دفعت حادثة منع الأردن عبور طائرة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو الإمارات، الخميس الماضي 11 مارس، بمسار العلاقات الأردنية “الإسرائيلية” التي اتسمت بالفتور طيلة السنوات الأخيرة، إلى واجهة الأحداث من جديد.
ولعل تصريحات وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن أيمن الصفدي -الذي اتهم فيها “إسرائيل” بالتنكر للاتفاق مع الأردن، وتعطيل زيارة ولي العهد الأردني الأمير حسين، إلى المسجد الأقصى في ذكرى الإسراء والمعراج- دليل على ارتفاع منسوب توتر العلاقات.
تجاوز الدور الأردني
الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر رأى أن أصل الأزمة “يعود إلى تمسك الأردن بإدارة الوقف الإسلامي في القدس، ومحاولة الإسرائيليين تجاوز هذا الدور“.
وقال في تصريحات لـ “قدس برس”: الأردن الرسمي متمسك بإدارة الوقف الإسلامي في الحرم القدسي، وذلك من منطلقات دينية وسياسية“.
وأضاف “تعتقد دوائر صنع القرار في عمان أن هذا النفوذ لا يمكن التفريط فيه بسهولة، باعتباره أحد أركان القصر الملكي في الأردن، ومن مسوغات بقاء الحكم الهاشمي في المملكة“.
وتابع بالقول: “الإسرائيليون لديهم وجهة نظر أخرى، بتجاوز الدور الأردني، سواء لاعتبارات داخلية إسرائيلية بتسريع فرض السيادة اليهودية على الحرم القدسي، أو من خلال تمرير اقتحامات المستوطنين للأقصى باعتباره حدثا عاديا يجب ألا يثير استفزاز الأردنيين“.
وتأكيدا على فرض “الإسرائيليين” الحقائق على الأرض، كشف “أبو عامر” عن زيادة أعداد المستوطنين المقتحمين لأكثر من 50%، خلال العقد الماضي، وتشييد 4 بؤر استيطانية خلال جائحة “كورونا“.
كما كشف عن تخطيط سلطات الاحتلال لبناء 10 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية، بعد أن أتمت بناء 15 ألف وحدة استيطانية في العامين الماضيين، “ما يشكل تحدياً جديداً للأردن في مواجهة مشروعها القائم على حل الدولتين“.
ولفت إلى أنه رغم وجود أزمة دبلوماسية وسياسية بين الجانبين الأردني و”الإسرائيلي” فالتنسيق الأمني ما زال قائما.
مرحلة عسيرة
من جانبه رأى مدير مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد أن مرحلة نتنياهو كانت عسيرة بالنسبة للأردن، وتميزت بسوء العلاقات بين الجانبين التي وصلت إلى حدها الأدنى بما يشبه القطيعة.
وأكد الحمد في حديث لـ “قدس برس” أن “عمّان تدعم بديل نتنياهو في الانتخابات كائنا من كان، وخصوصا مع تراجع شعبية الأخير، وفق استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي“.
ولفت إلى تأثر العلاقات الأردنية “الإسرائيلية” بوجود إدارة أمريكية جديدة يقودها الديمقراطيون، مشيرا إلى أن “نتنياهو كان يتمتع بعلاقات قوية مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، لوجود روابط أيديولوجية وعقائدية بينهما، واليوم هو ليس على وفاق بالمفهوم العقائدي مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي يرأسها جو بايدن“.