رجحت وكالة «فيتش سوليوشنز» أن يحقق سوق الأدوية في الكويت نمواً معتدلاً خلال الـ5 سنوات المقبلة بدعم من عدة عوامل، إلا أن عدد السكان الصغير نسبياً في البلاد والزيادة المتوقعة في استخدام الأدوية الجنيسة قد يعيقان نمو السوق.
وأشارت الوكالة في تقرير إلى أن تغيير التركيبة السكانية في الكويت والتحسن في القطاع الصيدلاني المحلي واتفاقيات الشراكة المتزايدة بين القطاعين العام والخاص ستدعم خطط التنمية الاقتصادية والقطاع الصحي على مدى السنوات الخمس القادمة، متوقعة أن تتطلع شركات أدوية كبرى إلى الاستفادة من شراكات مع شركات أدوية كويتية ما يعزز توقعاتنا للإنفاق على الأدوية والمستحضرات الطبية في البلاد.
وقالت الوكالة، في تقرير: «نتوقع وصول مبيعات الأدوية في الكويت إلى 650 مليون دينار (ملياري دولار) في عام 2021 بنمو سنوي 5.7%، كما نتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 740 مليون دينار (2.3 مليار دولار) بحلول عام 2025، و880 مليون دينار (2.8 مليار دولار) بحلول عام 2030، وهو ما يمثل معدلاً سنوياً مركباً لـ5 سنوات و10 سنوات يبلغ 3.8 % و3.6% على التوالي».
وأضافت: «النمو الطويل الأجل لسوق الأدوية في الكويت سيكون مدفوعاً بمجموعة من التغييرات الديمغرافية والوبائية والتوسع في توفير الرعاية الصحية الخاصة والعامة».
وأوضحت أن العدد المتزايد من الشراكات مع شركات صناعة أدوية متعددة الجنسيات ستساهم في تطوير قطاع الأدوية في الكويت وزيادة الوصول إلى منتجات دوائية مرتفعة القيمة، مذكرة أنه في بداية الشهر الحالي أعلنت شركة محلية لتوزيع الأدوية وشركة أدوية بريطانية عن اتفاقية شراكة لتوزيع أدوية في الكويت، وستسمح هذه الاتفاقية للشركة المحلية باستيراد وتخزين وتوزيع مجموعة واسعة من منتجات الشركة البريطانية الدوائية على نطاق واسع في الكويت».
نمو متزايد
وتابعت «فيتش سوليوشنز»: «قطاع الدواء والاستشفاء يشهد نمواً في الكويت كباقي دول المنطقة ويشهد القطاع الصحي في البلاد مزيدا من مجالات الأمراض المزمنة مثل القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري، لذلك نتوقع أن يستفيد كبار صانعي الأدوية في العالم من الفرص الجاذبة في الكويت وإطلاق منتجات دوائية مبتكرة تركز على تلك المجالات العلاجية الرئيسة».
وتوقعت الوكالة أن تستمر القدرة على إنتاج أدوية مبتكرة محلياً في الكويت جنباً إلى جنب مع تحسين الضوابط التنظيمية لجذب شركات الأدوية المتعددة الجنسيات إلى البلاد، مذكرة أنه في مايو الماضي أعلنت وزارة الصحة عن اتفاقية شراكة بيت مختبرات «إبوت» والشركة الكويتية السعودية للصناعات الدوائية لتصنيع 26 منتجاً في الكويت اعتباراً من الربع الأول في عام 2022.
وأردفت: «هذه الشراكة تمثل علامة فارقة للكويت مع شركة أدوية دولية للتصنيع المحلي، ويتماشى هذا التطور مع اتجاه جديد في جميع أنحاء المنطقة لزيادة إنتاج الأدوية المحلية وتحسن قطاع التصنيع الدوائي تدريجياً وزيادة الإنفاق على الأدوية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
زادت الوكالة: «وعلاوة على ذلك فقد أصدرت الحكومة الكويتية في أوائل العام الحالي ضوابط جديدة لبيع الأدوية وتسعيرها لتحسين حماية الملكية الفكرية وبراءات الاختراع، وسيشكل ذلك حافزا لمزيد من الاستثمارات في القطاع الدوائي ونمو السوق».
وختمت «فيتش سوليوشنز»: «ومع ذلك لا تزال قوانين حماية الملكية الفكرية في الكويت متأخرة إلى حد كبير مقارنة بالمعايير العالمية، كما أن سياسة الكويت الحمائية المتزايدة قد تشكل تحديا لجاذبية البلاد من قبل شركات صناعة الأدوية المبتكرة الأجنبية ما قد يشكل عاملا سلبيا على توقعاتنا المتعلقة بسوق الدواء في الكويت».