مع بدء سريان وقف إطلاق النار، بين “إسرائيل” والفصائل الفلسطينية، منتصف ليل الخميس/ الجمعة، خرج آلاف الفلسطينيين، بالضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، في تظاهرات ابتهاجاً بما أسموه “انتصار المقاومة”، بعد عدوان “إسرائيلي” على القطاع استمر 11 يوماً.
وشهدت عدد من محافظات القطاع، مسيرات ومظاهرات عفوية شبابية، شارك فيها المئات من الشبان.
وأطلق الشبان النار في الهواء، ورددوا الهتافات المشيدة “بالمقاومة”.
وفي الضفة الغربية، انطلقت في مراكز عدد من المدن الفلسطينية احتفالات جماهيرية بـ “الانتصار” الذي حققته الفصائل الفلسطينية.
وردد مئات الفلسطينيين بوقفات في رام الله (وسط) وجنين وطولكرم (شمال) والخليل (جنوب) هتافات تحيي قطاع غزة والفصائل الفلسطينية، بينها: “من رام الله تحية لغزتنا الأبية”، و”اضرب صواريخ القسام لا تخلي الصهيوني ينام”.
وانطلقت احتفالات مماثلة في مدينة القدس الشرقية مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وخرج عشرات المقدسيين في عدد من أحياء المدينة، وأطلقوا أبواق سياراتهم مرددين هتافات “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.
وبدأ عند الساعة الثانية من فجر الجمعة بالتوقيت المحلي (الخميس 23:00 تغ) سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بين “إسرائيل” والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية في مصر، مساء الخميس، التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين “إسرائيل” والفصائل الفلسطينية، برعاية مصرية، ابتداءً من فجر الجمعة.
وقالت الوكالة، إنه جرى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار “متبادل ومتزامن”، دخل حيز التنفيذ الجمعة عند الساعة 02:00 فجرًا بتوقيت فلسطين.
وأردفت “ستقوم القاهرة بإيفاد وفدين أمنيين لتل أبيب والمناطق الفلسطينية، لمتابعة إجراءات التنفيذ، والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة”.
وكانت الحكومة “الإسرائيلية”، وحركة حماس، قد أعلنتا قبول وقف إطلاق النار.
وقال سامي أبو زهري، القيادي في حماس، في حوار خاص مع وكالة الأناضول “مصر أبلغتنا أن وقف إطلاق النار سيبدأ الساعة 2 فجر الجمعة (بالتوقيت المحلي)”.
وأضاف “نعتبر أن هذه المعركة أثبتت تفوق المقاومة الفلسطينية وانتصارها على الاحتلال “الإسرائيلي” (..) العدو اضطر في النهاية للرضوخ لوقف العدوان على شعبنا وعلى القدس”.
وأكمل “نحن ملتزمون بكل الأحوال بحماية شعبنا الفلسطيني، ونقول للاحتلال إن عدتم عدنا”.
وفي ذات السياق، قال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في تصريح صحفي: “تم إبلاغنا من الأشقاء في مصر أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل متبادل ومتزامن في قطاع غزة، يبدأ الساعة ٢ فجر الجمعة”.
وأضاف “إن المقاومة الفلسطينية سوف تلتزم بهذا الاتفاق ما التزم الاحتلال”.
وكان المجلس الأمني الوزاري المصغر في “إسرائيل” “الكابينيت”، قد أعلن مساء الخميس، رسميًا، قبول المقترح المصري لوقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وجاء في بيان أصدره الكابينيت: “قبل المجلس بالإجماع بتوصية قادة الأجهزة الأمنية جميعاً، المقترح المصري لوقف إطلاق النار من قبل الطرفين وبدون أية شروط، حيث سيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في ساعة سيتم تحديدها لاحقاً”.
وأشار البيان إلى أنّ القيادات السياسية على أرض الواقع هي من ستحدد استمرار المعركة من عدمه.
والخميس، دخل العدوان “الإسرائيلي” على غزة يومه الـ11، وبلغ عدد ضحاياه 232 شهيداً، بينهم 65 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، بجانب نحو 1900 جريح، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
فيما استشهد 28 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش “الإسرائيلي”، يستخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
كما استشهد فلسطينيان أحدهما في مدينة أم الفحم والآخر في مدينة اللد، وأصيب آخرون خلال مظاهرات في البلدات العربية داخل “إسرائيل”.