تمتاز أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية بأنها صغيرة الحجم وخفيفة الوزن ويسهل التعامل معها، فضلا عن أنه يمكن تخزين آلاف الكتب على هذه النوعية من الأجهزة، ومن ثم يمكن للمستخدم التخلص من أرفف الكتب في المنزل بأكملها، كذلك فإنها تعد من الأجهزة المفيدة جدا في الإجازات والعطلات.
وأوضح بنيامين باركماير، من هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية، أن هناك العديد من أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية تمتاز بمقاومة الماء وتزخر بإضاءة مدمجة، حتى يتمكن المستخدم من قراءة الكتب دون الحاجة إلى مصباح خارجي، فضلا عن ميزة تكبير حجم الخط، التي يستفيد منها الأشخاص الذين يعانون ضعف البصر بصفة خاصة، كذلك يمكن قراءة النصوص بصورة جيدة على شاشات الحبر الإلكتروني حتى في الأجواء المشمسة.
نظام التشغيل
وعند الرغبة في الدخول إلى عالم الكتب الإلكترونية يتعين على المستخدم اتخاذ قرار أساسي بشأن نظام التشغيل الخاص بهذه النوعية من الأجهزة الإلكترونية، إذ يتوفر حاليا نظامان يصعب دمجهما معا.
يتمثل النظام الأول في نظام شركة أمازون الأميركية، التي أطلقت قارئ الكتب الإلكترونية “كيندل” (Kindle) المثير، والنظام الثاني هو نظام التشغيل الأكثر انفتاحا على أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية من “تولينو” (Tolino) و”بوكيت بوك” (Pocketbook) و”كوبو” (Kobo).
وأوضح ألكسندر سبير، من مجلة شيت (c’t) الألمانية المتخصصة، أنه عند اختيار جهاز كيندل فإن المستخدم يظل أسيرا لنظام أمازون، نظرا إلى أن الشركة الأميركية تمتلك صيغة كتب خاصة بها لا يمكن قراءتها على الأجهزة الأخرى، فضلا عن أن صيغ الكتب الإلكترونية الأخرى لا تعمل بدورها على أجهزة كيندل، ولا يمكن لأصحاب أجهزة كيندل شراء الكتب الإلكترونية إلا من متجر أمازون.
ومع ذلك يتمتع نظام أمازون ببعض المزايا المفيدة، ففيه إرشاد للمستخدم بطريقة جيدة، وتتم عمليات شراء الكتب بطريقة مريحة، وأضاف ألكسندر سبير “يضم متجر أمازون مجموعة أكبر من الكتب من دون أسعار ثابتة لها”.
ويتمتع القرّاء الذين يختارون أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية من تولينو وبوكيت بوك وكوبو بحرية أكبر، فهم يتمكنون من قراءة الكتب الإلكترونية بصيغة “إي بوب” (Epub) الشهيرة، التي يمكن شراؤها من مختلف المتاجر الإلكترونية، ومن ثم فإن المستخدم لا يكون مجبرا على الشراء من متجر معين، وهو ما يساعد المستخدم على الوصول إلى مجموعة كاملة من المكتبات الرقمية، فضلا عن إمكانية التبديل بين الشركات المنتجة لأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية بسهولة.
وقد طُوّر قارئ الكتب الإلكترونية تولينو من قبل تحالف بائعي الكتب، الذي يضم العديد من الهيئات مثل “ويلت بلد” (Weltbild) و”ثاليا” (Thalia) و”هيوجين دوبل” (Hugendubel) وكذلك منصة بيع الكتب “بوشهاندلنغ. دي” (Buchhandlung.de)، وهنا يمكن للمستخدم العثور على التجار المحليين الذين يبيعون الكتب الإلكترونية، وعادة ما يتم تثبيت متجر البائع، الذي تم منه شراء جهاز تولينو أو بوكيت بوك على الجهاز، ومع جهاز كوبو يتم تثبيت متجر كوبو.
