أظهرت دراسة نشرها موقع “NPR” الأميركي أن اللقاحات ليست آمنة وفعالة للنساء الحوامل والمرضعات فحسب، بل قد توفر أيضا بعض الحماية لأطفالهن.
ويكون خطر الإصابة أو حتى الوفاة بسبب كورونا أعلى أثناء الحمل، وتم الإبلاغ عن أكثر من 82 ألف إصابة بفيروس كورونا بين الحوامل و90 حالة وفاة في الولايات المتحدة حتى نهاية الشهر الماضي.
وهناك القليل جدا من البيانات حول ما إذا كانت لقاحات كورونا آمنة وفعالة أثناء الحمل، لأن النساء الحوامل أو المرضعات لم يتم تضمينهن في التجارب السريرية الأولية. وبدأت شركة فايزر مؤخرا تجربة جديدة للقاح على 4000 امرأة حامل.
الدراسة التي نشرت أيضا في المجلة الأميركية لأمراض النساء والتوليد تقول عنها الدكتورة جوديت لويس وهي طبيبة التوليد التي عملت حتى وقت قريب كرئيسة لجمعية طب الأم والجنين “إنها مهمة للغاية، وكان الناس يحاولون جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات معا وهذه الدراسة تقول، حسنا، هناك فائدة”.
وعلى الرغم من محدودية الدراسة التي شملت 131 امرأة، إلا أنها الأكبر حتى الآن حول هذا الموضوع.
وتقول الكاتبة الرئيسية الدكتورة كاثرين غراي، أخصائية طب الأجنة في بريغهام ومستشفى النساء في بوسطن، إن النساء كن متحمسات للمشاركة.
وتم تطعيم المشاركات بلقاحات فايزر وموديرنا، وهن 84 امرأة حامل و31 مرضعة و16 امرأة غير حامل، وتتراوح أعمارهن بين 18 و45 عاما. وشملت الدراسة مرضى وباحثين في مستشفى بريغهام ومستشفى ماساتشوستس العام ومعهد “راغون”.
وتم جمع عينات الدم في وقت إعطاء الجرعة الأولى والثانية من اللقاح، ومرة أخرى بعد ستة أسابيع.
وتوضح غراي “كانت مستويات الأجسام المضادة، وهو ما نبحث عنه عند التطعيم، متشابهة بين المجموعات”.
وعندما قارن الباحثون مستويات الأجسام المضادة مع تلك الخاصة بالنساء اللواتي أصبن بكورونا أثناء الحمل، كانت مستويات الأجسام المضادة المستجيبة للقاح أعلى.
وتقول غراي إن هذه النتيجة “تشير إلى أنه حتى لو كانت المرأة مصابة، فإن الحصول على اللقاح سيؤدي إلى استجابة أقوى للأجسام المضادة”.
وكانت الآثار الجانبية للتطعيمات خفيفة ومماثلة لتلك التي تعاني منها النساء غير الحوامل، بما في ذلك الألم في موقع الحقن بعد الجرعة الأولى وبعض آلام العضلات والصداع والحمى والقشعريرة بعد الجرعة الثانية، وفقا لغراي.
والاكتشاف الأكثر إثارة أنه تم العثور على الأجسام المضادة أيضا في دم الحبل السري وحليب الثدي.
وتوضح الدكتورة لورا رايلي، طبيبة أمراض النساء والتوليد في مستشفى “نيويورك بريسبيتريان” أنه “إذا تم إنتاج هذه الأجسام المضادة أثناء الحمل وأثناء الرضاعة الطبيعية، فمن الواضح أن الطفل يحصل على بعض من ذلك”.
وتشبِه رايلي ذلك بعملية لقاح الإنفلونزا، فعند إعطائه أثناء الحمل، فإنه ينتج أجساما مضادة وتكون “واقية للطفل في الأشهر العديدة الأولى من حياته”، على حد قولها.