لم تكن سنوات الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عاماً عائقاً أمام الشباب الفلسطيني بالقطاع الذين أصروا على كسر هذا الحصار والتغلب عليه بأفكارهم المتعددة، وأذهلوا العالم بإمكانياتهم على العيش والعمل والتطور وصولاً للمنافسة في الأسواق العالمية.
ونتيجة للأوضاع التي يمر بها قطاع غزة وكثرة الحروب والاعتداءات “الإسرائيلية” عليه وما تتركه من آثار ومخلفات للقذائف والقنابل التي يلقيها جيش الاحتلال ولم تنفجر، فقد كان هذا فكرة لمهندسي مؤسسة شعاع للعلوم والتقنيات الذين سارعوا الوقت لإنجاز روبوت ليكون الأول من نوعه بغزة ويعمل على الكشف عن الأجسام المتفجرة وإطفاء الحرائق.
المهندس أحمد مقبل، مدير عام المؤسسة، قال لـ”المجتمع”: إن فكرة الروبوت لم تكن وليدة اللحظة، وإنما جاءت نتيجة جهد استمر 5 سنوات تخللها تصنيع العديد من الروبوتات الصغيرة.
وأضاف مقبل: بدأت الفكرة تتكون من خلال سلسلة المخيمات والمسابقات العلمية التي تطلقها المؤسسة لرعاية الموهوبين في قطاع غزة، موضحًا أنه خلال تلك المخيمات تم إنتاج ربوت للإطفاء ونجح في إنجاز المهام الموكلة إليه.
وأشار إلى أن آلية عمل الروبوت يمكن التحكم به بشكل سلكي أو لا سلكي، ويشتمل على ذراع آلية وأخرى للتعامل مع الأجسام المشبوهة تتحرك هذه الذراع على جميع الاتجاهات، كما يوجد في الروبوت خرطوم لضخ المياه من سيارة الدفاع المدني.
ولفت إلى أن ربوت “شعاع” يستطيع الدخول إلى المناطق الخطرة التي يصعب على رجال الدفاع المدني الدخول إليها وتشكل خطورة عليهم، بالإضافة إلى أنه يقلل من نسبة المخاطرة لأفراد وحدات هندسة المتفجرات.
وبحسب مقبل، فإن الروبوت يتميز باستطاعته حمل أوزان تصل إلى 50 كيلوجراماً، كما أنه يحتوي على مجرفة أمامية لإزاحة العوائق من أمامه.
وأضاف أن الفترة المحددة لصناعة الروبوت تتراوح بين الأسبوعين والشهر، لكنه مع ضعف الإمكانات استغرقت النسخة النهائية 5 أشهر، مؤكداً توافر الإمكانات يساعد بشكل كبير على إتمام أي مشروع بشكل سريع.
وأوضح أن قلة المواد الخام، بالإضافة إلى عدم تمكنه من الحصول عليها بشكل مستمر، أعاقا إنتاج الروبوت “شعاع”، كما أنه يقف حائلًا دون إنتاج نسخ جديدة سواء منه أو لتخصصات مختلفة.
وأكد أن نسخة ربوت “شعاع” لن تكون الأخيرة، بل سيقوم هو وفريقه بالعديد من المشاريع الأخرى المشابهة والمتخصصة في مجالات مختلفة، معرباً عن أمله في أن تحصل مؤسسته على التمويل الكافي لإنتاج المزيد من الروبوتات التي تساعد في مختلف المجالات الحياتية.