قال تقرير نشره موقع “Walla News” العبري، في 20 يونيو الجاري: إنه عقب ضم أمريكا جيوش الدول العربية مع جيش “إسرائيل” ضمن قيادة مركزية أمريكية في أوروبا، يسعى رئيس أركان الجيش الصهيوني خلال زيارته الحالية لأمريكا لتوسيع التعاون العسكري بين “تل أبيب” وجيوش الخليج، خاصة بعد اتفاقات التطبيع الأخيرة.
وكتبت “آنا أرونهايم” بصحيفة “والا نيوز”، تؤكد أن أفيف كوخافي، رئيس هيئة أركان الجيش “الإسرائيلي”، ناقش توسيع وزيادة التنسيق العسكري مع قوات القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن بلدان الشرق الأوسط، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والأنشطة العملياتية الدفاعية بين جيش “إسرائيل” وجيوش الخليج.
“إسرائيل” أصبحت الدولة رقم 21 في الدول التي تشملها عمليات القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) بالشرق الأوسط
وقبل انتهاء ولاية الرئيس السابق ترمب، قام، بتاريخ 15 يناير 2021م، بإعلان ضم “إسرائيل” إلى منطقة “القيادة المركزية الأمريكية” التي تضم الدول العربية أيضاً، حيث كانت “تل أبيب” في السابق ضمن منطقة “القيادة الأوروبية”.
وبذلك أصبحت “إسرائيل” الدولة رقم 21 في قائمة الدول التي تشملها عمليات القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، بعد ضمها إلى منطقة القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط.
ويشمل نطاق مسؤولية القيادة المركزية في الشرق الأوسط 20 دولة، بينها 13 دولة عربية، منها 6 دول خليجية (هذه الدول حالياً هي: أفغانستان، البحرين، جيبوتي، مصر، إريتريا، إثيوبيا، الأردن، إيران، العراق، كينيا، الكويت، عمان، باكستان، قطر، السعودية، الصومال، السودان، الإمارات، اليمن، سيشل، “إسرائيل”).
وتقول الصحيفة العبرية: إن انتقال “تل أبيب” إلى القيادة المركزية الأمريكية لا يبسط التعاون مع القوات الأمريكية في المنطقة فحسب، بل يمكن أيضاً أن يخلق إمكانية تشكيل تحالف إقليمي مع الدول العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع “إسرائيل” ضد التهديدات المشتركة التي تشكلها إيران.
ويعتقد كل من كوخافي، ووزير الدفاع بيني غانتس، أن الدول العربية المعتدلة -مثل الإمارات والبحرين وغيرهما من الدول التي لم توقع بعد على اتفاقيات مع “إسرائيل”- يمكنها تعميق علاقاتها مع “إسرائيل”، خاصة فيما يتصل بالترتيبات الأمنية الإقليمية، بحسب الموقع العبري.
“تل أبيب” ستتمكن بهذه الخطوة من تشكيل تحالف إقليمي مع الدول العربية المطبِّعة معها ضد تهديدات إيران
وأيد قائد القيادة المركزية للمارينز الجنرال كينيث ماكنزي هذه الخطوة، وقال لوكالة “ديفنس نيوز”: إن هذه الخطوة ستضع منظوراً عملياتيًا حول اتفاقات إبراهام، وستضع ممرات وفرصًا إضافية للانفتاح بين “إسرائيل” والدول العربية في المنطقة على المستوى العسكري.
وأضاف: لا أريد أن أبالغ في تقدير السرعة التي سيحدث بها هذا الأمر، سيستغرق الأمر بعض الوقت ليحدث، ولكنه يجعل من الأسهل قليلاً بالنسبة لهما العمل معًا، وأعتقد أن هذا أمر جيد.
بلبلة للجندي العربي
ويقول خبراء عسكريون: إن ضم أمريكا “إسرائيل” إلى المنطقة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط (حيث الدول العربية) بدلاً من المنطقة الأوروبية يثير بلبلة لدى الجندي العربي، حين يضطر للتدريب مع قوات “إسرائيلية”، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة؛ إذ إن التطبيع العلني والعسكري مع “إسرائيل” معناه أن تتقبل الجيوش والشعوب تواجد الجندي “الإسرائيلي” بجانب الجندي العربي بعدما كانا عدوين يتواجهان في الجبهات.
