“تجربة ثرية مليئة بالصعاب”، هكذا اتفق مديرون بدور نشر كويتية شاركوا في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الثانية والخمسين المقرر أن تنتهي الخميس 15 يوليو الجاري.
وأكد مديرون بدور نشر كويتية، تحدثوا لـ”المجتمع”، أن تنظيم المعرض وموقعه رائعان، ولكن المشكلة الأكبر في قلة الجمهور، بسبب التوقيت المنعقد فيه المعرض الذي يتزامن مع الصيف حيث الحر الشديد وامتحانات الثانوية العامة وانشغال الأسر المصرية فضلاً عن الخوف من فيروس “كوفيد 19”.
قلة الجمهور
دور العرض العربية تقع في قاعة 3 بالمعرض ذات القاعات الأربع، مكان مكيف الأجواء وله تنظيم رائع يديرها شبان وفتيات من مصر بغرض التسهيل على الزوار والعارضين، وبمجرد السؤال على دور نشر الكويت المشاركة كانت الإجابة حاضرة: “من هنا يا فندم آخر الممر يمين”.
كانت نقطة البداية من دار “نوفا بلس”، لها جناح صغير يمتلئ بكثير من الكتب وبزائر واحد في وقت الحديث، وهو ما لفت له انتباهي حذيفة، مدير جناح الدار، الذي استأذني قليلاً قبل الحديث لاستغلال فرصة قدوم زائر جديد مع قدومي.
“لا نجدهم كثيراً”، قالها حذيفة باسماً لمراسل “المجتمع”، مضيفاً أن التوقيت صيف، والجو حر شديد لا يسمح بنزول المصريين من بيوتهم في وقت الظهيرة؛ وبالتالي لا نستقبل زواراً إلا بعد تلطف الأجواء عصراً أو مساءً.
“الامتحانات” مشكلة كبيرة، بحسب حذيفة، فالأسر المصرية مشغولة بدروس الطلبة وليس شراء كتب من المعرض، وبالتالي خسرناهم، وهو الشيء الذي لم يحدث من قبل بسبب انعقاد المعرض عادة في يناير من كل عام.
وانتقد حذيفة أسعار الشحن المرتفعة وإيجار الجناح المرتفع رغم أنه 9 أمتار فقط، ولكنه لا يمتلك أرقاماً محددة حول ذلك بسبب بُعدها عن إدارته في الجناح وتكفل الدار في الكويت بكل شيء في الدفع.
وعادة بحسب تقارير إعلامية متكررة مع معرض الكتاب، تثار مشكلة الأسعار مع دور النشر، ولكن إدارة المعرض تبرر أي أسعار بالمكان والخدمة المقدمة بالمقارنة بباقي المعارض الدولية، حتى إنها ترى أنها مدعومة.
حذيفة اشتكى كذلك من إقامة المعرض مع قرب دخول عيد الأضحى، موضحاً أن بعضاً من دور العرض العربية بدأت في شحن كتبها لبلادها مبكراً لمعرفتها بانتهاء المعرض مع انشغال الأسر بالتحضير للعيد بأشياء أخرى غير الكتب.
ورغم ذلك، يرى حذيفة أن المعرض صاحبه تنظيم رائع في مجمله، ولكن يضحك قائلاً: ماذا نفعل بالجو الجميل في غياب الجمهور؟!
تنظيم بالتخصص
دار نشر “الخان” كانت النقطة التالية بناء على نصيحة حذيفة، العالم جيداً بدور النشر المشاركة من الكويت، لتستقبلنا شيماء، البائعة بالجناح استقبال الباعة للجمهور، ولكن أصابتها خيبة بسيطة عندما علمت بهويتنا الصحفية لأنها تريد زائراً يزيد من مبيعاتها ولا أحد يأتي بسهولة إلى مكانها من الزوار!
“هل لا توجد دعاية تكفي لدور النشر العربية؟”، هكذا سألت شيماء، فأجابت سريعاً بالإيجاب، موضحة أن دور نشر الكويت على سبيل المثال في قاعة (3) وبجوارها دور نشر خاصة بالتراث رغم أن دارها خاصة بالروايات والإنتاج الأدبي والعلمي، ولذلك هي تدعو إلى تشكيل المعرض في الدورات المقبلة على أساس التخصص، حتى يسهل البيع والشراء وحضور الجمهور.
وتبدي شيماء سعادتها بشكل المعرض وتنظيم هيئة الكتاب للمعرض من حيث الشكل قائلة: الشكل حلو جداً، أنا مستريحة نفسياً في المكان وترتيبه لكن حزينة لغياب الجمهور.
حل يناير
الزيارة الثالثة كانت لمؤسسة “عبدالعزيز البابطين”، واستقبلنا بحفاوة مدير الجناح الشاب المصري أيمن سمرة الذي يعمل في مكتب المؤسسة بالقاهرة، مؤكداً أن الإعلام مهم في إيصال رسالة دور النشر والمؤسسات.
لا يختلف سمرة عن باقي مديري دور النشر الكويتية، فهو متفق جداً معهم في انتقاد غياب الجمهور بسبب الامتحانات والصيف وقدوم العيد، ولكنه يختلف عنهم أنه بحسب ما يقول: أعمل في مؤسسة هدفها الأول إيصال العلم للباحث والقارئ وليس الربح فقط.
ويدعو سمرة إلى إعادة الأمور إلى نصابها مرة أخرى، وعودة المعرض في يناير، حتى يستفيد الجميع وتكون المشاركة معقولة، تحفز دور النشر للإقبال على المعرض.