طلب رئيس وزراء ليبيا الانتقالي عبدالحميد الدبيبة، الأسبوع الماضي، مساعدة دولية لسحب المقاتلين الأجانب من ليبيا، وذلك في خطاب ألقاه خلال محادثات دولية في برلين تستهدف دعم عملية السلام.
وتركزت المحادثات على حشد الدعم الدولي لضمان إجراء الانتخابات المقررة في ديسمبر، وسحب المقاتلين الأجانب وتوحيد القوات المسلحة الليبية المنقسمة.
انعدام الأمن
انعدام الأمن يهدد بتقويض الانتقال السياسي
وقال الدبيبة لاجتماع برلين: إن انعدام الأمن يهدد بتقويض الانتقال السياسي، وكان قد عُين ليرأس حكومة وحدة في مارس من خلال عملية توسطت فيها الأمم المتحدة.
وأضاف: هناك مخاوف أمنية على العملية السياسية ترتكز على السيطرة المسلحة المباشرة للمرتزقة في بعض المناطق، وتواجد قوى عسكرية لها أبعاد سياسية في عدد من المناطق الليبية، ووجود لبعض العناصر الإرهابية.
مليشيات لدعم حفتر
هذا في الوقت الذي وثقت صورة جديدة انتشار عناصر الجنجويد السودانية المسلحة، في إحدى مناطق الجنوب الليبي، في إطار دعمهم لقوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.
وأظهرت الصورة التي نشرها مراسل “الجزيرة” أحمد خليفة، عبر “تويتر”، أمس السبت، عناصر الجنجويد وهم يحملون السلاح، في إحدى النقاط الأمنية بالجنوب الليبي.
كما نشر خليفة صور أخرى من بلدة هون في منطقة الجفرة (وسط البلاد)، ترصد مرتزقاً من مجموعات “فاجنر” الروسية المسلحة الداعمة لحفتر، وهو يتجول في أحد شوارع البلدة، قريباً من موقع يتمركز فيه مع عدد آخر من المرتزقة الروس.
الجيش الوطني الليبي مدعوم من مرتزقة جلبتها شركة فاغنر الروسية
مليشيا الجنجويد السودانية
ووفقاً لبعض التفسيرات السودانية، تعني كلمة الجنجويد “جناً يركب جوادًا، ويحمل سلاحًا”، وكان أول ظهور لتلك العناصر خلال الحرب الأهلية في دارفور عام 2003، حيث أيدوا حكومة الرئيس آنذاك عمر البشير.
وتطورت “الجنجويد” إلى قوات “حرس حدود”، وتم ضمها إلى قوات “الدعم السريع”، التي يرأسها حالياً محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عضو مجلس السيادة الانتقالي المقرب من الإمارات ومصر.
في الأشهر الأخيرة، وعقب استقرار نسبي يشهده السودان وانخفاض حدة القتال في اليمن، أفادت تقارير إعلامية بإرسال قوات من “الدعم السريع” إلى ليبيا للقتال بجانب حفتر.
مرتزقة فاغنر الروسية
وذكرت لجنة خبراء من الأمم المتحدة، في تقرير، أن الجيش الوطني الليبي مدعوم من مرتزقة جلبتها شركة فاغنر الروسية، وكذلك من السودان وتشاد وسورية.
انتشار قوات الجنجويد أو فاجنر يعد إخلالاً باتفاق اللجنة العسكرية “5+5”
ورغم أنه كان من المفترض مغادرتهم ليبيا، في فبراير الماضي، يستمر مقاتلو “فاجنر”، الذين يُقدَّر عددهم بـ2000 فرد، بالانتشار والعمل المستمرين عبر شرق وجنوب ليبيا، بدعم من طائرات مقاتلة أرسلتها روسيا.
ويعد انتشار قوات الجنجويد أو فاجنر إخلالاً باتفاق اللجنة العسكرية “5+5″، التي تضم 5 أعضاء من الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، و5 من طرف قوات حفتر، وتتمثل مهمتها في مراقبة وقف إطلاق النار.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف سيواجه الدبيبة معضلة انتشار مليشيا الجنجويد وفاجنر في ليبيا؟