اتّهمت بكين حلف شمال الأطلسي (ناتو) -اليوم الثلاثاء- بالمبالغة في “نظرية التهديد الصيني” والسعي إلى “خلق مواجهات”، وذلك بعد إعراب قادة دول الحلف في قمة ببروكسل عن “قلقهم” حيال الطموحات الصينية التي قالوا إنها تشكّل “تحدّيات لأسس النظام الدولي”.
وفي البيان الختامي لأول قمة يحضرها الرئيس الأميركي جو بايدن، قال قادة الحلف في بيان إن “طموحات الصين المعلنة وسلوكها الذي ينزع إلى الهيمنة، تمثل تحديات ممنهجة للنظام الدولي القائم على القواعد وللمجالات ذات الصلة بأمن الحلف”.
وحث بايدن زعماء حلف الأطلسي على الوقوف في وجه ما سماه “استبداد الصين وقوتها العسكرية المتنامية”، في تغير لتركيز الحلف الذي تأسس للدفاع عن أوروبا في مواجهة الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة.
تطور سلمي
وقالت الصين في ردها الذي نشرته على موقع بعثتها لدى الاتحاد الأوروبي إن بيان حلف الأطلسي “شوّه” تطور الصين السلمي وأساء تقدير الوضع الدولي وأشار إلى “عقلية الحرب الباردة”، وأضافت أنها ملتزمة دائما بالتنمية السلمية.
ومضت تقول “لن نشكل تحديا ممنهجا لأحد، لكن إذا أراد أحد أن يشكل تحديا ممنهجا لنا فلن نقف مكتوفي الأيدي”، واتّهمت البعثة الحلف بالسعي إلى “افتعال مواجهات”.
وتملك الصين رؤوساً نووية أقلّ بـ20 مرة مما تملكه الدول الأعضاء في حلف الأطلسي.
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ “روسيا والصين تسعيان لزرع الشقاق في ما بيننا، لكنّ تحالفنا متين. حلف شمال الأطلسي موحّد والولايات المتّحدة عادت”.
وكان قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، وجهوا انتقادات حادة للصين في ما يتعلق بسجلها في حقوق الإنسان في إقليم شينجيانغ.
ودعوا إلى الحفاظ على قدر كبير من الحكم الذاتي في هونغ كونغ، وطالبوا بتحقيق كامل في منشأ فيروس كورونا في الصين.
وقالت سفارة الصين في لندن إنها تعارض بحزم ما ورد عن شينجيانغ وهونغ كونغ وتايوان، مضيفة أنه يشوه الحقائق ويكشف “النوايا الشريرة لبعض الدول مثل الولايات المتحدة”.
تخفيف؟
وحاول الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ التخفيف من وطأة الإعلان النهائي للقمة، فقال إنّ “الصين ليست خصمنا أو عدوّنا. لكن علينا أن نواجه التحديات التي تطرحها على أمننا”.
وتابع موضحا “رأينا ازديادا في التسلح العسكري الصيني وسلوكا عدوانيا في بحر جنوب الصين”، وتابع “الصين لا تشاركنا قيمنا وتقمع المطالبين بالحريات في هونغ كونغ وأقلية الإيغور”.
كما تحدث عن روسيا، وقال إن العلاقات معها في أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، مبرزا أن الرسالة الأهم التي “نبعثها إلى روسيا هي أننا موحدون وأنها لن تكون قادرة على شرذمتنا”.