ولد أبتي: ندعو كل الشرفاء في العالم إلى الدفع باتجاه الوقف الفوري للاعتداءات الصهيونية بالأقصى
شهدت دار الشباب القديمة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الليلة البارحة، تظاهرة شعبية نظمتها الأحزاب السياسية والهيئات الحقوقية والنقابات الصحافية والطلابية ومختلف أطياف القوى الحية في موريتانيا؛ نصرة للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض هذه الأيام لهجمة شرسة من طرف الكيان الصهيوني الغاصب سعياً لتدنيسه واحتلاله.
وقد شهدت هذه التظاهرة الشعبية إلقاء كلمات متعددة؛ حيث حضرها العديد من الشخصيات الفكرية والأدبية والسياسية والحقوقية والإعلامية، بالإضافة إلى الجماهير الموريتانية المناصرة للشعب الفلسطيني وقضية الأقصى، والمناهضة للاعتداءات الوحشية التي مارسها ويمارسها الاحتلال الصهيوني الغاشم في حق الشعب الفلسطيني الأبي من حين لآخر.
أبو صقر: القضية الفلسطينية تمرّ اليوم بلحظة فارقة من تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني الغاصب
لحظة فارقة
وقال الدكتور محمد صبحي أبو صقر، مدير المركز الثقافي العلمي الفلسطيني في كلمة له: إن القضية الفلسطينية تمرّ اليوم بلحظة فارقة من تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني الغاصب؛ حيث تُستهدف ساحات الأقصى، وتُنتهك حرماته، ويُمنَع المصلون من الوصول إليه، ويُهجّر أهل حيّ الشيخ جراح من بيوتهم، وتُحاصر غزة، وتُقطّع أوصال الضفة الغربية، ومع هذا كله يتواطأ العالم في صمت مريب مع الكيان الغاصب، وفي الوقت ذاته نشهد تخاذلاً تجاه ما يحدث من اعتداءات همجية تَستهدف العزّل من شيوخ وأطفال ونساء، يغتال فيها عبق الزيتون، ويتم تدنيس مقدسات الأمة، غير أن إرادة الشعب الفلسطيني لا تكسر ولن تلين بإذن الله عز وجل”.
وأضاف الدكتور أبو صقر أن الفلسطينيين يسطّرون الآن ملاحم بطولية في مواجهة العدو الصهيوني الغاصب، عُدّتها العقيدة الواسطة والمقاومة الباسلة؛ ففي وجه سلاح العدو العاتي يُشهر الفلسطيني حجارته مضمخة بدماء العزة، وسلاحه المفعم بروح الصمود، وجسده الذي اختاره وقوداً لثورة التحرر والعودة واسترجاع الأرض المحتلة”. وتابع: إن الشعب الفلسطيني يراهن أولاً على إمداد الله تعالى وقوته، ثم على إرادة شعب صاغتها قيم الاستشهاد والثبات والإنجاز، وإن كان إخواننا في الأقصى وكل أرجاء فلسطين يقدمون ضريبة البذل في الميدان فإن الأمة مطلوب منها أن تُرابط في ميادين المناصرة باختلافها ألوانها وأشكالها، قوة في الكلمة واحتشاداً في الساحات وبذلاً للمال والجهد والعطاء.
وحيّا مدير المركز الثقافي العلمي الفلسطيني الجموع الموريتانية التي خرجت الليلة البارحة نصرة للشعب الفلسطيني ولقضية الأقصى، حيث قال: “موريتانيا الحبيبة علّمتنا أنها أول من يلبّي نداء الأقصى بكل أطيافها وتوجهاتها السياسية وقواها الحية وحكومتها التي ما فئت تناصر شعب فلسطين وقضية القدس؛ فقد كان الشعب الموريتاني أبداً حاملاً همّ القضية الفلسطينية، غنّاها شعراؤه، وأفتى فيها علماؤه، وتشبث بها سياسيوه، وتطوّع لها رجال أعماله وكافة شعبه، وما هذه الهبّة والجموع المباركة الطيبة التي تقيمها الأحزاب السياسية ومختلف قطاعات المجتمع المدني إلا خير دليل وأصدقه”.