وأوضح بنيامين باركماير أنه يمكن شراء الكتب الإلكترونية بسهولة ويسر عن طريق الحواسيب المكتبية، بحيث تظل الكتب مخزنة على خدمات الحوسبة السحابية، ثم يتم تنزيلها على أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية بعد ذلك، ويمكن توصيل أي متجر إلكتروني لتحالف بائعي الكتب بخدمة الحوسبة السحابية من تولينو، كذلك يمكن نقل الكتب من البائعين الآخرين من الحاسوب إلى قارئ الكتب الإلكترونية عن طريق كابل “يو إس بي” (USB).
أسعار الكتب
أما بخصوص أسعار الكتب الإلكترونية فإنه لا يوجد فرق بين النظامين، فهي تخضع لأسعار ثابتة على غرار الكتب المطبوعة، غير أن الكتب الإلكترونية غالبا ما تكون أرخص من الكتب المطبوعة، وهناك بعض المكتبات توفر خدمة “الاستعارة عبر الإنترنت” بتكلفة أقل، ولكن يشترط لذلك توفر قارئ كتب إلكترونية يدعم صيغة “إي بوب”، ولا يمكن لأصحاب أجهزة أمازون كيندل فتح هذه الكتب.
حق استعمال واحد
وعلى عكس الكتب المطبوعة فإن تطوير الكتب الإلكترونية في الأصل لم يكن الغرض منه مشاركة الكتب مع الأسرة والأصدقاء، حيث يحصل المستخدم على حق استعمال واحد عند شراء الكتب الإلكترونية وفقا للشروط والأحكام العامة للمتجر الإلكتروني، ومع ذلك يمكن نقل نسخ الكتب الإلكترونية إلى الآخرين، إذ تخلى كثير من الناشرين عن الحماية ضد النسخ بواسطة إجراءات معقدة، وبدلا من ذلك يقتصر تأمين العديد من الكتب الإلكترونية الآن على وجود علامة مائية غير مرئية.
ويساعد هذا الإجراء على تتبع المستخدم الذي اشترى الكتاب في الأصل، ومن ثم منع نشر الكتب الإلكترونية على نطاق واسع، ولكن يمكن نشر بعض النسخ الخاصة في حيّز ضيق، إلا أن هذا الأمر ينطبق على الكتب الإلكترونية بصيغة إي بوب فقط.
وعلى الجانب الآخر فإن إجراءات الحماية من النسخ بأجهزة أمازون معقدة جدا، إذ لا يمكن قراءة الكتب الإلكترونية إلا على الأجهزة المسجلة في حساب المشتري، وتحتوي المتاجر الإلكترونية أيضا على كتب بلا حماية من النسخ، ولكنها لا تضم أيا من الكتب الحالية الأكثر مبيعا.
وتوفر شركة أمازون ميزة المكتبة العائلية، التي تتيح لشخصين بالغين و4 أطفال إمكانية قراءة الكتب معا، كما توفر أجهزة تولينو هذه الوظيفة، فيمكن لـ6 أشخاص مشاركة الكتب الإلكترونية الخاصة بهم مع بعضهم.
معايير للاختيار
وبمجرد أن يستقر المستخدم على اختيار أحد النظامين، تبدأ مهمة اختيار قارئ الكتب الإلكترونية بناء على بعض المعايير المهمة. وهنا ينصح باركماير بضرورة أن يحمل المستخدم الجهاز في يده.
وأضاف سبير أن أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية مصممة للقراءة في الأساس، ويمكن للمستخدم القيام بذلك على معظم الأجهزة الإلكترونية بصورة جيدة، ولكن يتعين على المستخدم مراعاة الوظائف الإضافية، مثل مقاومة الماء.
كذلك فالنماذج منخفضة التكلفة تفتقر إلى وظيفة الشاشة اللمسية أو الإضاءة، وعادة ما تكفي الذاكرة المدمجة بأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية احتياجات المستخدم، إذ يمكن للمستخدم تخزين ما يقرب من ألف كتاب في مساحة 2 غيغابايت.
وإذا رغب المستخدم أن يطّلع على الرسوم الهزلية أو أن يستعمل الكتب المسموعة على أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية فلا بد من وجود ذاكرة بسعة 4 إلى 8 غيغابايتات.
وينصح الخبراء أيضا بتجربة النماذج ذات الشاشات الملونة، التي لم تبلغ مرحلة التطوير الكامل بعد، ولكنها أفضل من الشاشات التقليدية باللون الأبيض والأسود.