أويجب ألا ننساق وراء لعبهم، وهنا أشدد فأقول: فكرة كتابة التاريخ المشترك بين الجزائر وفرنسا لا يمكن تحقيقها.
وأضاف: أنا جاهز للنقاش حول الذاكرة في التلفزيون حول الاستعمار الفرنسي وجرائمه التي ارتكبها في الجزائر، رغم أنني لست متعلماً بالشكل الكافي، يجب انتقاد النظام الفرنسي، لكن هناك البعض لا يتجرؤون على انتقاد هذا النظام.