قفزة مخيفة سجلتها حالات الانتحار في البلاد خلال الآونة الأخيرة، حيث كشفت مصادر أمنية تسجيل الأجهزة المختصة لنحو 75 حالة انتحار خلال 5 أشهر من بداية يناير 2021 حتى أول من أمس، مقارنة بنحو 90 حالة في عام 2020 كله.
وأبلغت مصادرُ “القبس” أن معدلات الانتحار في البلاد خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2021 ارتفعت بنسبة 50% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، مؤكدة أن معدلات الارتفاع بدأت مع انتشار فيروس كورونا، مما يدل على ارتباط الجائحة وآثارها النفسية والاقتصادية بارتفاع حالات الانتحار، خصوصاً عند أبناء الجاليات الآسيوية.
وأضافت المصادر أن غالبية حالات الانتحار لأبناء الجاليات الآسيوية، لافتة إلى تسجيل 9 محاولات فشل أصحابها في إنهاء حياتهم وسجلت بحقهم قضايا «شروع في الانتحار».
آخر المنتحرين
وذكرت أن الأجهزة الأمنية سجلت 3 حالات انتحار خلال الأيام الثلاثة الماضية، الأولى لمقيم هندي يعمل سائقاً في منطقة سعد العبدالله حيث ربط حبلاً حول رقبته وأحكم إغلاقه، ومن ثم علق نفسه بسقف الغرفة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، والثانية لعامل من الجنسية نفسها قام بربط حبل حول رقبته أيضاً وعلق نفسه على شجرة حتى فارق الحياة بمنطقة جليب الشيوخ، وتحديداً بشارع المخفر، والثالثة لعامل من الجنسية البنغالية يعمل في جاخور مواطن بمنطقة الهجن، حيث أبلغ المواطن غرفة عمليات «الداخلية» عن عثوره على جثة العامل معلقة بحبل ملفوف حول رقبته بسقف شبرة حظيرة الغنم، وجرى نقل جثة العامل إلى الطب الشرعي، وتبين أنه أنهى حياته منتحراً.
تعاطي المخدرات
وأكد رئيس مركز إشراقة أمل للاستشارات النفسية والاجتماعية المحامي د. سعد العنزي أن الشرع يحرم الانتحار ويجرمه القانون، كما أنه يعتبر خلافاً للفطرة الإنسانية.
وأشار العنزي، في تصريح لـ”القبس”، إلى أن ثمة دوافع عديدة وراء الانتحار منها الفقر والحاجة والعوز بجانب العوامل النفسية الأخرى.
وأضاف: لوحظ خلال الفترة الأخيرة أن نسبة انتحار الآسيويين زادت قليلاً منذ جائحة كورونا؛ بسبب العوز والفقر وقلة الحيلة، حيث أغلقت جميع النوافذ أمامهم في العمل والزواج واستخراج الأوراق الثبوتية مما حدا خاصة بفئة الشباب إلى سلوك هذا المنحنى الخطير الذي لا يقره الشرع ولا القانون.
وأضاف العنزي أن هناك بعض المشكلات الأسرية قد تكون سبباً في التفكير في الانتحار، مدللاً ذلك بانحرافٍ سلوكي حاد داخل الأسرة سواء من الأب أو الأم أو الأبناء، ما يجعل البعض يفكر في الانتحار، فعلى سبيل المثال نرى أن المخدرات سبب من الأسباب الشائعة في انتشار ظاهرة الانتحار من خلال أخذ الجرعات الزائدة والتمادي في التعاطي بشكل مفرط.
خلل تربوي
وزاد بالقول: بعض السلوكيات المتعلقة بالشرف قد تكون من الأسباب التي تؤدي إلى الانتحار فور ظهور هذه المشكلة في إطار الأسرة، لافتاً إلى أن هناك العديد من جرائم الشرف التي شهدتها الكويت في الفترة الأخيرة، التي دفعت العديد من الفتيات إلى الانتحار هروباً من تداعيات هذه المشكلة.
وذكر العنزي أنه لا إحصائية واضحة حول سلوك الانتحار، ولكن هناك انتشاراً له في الآونة الأخيرة، لكنه لم يصل إلى مرحلة الظاهرة، ما يدلل على خلل تربوي سلوكي داخل المجتمع، ونحتاج معرفة دوافع هذه الظاهرة ووضع الحلول المناسبة للقضاء على هذا السلوك.
اضطراب نفسي
وتحدث العنزي عن الآثار النفسية قبل الانتحار وبعده، موضحاً أنه قبل الانتحار يكون هناك اضطراب نفسي كبير لدى الشخص المقبل على الانتحار، من خلال التفكير المستمر في المشكلة التي يعاني منها، وقد تسبب له الدخول في الوسواس القهري المرضي مما يؤثر في اضطراب خلايا الدماغ.
وأشار إلى المأساة الأسرية التي تعاني منها الأسرة والمجتمع بعد الانتحار التي بدورها تؤثر سلباً في وحدة المجتمع واستقراره، معرباً عن أسفه أنه لا مواكبة مجتمعية للحد من هذا السلوك.
4 مقترحات للعلاج:
1- بحث أسباب الانتحار ووضع العلاج المطلوب.
2- العمل على حل المشكلات الأسرية والسلوكية.
3- تعزيز الوازع الديني ونشر الوعي بأهمية الحياة.
4- علاج الإدمان وتعزيز الرعاية الاجتماعية.
10 أسباب:
1- تزايد الاضطرابات النفسية بسبب جائحة كورونا.
2- العوامل الاقتصادية وتراكم الديون.
3- تعاطي المخدرات بجرعات كبيرة.
4- الشعور باليأس وانعدام الأمل.
5- الخلل التربوي والسلوكي.
6- تزايد الضغوط الحياتية بصورة تفوق طاقة المرء.
7- الهوس بفكرة الموت والشعور بعدمية الحياة.
8- الاكتئاب الحاد قد يؤدي إلى الانتحار.
9- الجينات والعوامل الوراثية.
10- انعدام الوازع الديني.