وصل رئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى قطاع غزة لإجراء محادثات مع الفصائل الفلسطينية بشأن تثبيت التهدئة مع “تل أبيب”، وملفات رئيسة أخرى، وذلك بعد لقائه مسؤولين “إسرائيليين” وفلسطينيين بالقدس ورام الله.
وسيبحث كامل مع قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والفصائل الفلسطينية الأخرى 3 ملفات رئيسة، وهي تثبيت وقف إطلاق النار، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة، وتبادل الأسرى بين “حماس” و”تل أبيب”.
وكان كامل قد التقى في القدس، أمس الأحد، وزير الدفاع “الإسرائيلي” بيني غانتس، ورئيس الحكومة المؤقتة بنيامين نتنياهو، كما التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.
وتلقي القاهرة بثقلها من أجل إحداث اختراق على صعيد تلك الملفات، وهو ما دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإسناد هذه المهمة لرئيس المخابرات.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن مصدر قوله: إن كامل سيعقد اجتماعاً مغلقاً مع رئيس حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار وعدد من قيادات الحركة، كما سيعقد اجتماعاً موسعاً آخر، يضم قادة عدد من الفصائل في القطاع.
وتولي “تل أبيب” اهتماماً بالغاً بقضية جنودها الأسرى في قطاع غزة، وتحاول ربط أي تقدم في ملف إعادة الإعمار بالإفراج عنهم، في حين تفضل “حماس” الفصل بين الملفين، ورهن إطلاق سراح الجنود “الإسرائيليين” بإفراج “تل أبيب” عن الأسرى الفلسطينيين في سجونها.
وتحتفظ “حماس” بـ4 “إسرائيليين”، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، بينما دخل الآخران القطاع في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
مدينة سكنية بغزة
من جانب آخر، قالت “الأناضول”: إن السلطات المصرية تعتزم إنشاء مدينة سكنية في غزة ضمن مشاريع إعادة الإعمار، مشيرة إلى أن كامل سيبحث تفاصيلها مع قيادة “حماس”.
وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها كامل غزة، منذ توليه المنصب في عام 2018.
وسبق لسلفه، خالد فوزي، زيارة غزة في أكتوبر 2017، في إطار جهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.
وتشهد القضية الفلسطينية حالياً حراكاً نشطاً في أعقاب الحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزة ضمن مساعي الولايات المتحدة الأمريكية والوسطاء الإقليميين لتثبيت وقف إطلاق النار الذي بدأ فجر الجمعة 21 مايو الجاري.
وأسفرت الهجمات الصاروخية “الإسرائيلية” على القطاع، براً وجواً وبحراً، عن استشهاد 255 فلسطينياً، بينهم 66 طفلاً، و39 سيدة، و17 مُسنّاً، فيما أدت إلى إصابة أكثر من 1948 بجروح مختلفة، منها 90 صُنفت بأنها شديدة الخطورة.
جولة فلسطينية
من جهة أخرى، يبدأ رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية ووزير خارجيته رياض المالكي، اليوم الإثنين، جولة عربية تشمل الأردن والكويت وعُمان، كما أكد مصدر في الخارجية الفلسطينية أن اتصالات تجرى مع المسؤولين القطريين لتشمل الجولة قطر أيضاً.
وذكر المصدر أن الجولة تهدف إلى تثبيت التهدئة في قطاع غزة والقدس المحتلة، وإيجاد خطوات للمساهمة في إعادة إعمار القطاع، وتقديم الشكر لهذه الدول لدعمها القضية الفلسطينية.
وكان وزير الخارجية “الإسرائيلي” غابي أشكنازي قد أجرى، أمس، مباحثات في القاهرة استغرقت بضع ساعات، في أول زيارة لوزير خارجية “إسرائيلي” لمصر منذ 13 عاماً، والتقى أشكنازي نظيره المصري سامح شكري وعدداً من كبار المسؤولين.
وتأتي هذه التحركات في أعقاب جولة قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالمنطقة الأربعاء والخميس الماضيين، شملت “تل أبيب” والضفة الغربية ومصر والأردن، سعى خلالها لتثبيت وقف النار مع الفصائل الفلسطينية، وحشد المجتمع الدولي لدفع جهود الإغاثة في غزة.