ولد خطاري: لا قيمة لصيامنا وقيامنا واعتكافنا إذا لم خرجنا دفاعاً عن الأقصى ومقدسات المسلمين
واجب الأقصى
من جانبه، قال الإمام داري ولد محمد خطاري، المتحدث باسم الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني في موريتانيا: إن المسجد الأقصى له واجب كبير على كل مسلم ومسلمة، له واجب النصرة والدفاع عنه؛ فهو بيت الله وأحد المساجد الثلاثة التي لا تشدّ الرحال إلا إليها، وفيه المرابطون والمرابطات الذين يقذفون الرعب في قلوب الصهاينة الغاصبين، ويقدمون للأمة دروساً عملية في شهر الصبر والجهاد والنصر شهر رمضان.
وأكد المتحدث باسم الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني أن واجبنا جميعاً أن نقف بكل أنواعنا وطوائفنا ومشاربنا نصرة لقضية الأقصى العادلة، موضحاً أنه لا قيمة لصيامنا وقيامنا واعتكافنا إلا إذا خرجنا غضباً وثورة من أجل الدفاع عن الأقصى ومقدسات المسلمين، وترجمنا ذلك ولاء لأهل الحق وعداء لأهل الباطل، ولهذا فإننا إذا لم نطرد الصهاينة من فلسطين فإنهم سينتقلون إلى كل بقاع المسلمين ومقدساتهم.
ولد الداه: ندين بشدة الهجمة العنصرية الإجرامية التي يتعرض لها سكان القدس المحتلة وحي الشيخ جراح
إدانة واستهجان
بدوره، قال محمد سالم ولد الداه -الأمين العام لنقابة الصحفيين الموريتانيين-: إن نقابة الصحفيين الموريتانيين تعلن إدانتها واستهجانها الشديد لهذه الهجمة العنصرية الإجرامية التي يتعرض لها سكان القدس المحتلة والتهجم الظالم الذي يتعرض له سكان حي الشيخ جراح، وتدعو القوى الشعبية العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتها في الدفاع عن القضايا المقدسة وفي مقدمها القدس الشريف، كما تدعو الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى تحمل مسؤولياتهما تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لكل أشكال القمع من العصابات الصهيونية.
وأضاف ولد الداه أن نقابة الصحفيين الموريتانيين تطالب أيضاً المنظومة الدولة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنصاف الشعب الفلسطيني وحمايته، وإلزام المحتل باحترام القانون الدولي ومعاقبته على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها ويرتكبها في حق الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة.
من جهته، قال إبراهيم ولد أبتي، نقيب الهيئة الوطنية للمحامين الموريتانيين: إن الهيئة الوطنية للمحامين الموريتانيين تستنكر الاعتداء على الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، وتدعو كافة المسلمين وكل الشرفاء المدافعين عن حقوق الإنسان والشعوب في العالم إلى الدفع باتجاه الوقف الفوري لهذه الاعتداءات، كما تعلن مناصرتها المطلقة للقضية الفلسطينية العادلة وفي محورها عاصمة فلسطين الأبدية، كما تشدّ على أيدي المؤمنين المرابطين في بيت المقدس وأكنافه ظاهرين على الحق غير عابئين بمن خذلهم وتطاول عليهم وعاداهم، لأنهم في النهاية هم الغالبون والمنتصرون لا محالة.
يذكر أن العلاقات الموريتانية “الإسرائيلية” بدأت في عهد الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع الذي حكم البلاد أكثر من عقدين من الزمن، لكن الشعب الموريتاني بكل أطيافه وألوانه وتوجهاته ظل يندّد وينتفض وينظم المسيرات الاحتجاجية من أجل قطع العلاقات مع “إسرائيل” نهائياً، حتى أعلنت الحكومة الموريتانية عام 2009م عن تجميد علاقاتها معها بعد قمة غزة بالدوحة، وفي عام 2010م أعلنت وزيرة الخارجية الموريتانية -حينها- الناها بنت مكناس رسمياً أن “موريتانيا قطعت علاقاتها مع “إسرائيل” بشكل نهائي”.