كتب موقع “ستراتفور” (Stratfor) أن مساعي روسيا لتقويض الظروف الإنسانية في محافظة إدلب السورية قد تؤدي إلى هجمات انتقامية من القوات التركية والجماعات المسلحة المحلية، مما قد يزيد من خطر مواجهة عسكرية روسية تركية كبرى أخرى وموجة جديدة للاجئين في تركيا.
وذكر الموقع الأمريكي أنه منذ بداية العام الجاري، كانت روسيا تضغط على الممرات الإنسانية المؤدية إلى المحافظة التي لا تزال تحت سيطرة الثوار، التي تستضيف نحو مليوني نازح سوري داخلي.
وأشار إلى أنه في فبراير 2021، قصفت الطائرات الحربية الروسية المراكز اللوجستية المرتبطة بمعبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، حيث تتدفق المساعدات الإنسانية المصرح بها من الأمم المتحدة إلى إدلب.
وبعد ذلك، خلال فصل الربيع، أشارت موسكو إلى أنها قد تمنع إعادة تفويض المعبر المهم، وهو المعبر الوحيد الذي لا يزال يعمل -بموجب تفويض من الأمم المتحدة لعام 2014- ويسمح بالمساعدة عبر تركيا، وفي 9 يوليو الجاري، صوتت روسيا لإعادة تفويض معبر باب الهوى، ولكن بشرط أن يظل المعبر الوحيد ويخضع لمزيد من التدقيق.
ويرى الموقع أنه بالتحكم في تدفق المساعدات من تركيا، تأمل روسيا وحلفاؤها في الحكومة السورية في التأثير على سلوك المسلحين في إدلب وخلق نفوذ لعقد صفقات مع الجماعات الثورية للاستسلام.
وبذلك ستكون دمشق وحلفاؤها قادرين على قطع المساعدات رداً على أي هجمات، وقد يسعون أيضاً إلى توجيه المساعدات إلى جماعات معينة توافق على الاستسلام، ولكن مثل هذه الجهود قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الأليمة بالفعل في شمال غربي سورية.
ونبه “ستراتفور” إلى أنه رداً على ذلك، من المرجح أن تهاجم تركيا والجماعات المسلحة، في إدلب، سورية وحلفاءها للضغط عليهم لضمان وصول المساعدات إليهم من دون قيود، ويمكن لتركيا ووكلائها والجماعات المسلحة المستقلة أن تهدد وقف إطلاق النار الهش في المحافظة وتصعّد هجماتها على القوات المتحالفة مع سورية على طول الجبهات الحالية، بما في ذلك استهداف القوات الروسية في محافظة اللاذقية الأبعد بالطائرات المسيرة والمدفعية.
وأضاف الموقع أنه يمكن لتركيا أيضًا استخدام سيطرتها المادية على حدود إدلب لإعادة فتح الممرات الإنسانية من دون إذن الأمم المتحدة، لكن هذا القرار الأحادي من شأنه أن يفاقم العلاقات التركية الروسية وربما يؤدي أيضاً إلى جهود التخريب الروسية ضد المعابر الجديدة.
واختتم الموقع تحليله بأنه من المرجح أن يدفع صراع عسكري أكبر المزيد من المهاجرين السوريين إلى تركيا.
وأشار إلى أن اندفاع النازحين السوريين إلى حدود تركيا من شأنه أن يزيد من حدة المشاعر المعادية لسورية لدى الأتراك القلقين من استخدام الموارد المالية المحدودة لبلدهم في التعامل مع اللاجئين.
لكن من المحتمل أن تؤدي مواجهة روسية تركية كبرى أخرى إلى موجة جديدة من اللاجئين إلى تركيا، خاصة أن المزيد من التقدم بقيادة سورية سيؤدي إلى تقليص الأراضي المحدودة بالفعل التي لا تزال تحت سيطرة الثوار.