بدأ وسم #احذف_عدوك يتصدر صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة، تزامنا مع دعوات الناشطين الفلسطينيين والعرب للانسحاب من متابعة الصفحات “الإسرائيلية” المختلفة التي وصفوها بأنها تُجمّل صورة الاحتلال.
أهداف متعددة أرادها الناشطون من خلال التغريد على هذا الوسم، ليس فقط التفاعل معه، بل الإقدام على خطوات عملية وتنفيذية، بعدم متابعة الصفحات “الإسرائيلية”، وإلغاء الإعجاب بها، وحتى التبليغ عنها، كما ظهرت تصميمات مختلف وفيديوهات نشرت تحت هذا الوسم.
الخوارزميات تزيد الوصول
يرى معاذ حامد -الصحفي الفلسطيني المقيم في أوروبا وأحد المشاركين في الحملة- أنه يجب استغلال التفاعل الكبير لدعم القضية الفلسطينية مؤخرا، وخاصة من المؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي الذين دعموا الفلسطينيين وأظهروا حقيقة الاحتلال بطرقهم المختلفة وأبرزها البث المباشر.
يقول حامد -للجزيرة نت- إن الفكرة بدأت بين نشطاء وصحافيين بعد رصد ما سماها “الوقاحة” من هذه الصفحات “الإسرائيلية”، التي تستفز العرب خاصة؛ لدفعهم على الشتم وإبداء عدم الموافقة على ما يتم طرحه. ولكن خوارزميات صفحات التواصل تؤدي -في النهاية- إلى سرعة انتشار هذه الصفحات، وإظهارها أمام أي شخص بسبب التعليقات الكثيرة.
يعتبر حامد أن هذه الصفحات تكذب وتعرف أنها تقوم بذلك، فعلى سبيل المثال، تطرح أن أكلة المنسف ليست أردنية، وهو ما يجعل المتابعين يعلقون بالسلب، وهذا يؤدي إلى التفاعل المعارض لهذا الطرح، ولذلك كانت الفكرة ألا يتم التفاعل مع هذه الصفحات أصلا وصولا إلى عدم ظهورها أمام المتابع الفلسطيني أو العربي.
وستستمر الفكرة -حسب حامد- بأدوات مختلفة، من خلال نشطاء عبر العالم سيسعون لاستمرار الحملة، ونشر بعض التصميمات لتعريف الجمهور العربي بحجم الأموال التي تدفع من الاحتلال لتجميل صورته، وخطورة التفاعل مع هذه الصفحات.
عدم المتابعة وإلغاء الإعجاب
يقول إياد الرفاعي -مدير مركز “صدى سوشال” المتخصص في صفحات التواصل- إن الهدف الأساسي من هذه الحملة والتغريد على وسم #احذف_عدوك، هو عدم التعليق والتفاعل مع هذه الصفحات، لكون أي نشاط تجاهها يعني ترويجا لها حتى وإن كان بعدم الإعجاب أو مهاجمة المنشورات، لأن مجرد التفاعل سواء أكان إيجابيا أو سلبيا فإنه سيجعل هذه الصفحات أكثر انتشارا وخاصة لأصدقاء الشخص المتفاعل، لذا كان عدم الإعجاب أو عدم المتابعة هو الحل الأساس.
عدا عن أن المحتوى الذي تقدمه هذه الصفحات خطير للغاية، من خلال التركيز على القضايا الإنسانية للفلسطينيين خاصة، مما يدفع الكثير منهم للتفاعل معه لكونه يلبي احتياجاتهم اليومية من حركة مرور وحصول على تصاريح عمل، وغيرها.
ويرى الرفاعي -في حديثه للجزيرة نت- أن الصفحات “الإسرائيلية” -التي تتبع الاحتلال بوجه عام- تروج أيضا لتطبيقات أو روابط، قد تتسبب في اختراق حسابات المتابعين، إضافة إلى أن الخطاب المتبع من قبل هذه الصفحات يجمل صورة الاحتلال، ويؤثر بشكل ملحوظ على الوعي الفلسطيني والعربي، وهو ما كان واضحا من خلال بروز هذه الصفحات في التطبيع العربي “الإسرائيلي” والترويج له.
ويقول الرفاعي إن الاحتلال بصدد صرف قرابة مليار دولار أميركي على منصات التواصل الاجتماعي، لما لها من أثر هام في تشكيل الوعي لدى الشباب، ويحاول الاحتلال استغلال صفحاته المختلفة لضرب النسيج الوطني والاجتماعي الفلسطيني أولا، والعربي بوجه عام.
ويلاحظ المراقب لصفحات التواصل -عموما- أن الاحتلال الإسرائيلي لا يعتمد فقط على المنشور العادي؛ وإنما يدفع مبالغ مالية هائلة من أجل استهداف أكبر فئة ممكنة من الجمهور الفلسطيني والعربي.
خطاب مسموم
وقد تفاعل نشطاء كثيرون مع وسم #احذف_عدوك. وترى الناشطة عبر صفحات التواصل منى حوا أن الاحتلال -من خلال صفحات التواصل- يسعى لإيصال خطاب وصفته بالمسموم من خلال التفاعل مع صفحاته حتى لو كان سلبيا، لذلك كان لا بد من عدم المتابعة وإلغاء الإعجاب بهذه الصفحات، مخاطبة متابعيها “الآن الآن.. احذف عدوك”.
وكتب الناشط الفلسطيني رضوان الأخرس أنه يجب على العرب أن يخرجوا من كل صفحات الاحتلال، لأنه حتى التفاعل السلبي يزيد من حظوظهم في الانتشار، فهم يستخدمون الاستفزاز ونشر التفاهات والتهريج لدفعك إلى التفاعل، لذلك كان لا بد من تجاهل سخافاتهم.