وفي ظل الوضع الجديد، ستشكل هذه الدول تحت القيادة الأمريكية تحالفات عسكرية مختلفة، وسنرى جنوداً من “إسرائيل” ودول عربية يعملون معاً خلال عملية واحدة، لكن القائد الأمريكي يقول: إن هذا التحالف سيحتاج بعض الوقت ليصل لهذه المرحلة.
انضمام “تل أبيب” لـ”سنتكوم” بالشرق الأوسط سيثير بلبلة لدى الجندي العربي حين يضطر للتدريب مع قوات “إسرائيلية”
ويقول الخبير الفلسطيني د. صالح النعامي: إن ضم “إسرائيل” إلى قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية، المسؤولة عن الشرق الأوسط، يعني إدماج “إسرائيل” وحلفاء واشنطن العرب في إستراتيجيتها للمنطقة، وكذا إعلان ومأسسة التعاون العسكري بين “إسرائيل” وحلفاء أمريكا العرب، وإحداث تكامل بين المؤسسة العسكرية الصهيونية وجيوش النظم العربية.
كما أن إلحاق “إسرائيل” بنفوذ القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي يعني أيضاً تمكينها من توظيف المقدرات العسكرية لحلفاء واشنطن العرب التي تستخدمها هذه القيادة لصالحها.
وتقول صحيفة “Wall Street Journal” الأمريكية: إنه بموجب هذه الخطوة ستُشرف القيادة المركزية الأمريكية على السياسة العسكرية الأمريكية المتعلقة بالدول العربية و”إسرائيل” على حد سواء، في خروجٍ من عقودٍ من هيكل القيادة الأمريكية الذي صُمِّم بسبب الخلاف بين “إسرائيل” وبعض حلفاء البنتاغون العرب.
وتاريخياً، كُلِّفَت القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي بالإشراف على العلاقات مع “إسرائيل” بسبب العداء بين الدول العربية وقوة الاحتلال، وسمح هذا التنظيم للجنرالات الأمريكيين في الشرق الأوسط بالتفاعل مع الدول العربية دون وجود ارتباطٍ وثيقٍ بـ”إسرائيل”؛ وهو ما تغير حالياً بعد اتفاقات التطبيع.
كيف ستستفيد “إسرائيل”؟
الكيان الصهيوني سيستفيد من عمليات الإسناد الناري أو الإداري له في أي عملية قد يُقْدم عليها في المنطقة
يعني إضافة الكيان الصهيوني إلى منطقة القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) التي بها الجيوش العربية، يعني فتح أجواء منطقة المسؤولية أمام النشاطات الجوية للكيان الصهيوني من خلال تنسيق سلاح جو الكيان مع وسائط السيطرة الجوية للقيادة المركزية؛ بحيث تقوم طائرات “إسرائيل” الجوية بطلعات الاستطلاع والتدريب وجمع المعلومات في أي بقعة جغرافية من هذه المنطقة العربية بشكل مباشر، أو عن طريق التسهيلات التي يمكن أن تمنحها قيادة المنطقة له بحيث تظهرها على أنها جزء من القدرات القتالية لمنطقة القيادة المركزية؛ فلا تثير الشكوك والاعتراضات من دول المنطقة.
أيضاً ستستفيد “تل أبيب” من تبادل المعلومات والتقديرات الاستخبارية مع دول المنطقة بشكل مباشر أو غير مباشر؛ وهو ما يستوجب دخول الكيان ضمن منطقة المسؤولية.
كما أنه سيكون لدولة الاحتلال “الإسرائيلي” حق المشاركة في المناورات العسكرية والمشاريع التعبوية التي تقوم بها القيادة المركزية مع مختلف الدول التي تقع ضمن مسؤولية هذه القيادة، حتى الدول التي لا تربطها بالكيان علاقات دبلوماسية؛ فإن جنودها سيكونون ضمن التشكيلات المناورة التي ستضطر للتنسيق مع تشكيلات الكيان المشاركة في المشاريع التعبوية، ولو بشكل غير مباشر.
كما سيستفيد الكيان الصهيوني من عمليات الإسناد الناري له في أي عملية قد يُقْدم عليها في المنطقة، ويمكن أيضاً أن يقدم له الإسناد الإداري المطلوب أثناء القيام بالمهام التعبوية أو التدريبية كعمليات التزود بالوقود جواً، أو تأمين الذخائر والمؤن لجنوده وتشكيلاته المنتشرة في منطقة المسؤولية.