زار فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” (UNRWA) اليوم حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، حيث اطلع على أوضاع العائلات الفلسطينية المهددة بالطرد من قبل سلطات الاحتلال، في حين نفذت قوات الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم اعتقالات في الضفة الغربية شملت 19 فلسطينيا، بينهم القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جمال الطويل.
والتقى لازاريني عددا من ممثلي أهالي حي الشيخ جراح للاطلاع على أوضاعهم الإنسانية، خاصة في ظل الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على الحي منذ أكثر من 3 أسابيع، إلى جانب الاستماع لمطالبهم.
وأعرب المسؤول الأممي عن دعم الأونروا للأسر الفلسطينية الثماني المهددة بالإخلاء من الحي المجاور للمسجد الأقصى، وأضاف لازاريني أن إخلاء الناس من منازلهم “يتعارض مع القانون الدولي الإنساني”، وأن “الأونروا تسعى لضمان حقوق الأسر الفلسطينية في الحي”.
وقبيل وصول المفوض العام لوكالة الأونروا، فتحت قوات الاحتلال بعض الحواجز، وسمحت لكل وسائل الإعلام بالدخول دون أي عقبات، وذلك بخلاف ما جرى في الفترة الماضية من تضييق على عمل الصحفيين الذين يغطون مجريات الحي المقدسي.
الأونروا والأردن
وذكرت الجزيرة أن سكان حي الشيخ جراح شرحوا للمسؤول الأممي طبيعة المنازل المهددة، وكانت الأونروا قامت بالتعاون مع الأردن بإسكان عائلات فلسطينية هجرت في عام النكبة (1948) في الحي المقدسي.
ويطالب سكان الحي بأن تضطلع الأونروا بدورها، وتتدخل بالتعاون مع السلطات الأردنية من أجل تثبيت ملكية المنازل لأصحابها، وهم 28 عائلة فلسطينية.
كما شرح سكان الحي للمفوض العام لازاريني الكيفية التي استولى بها مستوطنون على منزل أسرة فلسطينية في الحي، ويقول السكان إنهم يطالبون باعتبار الحي مخيما للاجئين لدى وكالة الأونروا، وبالضغط على دول العالم من أجل حمل سلطات الاحتلال على إلغاء قرار ترحيل الأسر الفلسطينية، باعتبار أن القضية سياسية إنسانية وليست قانونية لدى المحاكم الإسرائيلية.
ويطالب سكان حي الشيخ جراح أيضا بأجهزة إطفاء لأن المستوطنين يهددونهم عبر رسالة واتساب (WhatsApp) وباقي مواقع التواصل الاجتماعي بالهجوم على منازلهم وإحراقها.
وكان أهالي حي الشيخ جراح قد رفعوا دعاوى في المحاكم الإسرائيلية منذ العام 1972، وذلك بعدما ادعت جمعيات استيطانية أنها تملك أرض الحي، ولكن سكان الحي أثبتوا بوثائق رسمية تركية وأردنية أن هذه الأرض ليست لجمعيات استيطانية.
اعتقالات الضفة
من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم 19 مواطنا، بينهم فتيان اثنان من الضفة الغربية. وقال بيان لمؤسسات شؤون الأسرى إن حملات الاعتقال تركزت في محافظات الخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس وطولكرم، وأضافت أنه تم نقل المعتقلين إلى مراكز التوقيف للتحقيق معهم.
وفي وقت سابق من مساء أمس الثلاثاء، اعتقلت قوة خاصة من جيش الاحتلال القيادي في حركة حماس الأسير المحرر جمال الطويل من حي أم الشرايط في محافظة رام الله والبيرة. وقال شهود عيان إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت الحي بمركبة مدنية، واعتقلت الطويل قرب بيته، ونقلته إلى جهة غير معلومة. وكان جيش الاحتلال قد دهم منزل الطويل في مدينة البيرة عدة مرات في الأيام الماضية بحثا عنه.
وكانت إسرائيل أفرجت عن جمال الطويل من سجونها في السابع من مارس/آذار الماضي بعد اعتقال إداري استمر 8 أشهر، علما أنه قضى في سجون الاحتلال على فترات منفصلة ما يقرب من 14 عاما.
وفي خبر منفصل، أدانت وزارتا الخارجية الفلسطينية والتركية قرار إسرائيل التصديق على وضع حجر الأساس لبناء 350 وحدة في مستوطنة بيت إيل قرب مدينة البيرة في الضفة الغربية، ودعت الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية إلى تحمل مسؤولياتهما تجاه “جريمة الاستيطان في بيت إيل”.
وعبرت الخارجية التركية عن رفضها “الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية”، مشددة على أهمية محاسبة تل أبيب “على سياساتها وممارساتها التي تشكل انتهاكا للقانون الدولي”.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت التصديق على بناء الوحدات الجديدة في مستوطنة بيت إيل نهاية العام الماضي، وتتفاخر حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنها أكثر الحكومات بناء للمستوطنات.