يتوجه عشرات الآلاف من الفلسطينيين من المدن الفلسطينية إلى الداخل الفلسطيني عام 48، عبر فتحات الجدار، وتحمل مشاق العبور ومخاطر إلقاء القبض عليهم، وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، والملاحقة عبر الدوريات العسكرية، وفرض مخالفات عليهم أثناء تواجدهم في الداخل.
لكن خلال تواجد الآلاف منهم في الداخل كانت هناك طواهر سلبية عكست صورة مشوهة عن الزوار مع أنها لا تمثل المجموع.
وتعليقا على هذا الأمر قال د.إياد جبور من نابلس المحاضر في كلية الدعوة الإسلامية في محافظة قلقيلية: “السياحة في فلسطين المحتلة عام 48 فعل مباح شرعا، ولكن لا بد من مراعاة أن إباحة السياحة لا تعني إباحة الفجور والمعاصي والتعري والخلوات المحرمة، وضرورة اختيار مواقع بعيدة عن شواطئ العري حفظا للدين والعرض والشرف”.
وأضاف أن “الملايين التي تنفق في مثل هذه الرحلات تصب في خزينة غاصب الأرض؛ لذا يجب أن يكون الحرص بحفظ الأموال بكل الطرق، وأن تكون دن الحد الأدنى”.
أما د. ياسر حماد فقال: “فلسطين كلها وطننا، والوصول إليها لمن استطاع إليه سبيلا، وعلى كل زائر أن يكون قدوة لغيره؛ فتلك الأرض التي هجرها أهلها من خلال إرهاب العصابات اليهودية، لها في نفوسنا مكانة خاصة، ونحن نشجع الوصول إليها وأن نتجاوز كل السلوكيات الخاطئة والسلبيات التي تسيء لنا كشعب صاحب قضية ورسالة؛ فمشهد الجموع في شوارع المدن الفلسطينية له تأثيره النفسي الكبير، ويشيع التفاؤل بالعودة القريبة إلى الديار؛ فالأجيال التي تزور مناطق الداخل وتعلم من الكبار أن هذه الأرض لنا لها قيمة كبيرة، ويجب ألا نركز على بعض الظواهر السلبية، مع أننا نحذر منها، وأنها لا تليق بنا كشعب تحت احتلال”.
مرحلة مختلفة
من جهته قال صاحب أحد المشاتل جنوب قلقيلية -رفض الكشف عن اسمه-: “لدينا في منطقة المشاتل أكثر من 100 كاميرا مراقبة، وعندما أشاهد الجموع من المواطنين وهي تدخل الفتحات من نساء ورجال وصغار وكبار السن أشعر أننا في مرحلة مختلفة؛ فهذه المنطقة كان لا يقترب منها أحد، أما اليوم فهي ممر لعبور الآلاف رغما عن الجيش ووحدات الحراسة التي تطلق النار وقنابل الغاز، وتأتي وحدات متخصصة مثل وحدة اليسام المتخصصة بالقمع، وهذا لا يجدي، ووصل الأمر أن يطلب المواطنون من الجنود الذهاب حتى يمروا من الفتحات، ولا يخافوا منهم؛ فالأمر كما قلت أصبح مختلفا، وهيبة الجدار انهارت مع إصرار الزوار على الدخول، وإذا أغلقت فتحة يتم فتح فتحات إضافية، فيوميا يتم فتح فتحات في الجدار، وتصبح ممرا لكل من يريد الدخول”.
وأضاف: “في هذا العيد ارتبك الجيش ووحدات الحراسة وأصبح الزوار من خلفهم ومن أمامهم، وعلى امتداد طابور طويل من المواطنين والجنود وصل بهم الأمر إلى الوقوف وعدم الحراك والانسحاب من المكان، فقد استسلموا للواقع”.
ويروي الزوار مشاهد مضحكة مع حراس الجدار منها أنهم يطلبون من الزوار الذهاب إلى فتحات بعيدة عن أنظارهم ويرشدونهم إليها، ومنهم من يطلب عشرة شواكل على الشخص مقابل الدخول، إضافة إلى دخول الفتحة من أمام المجندات رغم صراخ المجندات عليهم ولا يكترثون لصراخهن، وبعض الشبان يدخلون بعربات تجرها الدواب في تحد واضح لكل إجراءات الاحتلال الأمنية”.