قال قيادي بارز في حركة “حماس” بالضفة الغربية، الثلاثاء، إن “إسرائيل بحماقاتها” وعدوانها المباشر دفعت الشعب الفلسطيني كله كي يتوحد في الميدان.
وأضاف القيادي جمال الطويل، في مقابلة مع الأناضول، أن الإضراب الذي تشهده فلسطين اليوم “أمر غير مسبوق، لأول مرة في تاريخ الصراع الصهيوني منذ سنة 1948، يتوحد الفلسطينيون شعبيا وجغرافيا في فعالية مشتركة ويوم غضب وتصعيد واحد“.
وأردف: “هذه المعركة معركة الجميع، والإضراب قرار جماعي، وكل القوى الوطنية والإسلامية منخرطة فيه، وحركة المقاومة الإسلامية تدعمه بقوة كبيرة“.
واعتبر الطويل أن “العدو الصهيوني بحماقاته وعدوانه المباشر والمكثف والشرس دفع الشعب الفلسطيني كله كي يتوحد في الميدان بعد أن كان يعيش وحدة شعورية“.
وعمّ الإضراب الشامل مدن الضفة الغربية والبلدات العربية في “إسرائيل”، اليوم، تنديدا بالعدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة والقدس والمسجد الأقصى.
ومنذ 13 أبريل الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات “وحشية” ترتكبها شرطة “إسرائيل” ومستوطنوها في القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى وحي “الشيخ جراح”، في محاولة لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
وامتد العدوان “الإسرائيلي” إلى قطاع غزة، وبلغ عدد ضحايا الهجمات المتواصلة على غزة منذ 10 مايو الجاري، إلى 213 شهيدا، بينهم 61 طفلا و36 سيدة، إضافة إلى 1442 جريح.
كما استشهد منذ 7 مايو الجاري 24 فلسطينيا وأصيب المئات خلال مواجهات مع الجيش “الإسرائيلي” في الضفة الغربية ومن ضمنها القدس، فيما استشهد فلسطيني برصاص مستوطن وأصيب آخرون خلال مظاهرات في البلدات العربية داخل “إسرائيل”.
قيادة موحدة
ولفت الطويل، إلى أن الشعب الفلسطيني “بحاجة الآن لقيادة توحّده أينما كان (..) بعد أن وحدته القدس والمقاومة (ضد الاحتلال)“.
وقال: “هذه الوحدة تفرض على المؤسسات الفلسطينية القائمة إما أن تلحق بهذا الشعب الثائر، أو تصبح عبارة عن دكاكين مغلقة على المتنفذين“.
وتابع: “أقول للعدو الصهيوني الذي كان يريد أن يرتقي على دمائنا قف مكانك، فرصتك لتعود للوراء قبل أن تُقبل عليك الشعوب العربية والإسلامية“.
أوقف الهزائم
وأشار الطويل، إلى أن الشعب الفلسطيني “أغلق عداد الهزائم، وبدأ يسطر الانتصارات، ولن يهدأ له بال قبل تتحقق أهدافه“.
وأضاف: “نحن الآن أغلقنا عداد الهزائم وبدأنا نسطر الانتصارات، وأول انتصار أن نتوحد على خيار المقاومة“.
ولفت الطويل، إلى أن المطلوب حاليا “ألا يخذل بعضنا بعضا، وأن نشعر أن القدس قضيتنا كلنا وأن الأقصى هو عنوان وجودنا في هذه الأرض المباركة“.
البقاء في الميدان
واعتبر الطويل أن الشعب الفلسطيني “مبدع يشعر أنه يجب أن يظل في الميدان حتى يخفف الضغط عن غزة البطلة الجريحة، وحتى يحقق أهدافه وفي المقدمة فك الحصار عن القدس ووقف أسرلتها وتفريغها، ووقف اعتداءات المستوطنين ومصادرة الأرض وإفشال صفقة القرن ومشروع الضم“.
و”صفقة القرن” خطة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، يقول الفلسطينيون إنها تنتقص حقهم في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967، في حين “خطة الضم” مخطط “إسرائيلي” لضم نحو ثلث الضفة الغربية.
وأردف الطويل: “أهدافنا كبيرة، بهذه المقاومة وبالانتصار للقدس أعدنا القضية إلى عواملها الأولية: أرض محتلة من بحرها لنهرها“.
وتابع: “لا يمكن أن نغادر الميدان إلا أن تتحقق أهدافنا، وتهدأ غزة ويعاد إعمارها“.
تحية إلى تركيا ورئيسها
وتوجه الطويل بالتحية للأحرار من “أبناء الشعوب العربية والإسلامية الذين يحاولون اقتحام الحدود (الإسرائيلية) حتى ينصروا القدس والأقصى” قائلا: “طبتم وطاب ممشاكم“.
والإثنين حذر الجيش “الإسرائيلي” من “محاولات لأردنيين التسلل إلى إسرائيل عبر الحدود الشمالية”، وأصدر تعليماته لسكان المستوطنات في المناطق الحدودية “بالتزام البيوت خوفا من عمليات انتقامية“.
وشهد الأردن خلال الأيام الماضية، وقفات احتجاجية في منطقة الأغوار الجنوبية، طالبت بفتح الحدود نصرة لفلسطين.
كما توجه الطويل بالتحية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إزاء مواقفه من العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في القدس وقطاع غزة.
وأضاف القيادي في “حماس”: “هذه مؤشرات جديدة لم يعهدها العالم“.
وكان الرئيس التركي أكد استعداد بلاده تقديم كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري ضمن الخطوات الدولية التي ستتخذ من أجل تحرير القدس وحماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات“.