بالقرب من الأرض المباركة “سيناء”، وبالتحديد في مقابر الجيش الثالث الميداني، أبرز قطاعات الجيش المصري، وبالبعد عن مدينة السويس الباسلة بحوالي 70 كيلومتراً، ينبض نبض شهداء دولة الكويت الأبرار، خلال حرب العاشر من رمضان/ السادس من أكتوبر 1973م، بجوار شهداء مصر والعرب، فهم جميعاً أحياء عند ربهم يرزقون.
هنا يروي التاريخ أمجاد أبطال ملاحم بلاد الحكمة والذهب الأسود، وتلاحم الدماء الكويتية والمصرية، دفاعاً عن الأرض والحرية في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب، لا فرق بين مصري وكويتي، ضابط أو جندي، سواء في لافتة تقول هنا شهداء دولة الكويت للتعريف والتكريم والتقدير.
نرصد الموقع والسياق في هذا التقرير في إطار دعم “المجتمع” لمطلب تكريم الشهداء والاهتمام المشترك بهم الذي جدده كثيرون في الفترة الأخيرة، من أجل الاهتمام بشواهد قبور شهداء الكويت في مصر، وإصدار كتاب توثيقي عن هؤلاء الشهداء لتضمن لاحقاً معلوماته ضمن المناهج الكويتية والمصرية.
زيارات لذوي الشهداء
5271 شهيداً من أشجع من أنجبت مصر والعرب، يتوسدون التراب في مقابر الجيش الثالث الميداني، يراقبون من عالمهم عالمنا الذي تغير كثيراً، في انتظار زيارة لا تأتي إلى المنطقة العسكرية الأبرز بمصر إلا في أعياد أكتوبر وتحرير سيناء والفطر والأضحى، في حين يمكن لأبناء الكويت زيارة ذويهم في أي وقت خارج هذه الأعياد.
وبحسب التقارير المتواترة، فإن عدد شهداء الكويت في حرب أكتوبر وما سبقها من حرب الاستنزاف وصل إلى 42 شهيداً من رتب مختلفة، منهم 14 شهيداً في حرب أكتوبر، بحسب بعض التقارير.
وتتكرر الزيارات من أسر وأبناء شهداء الكويت إلى مصر، لإلقاء النظرة على شواهدهم المسجلة بأسمائهم في المكان المخصص لشهداء دولة الكويت.
ومن أبرز الزيارات، بحسب تقارير إعلامية، زيارة في 22 أكتوبر 2014م، ترأس فيها وفد أسر وأبناء شهداء الجيش الكويتي المشارك في حرب أكتوبر 1973م العقيد الركن منصور علي الخليل، حيث زاروا سوياً مقر الجيش الثالث الميداني بمدينة السويس المصرية، حيث مقابر الشهداء.
وكان في استقبال الوفد رئيس أركان الجيش الثالث الميداني بمصر وقتها العميد أركان حرب محمد عبدالمنعم مصطفى، وأقيمت للوفد مراسم استقبال رسمية لحظة وصوله، ثم زار الوفد قاعة شهداء حرب أكتوبر 1973م لمشاهدة صور وأسماء الشهداء الذين شاركوا في انتصار حرب أكتوبر.
وسجل العقيد الخليل كلمة وقتها في سجل الشرف أعرب فيها عن سعادته للمشاركة في احتفالات ذكرى الانتصار بحرب أكتوبر1973م، بعدها توجه الوفد لزيارة قبور ذويهم لقراءة “الفاتحة” على أرواح شهداء جيشنا الباسل.
اهتمام سنوي
ويرقد شهداء دولة الكويت في الجزء الأول من مقابر الجيش الثالث الميداني في الكيلو 61 بطريق السويس القاهرة، حيث يرقد معهم 2536 شهيداً مصرياً، بينهم 1064 جندياً مجهولاً، لم تتحدد هويتهم.
والمقابر رخامية، متراصة بجوار بعضها بعضاً، محفور عليها اسم كل شهيد وتاريخ استشهاده، وتتخلل المقابر مساحات خضراء، فيما يرمز لشهداء دولة الكويت بلافتة خضراء مميزة أمام شواهد قبورهم كما حدث مع شواهد أبناء فلسطين والمغرب.
وتشهد المقابر في الذكرى السنوية لحرب أكتوبر، تحديداً، مراسم خاصة واهتماماً واضحاً، يشارك فيها سفير دولة الكويت بالقاهرة محمد صالح الذويخ، حيث يتم وضع أكاليل زهور على شواهد القبور وقراءة سورة “الفاتحة” على أرواح الشهداء الأطهار.
وبحسب رصد مراسل “المجتمع”، فإن وسائل الإعلام المصرية تهتم في هذا الوقت فقط بتسليط الضوء على شهداء دولة الكويت، للتأكيد على قوة العلاقات المصرية – الكويتية.
رابط زيارة العام 2018م: https://www.youtube.com/watch?v=fE_0PGgyuoU
كما شهدت المقابر، عقب ثورة 25 يناير 2011م، اهتماماً خاصاً من الشباب وأهالي المحافظة الأبرز في مقاومة الكيان الصهيوني، حيث نظموا العديد من الزيارات للمقابر، لقراءة “الفاتحة” على أرواح جميع الشهداء، ووضع أكاليل الزهور على شواهدهم تكريماً وتقديراً.
وفد أسر وأبناء الشهداء مع قيادات الجيش الثالث الميداني