كنت آمل أن يكون الحزب الاشتراكي في تعز غير مشارك في بيان السقوط الذي نُشر لما للحزب من مواقف مشرفة سابقاً، إلا أنه مشارك وبقوة وفخر.
حزبا الناصري والاشتراكي أصدرا بياناً مشتركاً، ظاهره فيه الرحمة والحرص، وباطنه فيه الخيانة والعذاب لتعز ودس السم بالعسل.
الحزبان غضبا غضباً شديداً بسبب أن السلطة فرضت على الموظفين قسطاً بسيطاً من مرتباتهم دعماً للجبهات دون علم الحزبين، وكأنهما من يدفعان المرتبات للناس بانتظام.
كنت سأتحمل هذا البيان كمواطن لو أن غضبهم كان نابعاً من عوز الناس، وألا يجب الخصم إلا برضا كل واحد، لكن السبب الرئيس لغضب الحزبين هو عدم معرفتهما واستئذانهما بالخصم فقط.
أعرف أن الناصري قد آلمته انتصارات تعز ومأرب كثيراً، نظراً لتوجهاته وولاءاته الجديدة، لكن ولكي يخفف الناصري من خيانته جر الاشتراكي إليه حتى لا يكون هو الخائن الوحيد.
البيان منطقي في الظاهر، فالتبرع يجب أن يكون طواعية، لكن أصل الموضوع ليس كذلك، ففي الوقت الذي يبذل ويقدم فيه الأبطال أبناء الأرض أرواحهم وأموالهم، لم يجد الناصري أي وسيلة يعبر فيها عن انزعاجه من الانتصارات، لأنه إن عبّر عن موقفه صراحة فسيأكله أبناء تعز أكلاً، لكنه وجد في هذا البيان طريقة مناسبة، ففي الوقت الذي ينشغل به الجميع ويتفقون ويتعاضدون لتحرير تعز، وبدلاً من أن يوجه الحزبان دعوة صادقة لقوات طارق عفاش ويضغطان من أجل تحركها إلى جانب الجيش، يحذّر الناصري ومعه الاشتراكي من التجنيد للمؤسسة العسكرية كما في بيانهما.
أما طارق، فقد سبق الناصري وعقد اتفاقاً مع الحوثي وخفّف عليه وامتنع فيما بعد عن التقدم خطوة واحدة لمساندة الجيش حتى الآن، الأمر الذي دفع بالناصري إلى ارتكاب موقف جنوني والغدر بالجيش وطعنه من الخلف وإصدار بيان ضده، بل وجر الاشتراكي معه، وكأن الناصري يقول لقوات طارق: لا أحد أحسن من أحد في خيانة الوطن وتعز .
أما من يتحدثون عن الصف، فالصف بخير، ولن يتزعزع ما دام الخدّاعون لم يقتربوا منه، فها هي الأحداث تكشف لكم خيانة هؤلاء: كم كيلو تقدّم طارق باتجاه تعز مساندة للجيش وهو لم يكن يبعد عنه سوى مسافات قليلة؟ هل دعم طارق الجيش في تعز بالسلاح وهو يمتلك أعتى الأسلحة، بينما الجيش في تعز لا يمتلك سوى “الكلاشنكوف” ودبابة اغتنمها من الخصم؟
لماذا الآن بالذات أصدر ناصريّ تعز بياناً كذلك البيان؟ وما الهدف؟ ولماذا أصر على إشراك الاشتراكي -الذي مهمته منذ سنوات إصدار التعازي والدفاع عن الحانات فقط حتى إن كانت في شمال الأطلسي- في البيان؟
عموماً، أبناء تعز ممن يدّعي الناصري أنه يدافع عن حقوقهم يقولون له كما أرسل لي كثيرون منهم: سنقدم أموالنا كلها وليس قسطاً بسيطاً منها في سبيل تحرير تعز، وليس لك إلا المهانة والخيانة تتقاسمها مع من جررته معك، ولا تتحدث باسمنا مرة أخرى ودعك في خياناتك في الساحل وعدن!
وللتأكيد، ها هم اليوم أبناء تعز ينتظرون تأكيد خبر قائدهم العقيد عبده نعمان الزريقي؛ هل هو حي أم شهيد على أيدي الحوثيين؟ هذا القائد الذي خوّنتموه وقصفتم منزله في التربة وحاولتم قتله ثم تشويه سمعته بالتآمر مع طارق عفاش، فلتدَعوا تعز تنتصر بأبنائها الأحرار ولتكفوها خياناتكم فقط.
أخيراً، لقد انتصر عارف جامل عليكم أيها الناصريون والاشتراكيون، وها هو يسخر منكم بطريقة غير مباشرة، وكأنه يقول لكم: الحماقة وصراع المصالح والتقرب من الأقطاب ليس وقته الآن يا أجبن من أنجبت تعز.
كم أنا صادق معكم وواقعي في هذا المقال أيها الجبناء، فلتشكروني لأنني كشفت لكم خياناتكم، علكم تتوقفون!
النصر لتعز، والعزة لأبنائها الأحرار فقط.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(*) صحافي يمني.