في دراسة جديدة نشرت بتاريخ 10 مايو/أيار الماضي في دورية ساينتفك ريبورتس Scientific Reports، يحذر باحثون من جامعة ميامي University of Miami في فلوريدا بالولايات المتحدة من انفجار وشيك لأكبر بركان في العالم وهو بركان مونا لوا Mauna Loa في هاواي.
وقد عرف عن مونا لوا نشاطه الدائم لفترة زمنية تزيد على 700 ألف عام، كما أنه يهيمن على المناظر الطبيعية في هاواي.
تدفق الصهارة والزلازل المدمرة
بالاعتماد على تقنية الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية GPS، تمكن فريق من الباحثين من الجامعة من نمذجة تدفق الصهارة داخل بركان مونا لوا، مع الأخذ بعين الاعتبار تدفقات الحمم البركانية السطحية وحركة الصفائح التكتونية على طول الصدع الذي يتموضع عليه البركان.
وبحسب البيان الصحفي للجامعة، فقد وجد الباحثون أن تدفق الصهارة وتوزعها على المناطق المحيطة بالبركان يغير من حركة الصخور هناك.
وعند قيامهم بقياس تدفق الصهارة -التي حدثت في الفترة ما بين عامي 2014 و2020 والمتجهة لحقن الصخور المحيطة بالبركان- وجد الباحثون أن ما يقارب من 0.11 كيلومتر مربع من الصهارة الجديدة قد تدفقت إلى بقعة جديدة في حجرة البركان تلك الفترة.
وهكذا سيؤدي حقن الصهارة في مناطق أجنحة البركان إلى إطلاق أعمدة غازية تحت ضغط هائل بما فيه الكفاية لتكسير الصخور هناك، مما يعني وقوع زلزال كبير جدا يسفر -بطبيعة الحال- عن انفجار بركاني هائل في مونا لوا.
ونظرا لثبات حالة الصخور الواقعة ناحية الجناح الغربي للبركان، يعتقد الباحثون أن موقع الزلزال القادم قد يكون هناك.
بركان مونا لوا والإنذار المبكر
مونا لوا أو الجبل الطويل هو أكبر البراكين الخمسة الموجودة في جزيرة هاواي بالمحيط الهادي، ويقدر حجمه بحوالي 29 ألف كلم مكعب، وترتفع قمته 37 مترا فوق سطح البحر، ويعرف عن حممه أنها شديدة السيولة نظرا لأن تركيز السيليكا ضعيف فيها، مما يعني أنها قادرة على الانتشار السريع والتدمير الشامل كما حدث عندما ثار البركان عام 1950 وأدى إلى تدمير قرى بأكملها.
وتؤكد الانفجارات البركانية التي شهدها العالم مؤخرا على مدى أهمية نظام الإنذار المبكر. وهنا لا بد أن نذكر أنه عندما ثار بركان مونا لوا عام 1950، تمكنت الحمم البركانية من الوصول إلى الساحل في غضون 3 ساعات فقط.
ولا بد لنا أيضا أن ننوه إلى أن زلازل ملحوظة الشدة كانت قد سبقت ذلك الانفجار البركاني الهائل عام 1950، وقد تكرر السيناريو ذاته بوقوع زلازل قوية قبل الانفجار البركاني الذي حدث عام 1984 أيضا.
أخيرا، وبالنظر إلى المتغيرات الكثيرة التي تدخل في نطاق دراسة مدى الخطر المحتمل من بركان مونا لوا، لا يمكن اعتبار عملية التنبؤ بتوقيت الانفجار مهمة سهلة على الإطلاق.
غير أن الإستراتيجية الجديدة -التي قدمها باحثو جامعة ميامي لرسم خرائط دقيقة لحركة الصهارة وأماكن توزعها- يمكن أن تزودنا ببيانات مهمة جدا لتعزيز دراسات النمذجة المستقبلية، مما سيؤدي نهاية الأمر إلى تطوير نماذج أفضل للتنبؤ بموقع الانفجار البركاني التالي.