نظمت البوسنة والهرسك، اليوم الأحد، فعالية لإحياء الذكرى الـ26 للإبادة الجماعية في سربرنيتسا، التي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني على يد القوات الصربية.
وشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر رسالة فيديو، في الفعالية التي أقيمت في مصنع سابق لصنع البطاريات في قرية بوتوتشاري التابعة لسربرنيتسا والذي استخدم كقاعدة عسكرية للأمم المتحدة إبان حرب البوسنة.
وشارك أيضا في الفعالية عبر رسالة فيديو أوليفر فاريلي، المفوض المكلف بسياسة الجوار والتوسع في الاتحاد الأوروبي.
كما حضر كل من عضو المكون الكرواتي في المجلس الرئاسي للبوسنة والهرسك زيليكو كومشيتش، ورئيس جمهورية الجبل الأسود ميلو ديوكانوفيتش، ورئيس مجلس الشعب في البوسنة، بكر عزت بيغوفيتش، ونائب وزير الثقافة والسياحة التركي سردار جام.
وحضر الفعالية عبر رسائل الفيديو كل من الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش، ووزير خارجية مقدونيا الشمالية بوجار عثماني، ومستشارة الأمم المتحدة الخاصة لمنع الإبادة الجماعية أليس ويريمو نديريتو، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
نتاج أهداف سياسية
وأكد العضو البوسني في المجلس الرئاسي للبوسنة، شفيق جعفروفيتش، في كلمته، على أهمية التذكير بالإبادة الجماعية وضرورة عدم السماح بنسيانها.
وأوضح أن الإبادة الجماعية في سربرنيتسا كانت نتاج لأهداف سياسية لصرب البوسنة، وأن الهدف النهائي هو إلغاء الحدود مع صربيا وتحقيق أيديولوجية “صربيا الكبرى“.
ودعا جعفروفيتش المحاكم الدولية إلى الالتزام بقراراتها ومنع إنكار الإبادة الجماعية التي اعترف بها الجنود الصرب والمتورطون في إخفاء جثث الضحايا.
وذكر أن “فكرت كيفيتش” أحد الضحايا الأطفال سيتم دفنه اليوم بجانب والده رامز كيفيتش الذي دفن قبل 10 أعوام، مشيرا أن لم شمل الأب والابن سيتم أخيرا بعد 26 عاما.
بدوره، أشار المسؤول الأوروبي أوليفر فاريلي إلى أن المدنيين واجهوا الموت في قاعدة الأمم المتحدة والتي لجأوا إليها لشعورهم بالأمان فيها.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي لم ينس مسؤوليته في الفشل بوقف الإبادة الجماعية، وأنه يواصل إرسال الرسائل سنويا التي مفادها ضرورة عدم تكرار الإبادة الجماعية.
وأضاف أن الجناة لن يبقوا دون عقاب، وأن محكمتين دوليتين وصفتا ما حدث بأنه إبادة جماعية وأنه ليس هناك مجال لإنكارها.
ومن جهته، قال حسين كافازوفيتش رئيس الاتحاد الإسلامي للبوسنة والهرسك، إن سربرنيتسا هي مكان لإحياء ذكرى الأبرياء في البوسنة الذين قتلوا أمام أوروبا.
وأضاف أن أوروبا لم ترغب في رؤية هؤلاء الأبرياء ولا تستطيع رؤية الضحايا اليوم.
وعقب الفعالية جرت مراسم دفن رفات 19 من شهداء مجزرة سربرنيتسا في مقبرة “بوتوتشاري” التذكارية (شمال شرق)، وسط تدابير وقائية من فيروس كورونا.
والشهداء الذين تم دفنهم هم: أزمير عثمانوف، حسين قورباسيج، فيسيل حمزة بيغوفيتش، محي الدين محمدوفيتش، رامز سليموفيتش، إصناف خليلوفيتش، معمر موييج، محمد بيغانوفيتش، خيرو علييج، يوسف علييج، زاييم حسنوفيتش، عاصم نوكيج، نذير داوتوفيتش، إبراهيم أفداغيتش، صالح زانانوفيتش، ميهو قره هوزيتش، فكرت كيفيريج وزيلها دليج.
وبذلك ارتفع عدد الشهداء الذين تم دفنهم في المقبرة إلى 6 آلاف و671 شهيدا.
يذكر أن القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش، دخلت سربرنيتسا في 11 يوليو 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة.
وارتكبت القوات الصربية خلال أيام مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عاما، وذلك بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم الآلاف من البوسنيين إلى القوات الصربية.