حذر عالم النفس والخبير في التطرف الإسلامي، أحمد منصور، من إمكانية أن تشهد ألمانيا مزيدا من الهجمات على غرار هجوم الطعن بسكين في مدينة فورتسبورغ قبل أيام.
وقال منصور للقناة الإذاعية الألمانية “بايرن” اليوم الثلاثاء: “إننا لا نتحدث هنا عن حالات فردية”، لافتا إلى أنه يرى حاجة للحاق بالركب فيما يتعلق بتحقيق اندماج جيد وناجح في ألمانيا.
وأضاف: “لا يمكن رؤية هذه المخاطر في مدينة فورتسبورغ فقط”، ولكنها منتشرة للغاية في ألمانيا، مؤكدا أنه لا يمكن الحيلولة بشكل وقائي دون نشأة مجتمعات موازية وحدوث تطرف إلا من خلال الاندماج.
وأشار منصور إلى نوعية جديدة من الإرهاب خلال الأعوام الماضية، مثل حالات لم يكن للأشخاص فيها صلة مع منظمات إرهابية، ولم تكن الأيديولوجية راسخة بشكل كبير في عقولهم.
وأوضح في هذا الشأن “عدم الاستقرار، مقترنا بسمات أيديولوجية، وربما أزمة شخصية”، حيث إن “هذا المزيج يمكن أن يكون مفجرا وأن يؤدي إلى أن يكون هؤلاء الأشخاص على استعداد أيضا لإصابة آخرين باسم هذه الأيديولوجية وعدم الاستقرار”.
وحتى الآن لم يتم تحديد سبب قتل المهاجر الصومالي المشتبه به /24 عاما/ ثلاث نساء طعنا بسكين وإصابة سبعة أشخاص آخرين في فورتسبورغ يوم الجمعة الماضي، بينهم خمسة في حالة حرجة.
ويقبع الرجل في الحبس الاحتياطي، حيث يواجه اتهامات بالقتل والشروع في القتل، وإحداث إصابات بدنية، وتعمد إحداث إصابات بدنية.
ويقول المحققون في ولاية بافاريا الألمانية إنهم لم يعثروا حتى الآن على دليل على وجود دافع إسلامي أو متطرف لهجوم الطعن الذي وقع الأسبوع الماضي.
وفتشت الشرطة منزل المشتبه به الرئيسي، لكنها قالت إنه لا يوجد ما يشير إلى أن دوافعه سياسية أو دينية.
وأعلن مكتب المدعي العام في ميونخ ومكتب الشرطة الجنائية بالولاية اليوم الثلاثاء أنه “حتى الآن لم يتم العثور على أي دليل على مواد دعائية أو أي محتوى متطرف آخر”.
مسألة عدم تحديد دوافع الجاني حتى الآن، أثارت بدورها الانتقادات في ألمانيا، حيث قال الخبير أحمد منصور في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية: “تنقص شجاعة تسمية وتحليل أعمال العنف المرتكبة من قبل غير الألمان ومشاكل الاندماج لدى مجموعات معينة من المهاجرين المسلمين”. وأضاف بأن الموقف السائد في الطيف السياسي اليساري، هو الرغبة في حماية جميع المهاجرين والمسلمين. ويقول المدعون إن التحقيق الأولي مستمر، وسيتضمن تقريرا نفسيا لتوضيح ما إذا كان يجب وضع المشتبه به في مستشفى مؤمن.
وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في تغريدة “المؤكد أن هذا العمل المروّع موجّه ضد الإنسانية وكل الأديان”. لكن حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتشدد سارع لاستغلال الهجوم الذي يأتي قبل ثلاثة شهور فقط من الانتخابات العامة لتوسيع قاعدته الانتخابية.
ويواجه المتهم المنحدر من الصومال /24 عاما/ اتهامات بطعن أشخاص بشكل عشوائي في وسط مدينة فورتسبورغ الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل ثلاث نساء، وإصابة سبعة آخرين، بينهم فتاة تبلغ من العمر 11 عاما. وانتهى الحادث عندما أطلقت الشرطة النار على المشتبه به في ساقه.
ويُجرى التحقيق مع المتهم في ثلاثة اتهامات تتعلق بالقتل والشروع في القتل والتسبب في إصابات خطيرة.