دعا مسؤول حقوقي تركي، الصين إلى وقف انتهاكات حقوق الإنسان والأعمال القسرية والعنف ضد أقلية “الأويجور” التركية، مؤكداً أن نهج بكين لا يمكنه تحقيق السلام في البلاد.
وقال سليمان أرسلان، رئيس “مؤسسة حقوق الإنسان والمساواة” (أهلية) في تركيا، في حديث للأناضول، إن التفاوض بشأن المشاكل والقضايا المهملة لا يؤذي أحداً، بينما إيجاد حلول مشتركة للمشاكل التي يواجهها المواطنون مفيد للجميع.
وأضاف: “هذا ينطبق على تركيا والصين وكل دولة، من المهم إيجاد حلول مشتركة، لكن مع الأسف، الناس ليسوا على استعداد للوصول إلى هذه النقطة“.
وتابع: “هناك مشكلتان أساسيتان فيما يتعلق بحقوق الإنسان حول العالم، إحداهما عدم احترام الاختلافات الثقافية، والأخرى مسألة المعايير المزدوجة والنفاق“.
واستطرد: “ما يمكننا قوله عن الصين هو أنها لا تريد ارتفاع أعداد المسلمين؛ حيث نرى أن مساجدهم يتم هدمها”، مردفا “لم يعد سراً هروب الناس من الصين“.
واستدرك: “على سبيل المثال، قابلت شخصا (في تركيا)، قام بعد علمه أن القوات الصينية ستنقله (إلى معسكرات الاعتقال) بالهرب على الفور تاركا زوجته وأطفاله“.
وزاد: “تماما مثلما حاولت الصين إصلاح سمعتها بصور جميلة ومشاهد تظهر أشخاصاً يتجولون في الشوارع بعد جائحة كورونا، نريد أن نرى مشاهد جميلة من تركستان الشرقية. نريد أن نرى مساجد تُبنى، وأخباراً عن مشاهد السعادة لدى السكان المسلمين هناك“.
وشدد أن موقف الصين تجاه الأويجور يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، قائلا: “هذا النهج لا يحقق السلام أو السعادة لأي بلد. لا يمكن لأي بلد أن يحقق الازدهار من خلال العنف ضد المجتمعات الأخرى“.
وتسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الأويجور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينجيانغ” أي “الحدود الجديدة“.
وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليونا منهم من الأويجور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.
الإسلاموفوبيا في فرنسا
وأوضح أرسلان، أن هناك تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان في أجزاء أخرى من العالم “فعلى سبيل المثال، تُرتكب حاليا، فظائع جسيمة في سريلانكا، حيث تحرق جثث المسلمين وتهدم مساجدهم، إضافةً إلى انتهاكات أخرى“.
وذكر أن الكثير من العنف في العالم ناتج عن الأنظمة التي تزعم أنها قائمة على احترام حقوق الإنسان، مستشهداً بالوضع في فرنسا وسياساتها الداعمة للإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام).
واستطرد قائلا: “فضلاً عن القيود المقترحة التي قد تُفرض قريباً على ممارسة المعتقدات في فرنسا“.
وأردف: “في فرنسا، البلد الذي يتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، ويزعم أنه الوصي على حقوق الإنسان، وله سجل بارز في حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، ومع ذلك فهو بلد يرتكب واحدة من أعظم انتهاكات حقوق الإنسان“.
أوروبا تنتهك حقوق اللاجئين
وأفاد الحقوقي التركي بأن “اللاجئين هم مجموعة أخرى من الناس الذين تُنتهك حقوقهم بشكل روتيني“.
وأضاف تعليقا على منع اليونان بوحشية دخول اللاجئين لأراضيها، العام الماضي: “هناك الكثير من الحديث عن حقوق اللاجئين، لكنهم يُرفضون عند الحدود لقد تم إبعادهم، وتعرضوا للانتهاكات“.
واستدرك: “حتى أن قوات الحدود اليونانية قتلت (عددا منهم) عند معبر أدرنة الحدودي، فيما غرق آخرون أثناء سفرهم على متن القوارب“.
وتابع: “قوات الأمن اليونانية متهمة باستخدام القوة غير المناسبة ضد طالبي اللجوء مثل استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والذخيرة الحية“.
وزاد: “خلال الأسبوعين الأولين من مارس 2020 فقط، أصيب قرابة 2500 طالب لجوء وقتل العديد منهم على يد حرس الحدود اليوناني“.
وأردف: “أوروبا مسؤولة عن انتهاك الحق في الحياة لكل من غرق في البحر الأبيض المتوسط. الأوروبيون ينتهكون حقوق كل إنسان، يرفضون تقاسم أعبائه“.
واستكمل: “إذا اتفقنا على أن حقوق الإنسان مسؤولية مشتركة للبشرية جمعاء، فهذا يعني أن الجميع سيتقاسمون الأعباء“.
واستطرد: “إذا تم التعامل مع طالبي اللجوء بنية اختيار الأشخاص الجيدين والمتعلمين منهم وأخذهم إلى أوروبا، في المقابل رفض غير المتعلمين وكبار السن، فهذا ينتهك حقوق الإنسان. لن يتحقق السلام والوئام في العالم في ظل نظام كهذا“.
الكرامة لجميع الكائنات الحية
وذكر المتحدث، أنه “من خلال تفتيش السجون وغرف الاحتجاز ودور رعاية المسنين ومراكز إعادة قبول المهاجرين، إضافةً إلى أعمال أخرى، فإن مؤسسة حقوق الإنسان والمساواة التركية تهدف إلى التأكد من عدم انتهاك حقوق النزلاء“.
وأضاف: “حتى لو ارتكبوا [السجناء] جرائم، فنحن نهتم بحماية الناس بطريقة تتناسب مع كرامة الإنسان. هدفنا من معاقبة هؤلاء الناس ليس طردهم من المجتمع، ولكن جعلهم يقضون عقوبتهم ويعودون إلى المجتمع بصحة جيدة“.
وشدد على أهمية الحب والاحترام والرحمة والكرامة، قائلاً: “المرضى والنساء والمعاقون والأطفال والرجال والمسنون والحيوانات (..) كلهم بحاجة إلى الحب، جميعهم يحتاجون إلى الرحمة دون تمييز، علينا أن نحافظ على كرامة الإنسان“.
وأردف: “يجب التخلي عن أي موقف يسيء إلى كائن حي آخر، ويجب بدلاً من ذلك إبراز الآراء التي تروج لقيمة الآخرين“.
وتابع: “الانتهاكات ضد أي كائن حي أو عدم احترام حقوقه لا يمكن أن تجلب لنا السلام، بل ستسبب لنا بعدم الارتياح“.
يُذكر أن “حقوق الإنسان والمساواة”، هي مؤسسة شبه قضائية تأسست عام 2016، ومقرها العاصمة التركية أنقرة، حيث تعمل على تحسين وحماية حقوق الإنسان ومكافحة التمييز على أساس 15 معيارا، بما في ذلك العرق والجنس والعمر واللغة والمعتقدات ومحاربة التعذيب وسوء المعاملة.
وتقوم المؤسسة بزيارة دور رعاية المسنين والسجون ومراكز الاحتجاز ومستشفيات الطب النفسي ومراكز إعادة قبول المهاجرين، ومراكز الإيواء المؤقت والعديد من المرافق الأخرى للكشف عن أي عنف أو تعذيب أو إساءة أو انتهاك للحقوق ومنعها.