انتقل إلى رحمة الله تعالى، أمس الجمعة، الداعية الإندونيسي عبدالله سعيد باهرمز، أحد رجالات العمل الخيري والإنساني في الجزر الإندونيسية خلال العقود الماضية، وأحد وجوه الحضارم الإندونيسيين المعروفين؛ توفي متأثراً بمضاعفات فيروس كورونا.
وقد عزَّت هيئات وشخصيات إندونيسية عديدة في وفاته، منها رابطة خريجي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، التي تخرَّج فيها باهرمز وكان من الوجوه البارزة بها، وكذلك اللجنة الإندونيسية للتضامن مع الشعب الفلسطيني (كيسبا)، ونائب رئيس مجلس الشعب الاستشاري هدايت نور وحيد.
يذكر أن عبدالله باهرمز كانت له إسهامات كثيرة في العمل الخيري والدعوي، فقد أشرف على تنفيذ مئات المشاريع الخيرية كبناء مئات المساجد في مختلف أقاليم إندونيسيا، وحفر الآبار، وبناء مشاريع تعليمية وأخرى تختص بالأيتام وابتعاث الطلبة الإندونيسيين إلى الجامعات العربية، وتوفير العلاج المجاني لمرضى العيون، من خلال هيئات أبرزها جمعية الرحمة الإندونيسية التي كان يرأسها، التي كانت مقصداً لكثير من المحسنين في الكويت والسعودية وقطر وغيرها.
كما يعد من المجموعة التي أسست حزب “العدالة”، في 9 أغسطس 1998، إثر التحول الديمقراطي في البلاد مع 52 شخصية أكاديمية ودعوية وطلابية، وهو أكبر حزب إسلامي في إندونيسيا اليوم، وكان قد رشح نفسه للبرلمان عن الحزب نفسه عام 2004 عن إحدى دوائر إقليم جزيرة بالي، التي ولد بها، في 26 مايو 1955، وتحديداً في مدينة سينغا راجا الساحلية التي تقع في الشمال الأوسط لجزيرة بالي، وفيها أحياء للمسلمين وحضور للعوائل الحضرمية منذ القدم.
كما شغل، يرحمه الله، منصب نائب الأمين العام للجنة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي في مجلس العلماء الإندونيسي، وعضو مجلس شورى جمعية الإرشاد الإسلامية، وهي واحدة من كبرى الجمعيات الإسلامية في البلاد، ومن بين الأقدم حضوراً في المشهد الاجتماعي والتعليمي، وشغل الأمين العام للهيئة الوقفية لمعهد دار السلام غونتور الشهير، وهو أكبر المعاهد الإسلامية في البلاد، ويقع في وسط جزيرة جاوة، وله أكثر من 10 فروع في مختلف محافظات البلاد.
وقد أقيمت صلاة الجنازة على الشيخ الفقيد عبدالله باهرمز في مسجد الإيمان بضاحية تشيبينانغ شرقي جاكرتا، اليوم السبت، قرب مقر مؤسسته الخيرية، بحضور شخصيات منهم زيتون رسمين ممثلاً عن مجلس العلماء الإندونيسي، وكذلك بختيار ناصر، رئيس مجلس العلماء والمثقفين المسلمين الإندونيسيين، وغيرهما من الشخصيات الدينية والاجتماعية، ووري جثمانه الثرى في حرم معهد الرحمة ببلدية ليباك وانغي بمحافظة سيرانغ بإقليم بانتن جنوب غرب جاكرتا، أحد المعاهد الإسلامية التي أسسها.