قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، إن ما يخطط الاحتلال له وقرر القيام به في حي الشيخ جراح، “يشكل جريمة إنسانية وكارثة تجاه حي بأكمله وسكانه، الذين سوف يشردون وتهدم منازلهم، ويطردوا من بيوتهم ومدينتهم”.
ودعا هنية، خلال لقائه رئيس لجنة الصداقة التركية الفلسطينية في البرلمان التركي حسن توران، وعددا من النواب، وبعض مسؤولي الهيئات المحلية، اليوم السبت، إلى وقفة تركية حقيقية تجاه ما يمارسه الاحتلال من عمليات ترحيل جماعي وهدم منازل في مدينة القدس المحتلة وضواحيها، وخاصة ما يتهدد حي البستان في حي الشيخ جراح.
وأضاف: “إننا على ثقة ويقين بأن أمتنا الإسلامية لن تقبل ولن تسمح بهذا الوضع في القدس، وندعو إلى وقفة تركية حقيقية، وخاصة من رئاسة البرلمان وأحزابه المختلفة للوقوف في وجه هذه الهجمة التي تقوم بها قوات الاحتلال في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، وأن تعبر عن هذا الموقف سياسيًا وإعلاميًا والعمل مع البرلمانات المختلفة إقليميًا ودوليًا من أجل وقف هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني”.
وأكد رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” بأن القدس أمانة في أعناقنا جميعًا، ومطلوب القيام بكل خطوة ممكنة لمنع الاحتلال من تهويد هذه المدينة وطرد أهلها ومحاولات تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيًا ومكانيًا، مشيرًا إلى أن تركيا لها قدراتها السياسية وعلاقاتها الدولية والدبلوماسية القادرة على التحرك الإيجابي من أجل القدس.
وشدد على أن أبناء الشعب الفلسطيني سوف يدافعون عن القدس بكل ما يملكون ولو بصدور عارية، “ولن نقبل تغيير الواقع أو فرض الحقائق داخل هذه المدينة التي تمر الآن في عين العاصفة، وسندافع عن القدس مهما كلفنا ذلك من تضحيات”، مستحضرًا الشهيد الشيخ عاطف حنايشة نموذجًا صارخًا في وجه المحتل الغاصب، والذي ارتقى الليلة الماضية على طريق تحرير القدس والأقصى.
واعتبر هنية أن لتركيا خصوصية في العلاقة مع القدس ممتدة لمئات السنين، ودورها الآن إلى جانب الدول المركزية في المنطقة دور محوري ومع باقي مكونات الأمة، “ونتطلع لعمل سياسي ودبلوماسي وإعلامي مؤثر تجاه القدس على كل المستويات”.
واستعرض رئيس الحركة، آخر التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وخاصة في إطار المساعي الجارية لإنجاز المصالحة الوطنية واللقاءات التي تجري في مصر، ومستعرضًا أيضًا ملف الانتخابات المزمع إجراؤها لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكدًا موقف “حماس” بالمضي لإنجاح هذا المسار.
وشدد على “وجوب إجراء الانتخابات في القدس ومشاركة أهل القدس ترشيحًا وانتخابًا”.
وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق مع السادة النواب على جملة من الإجراءات التي سيشرعون فيها من أجل القدس وحي الشيخ جراح.