يحتضن محمد الحديدي طفله الرضيع عمر ويبكي بحرقة زوجته وأطفاله الأربعة الذين استشهدوا تحت ركام منزل دمره قصف “إسرائيلي” عنيف على منزل شقيق زوجته في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ويقول بحسرة: “لم يبقَ لي غيرك في الدنيا”.
وانتشل مسعفون الرضيع عمر البالغ 5 أشهر من أحضان والدته مها أبو حطب (36 عاماً) التي استشهدت تحت ركام المنزل على غرار أطفالها صهيب (13 عاماً)، ويحيى (11 عاماً)، وعبد الرحمن (8 أعوام)، وأسامة (6 أعوام) في القصف الجوي الذي استهدف منزل شقيقها وكانت تزوره بمناسبة عيد الفطر.
ويحبس الأب المكلوم دموعه وهو ينظر إلى طفله الذي لم يبقَ له في الدنيا بعد استشهاد كافة أفراد أسرته.
ويقول الحديدي لمراسل “المجتمع” بغزة: “لبس أولادي ملابس العيد وأخذوا ألعابهم وذهبوا إلى بيت خالهم”، ويتابع: “اتصلوا بي ليلاً ليستأذنوا بالمبيت هناك فوافقت”، وبعد صمت لحظات أضاف: “بقيت في المنزل وحدي استيقظت فجأة على صوت انفجار هز المنطقة”.
وبعد دقائق تلقيت اتصالاً من أحد جيراني يخبرني أن القصف استهدف منزل شقيق زوجتي.
وعلى الفور ذهبت مسرعاً نحو المنزل لكني وجدته قد استحال ركاماً، وشاهدت رجال الإسعاف يخرجون الجثث من تحت الركام”.
وانتشل المنقذون الطفل الرضيع عمر وهو أصغر أشقائه الخمسة، من أحضان والدته مها الحديدي، التي حمته بجسدها، وكان يتشبث بها بشدة تحت الركام.
الطفل المكلوم عمر الذي نجا بأعجوبة من موت محقق أصبح يعاني من كسر في رجله ومشكلة في عينه ويرفض الطفل ابن الخمسة أشهر الرضاعة، سواء كانت من مرضع أو رضاعة صناعية.
وارتكبت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” مجزرة، فجر يوم السبت 15 مايو 2021، حيث استهدفت منزلاً لعائلة أبو حطب في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ووصل الشهداء أشلاء إلى مستشفى الشفاء.
يشار إلى أن التصعيد “الإسرائيلي” على قطاع غزة الذي استمر 11 يوماً خلف 248 شهيداً، بينهم 66 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، إضافة إلى إصابة أكثر من 1900 آخرين بينهم إصابات وصفت بالخطيرة، فيما دمرت الطائرات “الإسرائيلية” نحو 1500 شقة سكنية بشكل كامل إلى جانب تدمير 11 ألف شقة بشكل جزئي.