عبّرت إثيوبيا عن أسفها لما سمته “تسييس” المفاوضات الثلاثية بشأن تعبئة وتشغيل “سد النهضة”، في حين أكدت الخرطوم جاهزيتها للدفاع عن حقوقها المائية، وأنها تسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن وليس بياناً رئاسياً.
وأشار بيان لـ”الخارجية” الإثيوبية إلى أن الاتحاد الأفريقي تمكن من التوصل إلى تفاهم في كثير من القضايا، وأنه قادر على معالجة مخاوف كل الأطراف.
وأضاف البيان أن العملية التفاوضية كشفت عن التحديات التي وصفها أنها طويلة الأمد والمتعلقة بغياب معاهدة مياه وآلية لحوض النيل.
وجدد البيان التزام أديس أبابا بإنهاء مفاوضات الاتحاد الأفريقي بنجاح، وتشجيع مصر والسودان على التفاوض بحسن نية.
من جانبه، قال عضو لجنة التخطيط والبناء في المجلس الوطني لـ”سد النهضة” في إثيوبيا طلاهون إردونو: إن الاتفاقية الملزمة -التي تريدها مصر والسودان بشأن “سد النهضة”- تهدف إلى إدامة وتمديد المعاهدات الاستعمارية الأحادية التي تمنح دولتي المصب حق احتكار مياه النيل، حسب وصفه.
وأضاف إردونو أنه لا يوجد قانون دولي يمكن أن يجبر إثيوبيا على قبول اتفاقية ملزمة لملء السد، وأنه يتعين عليها مواصلة عملية المرحلة الثانية من التعبئة الأولية دون انقطاع، وفق قوله.
واعتبر أن الشعبين -المصري والسوداني- سيفهمان لاحقاً أن “سد النهضة” ليس له أي تأثير سلبي، موضحاً أن حجم الضغط الدولي سيضاءل كثيراً بعد استكمال الملء الثاني.
مجلس الأمن والدفاع السوداني يبحث الملف
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع السوداني الفريق الركن ياسين إبراهيم: إن مجلس الأمن والدفاع ببلاده استمع إلى إحاطة عن جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن “سد النهضة”.
وأضاف ياسين إبراهيم أن المجلس ناقش الخطوات العملية اللازمة لحفظ حقوق السودان، مشيراً إلى أن المجلس قرر عقد اجتماع عاجل للجنة العليا لـ”سد النهضة”، وآخر لمجلس الأمن والدفاع، بمدينة “الروصيرص”، قرب الحدود الإثيوبية، لمناقشة تطورات هذا الملف.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد قال: إن مؤسسات بلاده تحدد خياراتها في الوقت الملائم، وباتزان؛ مؤكداً أن القاهرة ستدافع عن مصلحة شعبها دون تهاون، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق، أكد الاتحاد الأوروبي دعمه لجهود الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي لحل أزمة “سد النهضة”.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، في ختام مباحثات بين شكري ومفوض الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد جوسيب بوريل: إن الاتحاد يواصل التشاور مع شركائه الدوليين في هذا الملف.