يبدو أن كوبًا من الشاي الساخن له فوائد علاجية لا حصر لها، بداية من تهدئة اضطراب المعدة إلى تحسين الحالة المزاجية، ولكن هل يمكن أن يساعد في علاج أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو؟
يقر العلماء الذين قاموا بمراجعة طبية نُشرت في مجلة “الحساسية والمناعة السريرية”، بأن العشرات من الأعشاب والمواد الطبيعية المختلفة التي تم استخدامها لعدة قرون حول العالم وأحيانًا في شكل شاي تدعم صحة الجهاز التنفسي، بحسب ما جاء في تقرير لموقع “Everyday Health” الطبي.
ومع ذلك، قام عدد قليل جدًا من العلماء بالتحقيق فيما إذا كانت العلاجات الطبيعية تساعد حقًا المصابين بالربو، يقول جون مارك، أستاذ الطب الرئوي السريري للأطفال في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا: “بالنسبة إلى الأبحاث التي تتناول الشاي والربو تحديدًا، لم أتمكن من العثور على دراسة واحدة”.
ومن الواضح أن الشاي لا يمكن أن يحل محل المساعدة اليومية أو دواء الربو، لكن الخبراء يتفقون على عدم وجود أي ضرر فعليًا في إضافة أنواع معينة من الشاي في نظام التغذية لتحسين صحة الرئتين.
يقول د. مارك: “استخدمت جميع أنواع الثقافات الشاي لعلاج أعراض الجهاز التنفسي، ولم نر أشخاصًا لديهم ردود فعل سلبية تجاههم”.
الكافيين والربو
يوجد مكون واحد من مكونات أصناف معينة من الشاي تمت دراسته لتأثيراته التنفسية؛ وهو الكافيين.
وفقًا لكارينا كيو، طبيبة أمراض الرئة في “مايو كلينك”، قد يساعد الكافيين على استرخاء العضلات الملساء، مثل تلك الموجودة في الرئتين، ويعمل كموسع للقصبات، مما يساعد على فتح المسالك الهوائية.
تضيف د. كيو: “في الواقع، يشترك الكافيين في بعض أوجه التشابه مع عقار يسمى الثيوفيلين، يستخدم لعلاج الربو لسنوات قبل تطوير الأدوية المستخدمة بشكل أساسي اليوم”.
وتشير إلى أنه “على الرغم من أن تأثير الكافيين على وظائف الرئة يبدو متواضعًا، فقد حددته الأبحاث على أنها منطقية، إذ خلصت إحدى الدراسات السابقة المنشورة، على سبيل المثال، إلى أن:
“الكافيين يبدو أنه يحسن وظائف الشعب الهوائية بشكل متواضع لدى الأشخاص المصابين بالربو لمدة تصل إلى أربع ساعات”.
ووجدت الدراسة أنه حتى جرعة منخفضة من الكافيين كان لها تأثير ملحوظ على أداء مرضى الربو في اختبارات وظائف الرئة، بدءًا بكميات منخفضة تصل إلى 5 مليجرام (مجم) من الكافيين لكل كيلوجرام من وزن الجسم.
أنواع تستحق التجربة
إذا كنت تعاني من أعراض ربو خفيفة أو أصبت بزكام، أو تعرضت للضباب أو التلوث، فإن ذلك قد يجعل رئتيك أكثر حساسية أو أكثر تشنجاً عن المعتاد، يوصي د. مارك بـ7 أنواع من الشاي تساعد في تحسين وظائف الجهاز التنفسي.
1- شاي عرق السوس
يستخدم هذا النوع المصنوع من جذر عرق السوس ذي المذاق الحلو منذ فترة طويلة كعلاج لأمراض الرئة مثل الربو.
وفقًا لمارك، فإن عرق السوس يجعل اللعاب يثخن ويؤدي إلى إنتاج المخاط، الذي يمكن أن يغلف بلطف ويهدئ مجرى الهواء، ما يؤثر بشكل خاص على تهدئة السعال المزعج.
2- شاي الزنجبيل
يقول مارك، الذي يقترح أن الزنجبيل قد يساعد على استرخاء العضلات الملساء في الرئتين: إنه “تم استخدام شاي الزنجبيل لعدة قرون لعلاج الربو، ونعتقد أن فوائده المحتملة لها علاقة بخصائصه المضادة للالتهابات”.
3- شاي الكافور
لطالما كان يُعتقد أن الأوكالبتوس أو الكافور له تأثير على استرخاء العضلات، وهذا هو سبب استخدامه في التدليك والمراهم لفتح مجرى الهواء، حتى إن بعض الأشخاص الذين يعانون من مشكلات القولون العصبي يستخدمونه لتهدئة الجهاز الهضمي.
وبنفس الطريقة، قد يكون لشاي الكافور تأثير مضاد للتشنج (مسكن للعضلات) على الرئتين ويدعم التنفس بشكل أسهل.
4- شاي النعناع
يقول مارك: إن النعناع يعمل مثل الكافور، لكن في حين أنه قد يفتح مجرى الهواء، فإنه يمكن أن يأتي بنتائج عكسية على الأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء.
5- شاي الشمر
يقول مارك: إن الشمر يعتبر عشبًا آخر تقليديًا مضادًا للتشنج، وقد يوفر بعض الراحة للرئة عند تناوله في شكل شاي.
6- الشاي الأخضر
قد يكون الشاي الأخضر، الذي يحتوي عادةً على حوالي 27 مجم من الكافيين لكل 8 أونصات، أمرًا يستحق التجربة إذا كنت تتطلع إلى جني الفوائد التنفسية المعتدلة للكافيين.
7- الشاي الأسود
الشاي الأسود، الذي يمكن أن يحتوي على ما يقرب من 50 ملغ من الكافيين لكل 8 أونصات، قد يقدم أيضًا بعض الفوائد المتواضعة لمن يشربون الكحول الذين يتطلعون إلى تحسين وظائف الرئة مؤقتًا.