الشيخ المصري محمد حسان عاد بقوة، الأحد 8 أغسطس، ليفرض نفسه على المشهد العام المصري في شهادة جديدة أمام القضاء المصري تضاف لشهادة مثيرة للجدل لرفيقه في الدعوة السلفية بمصر الشيخ محمد حسين يعقوب، مؤخراً، على خلفية نظر الدائرة الخامسة إرهاب لقضية تعرف إعلامياً بـ”داعش إمبابة”.
في صالحنا
وكشفت المحامية سحر علي، عضو هيئة الدفاع عن المتهمين، في تصريح “المجتمع”، أن مجمل شهادة الشيخ حسان في صالح تبرئة المتهمين الذين لا يوجد بحقهم وقائع في القضية، بشكل أكبر من شهادة الشيخ محمد حسين يعقوب.
وأضافت أنها كانت صاحبة طلب استدعاء الشيخين إلى المحكمة ليوضحوا للقضاء ماهية الأفكار التي دعوا لها بشكل ما في وقت من الأوقات، وهي ما تعلق بها بعض الشباب دون ارتكاب أفعال مؤثمة، وبالتالي كانت الشهادة وثيقة مهمة في الدعوى.
وأشارت إلى أنه مع الاختلاف مع بعض الأفكار التي يطرحها الشيخان، ومنها ما طرحه الشيخ حسان في شهادته أمام المحكمة، إلا أنه ذكر ما ينفي عن المتهمين صفة الإرهاب، وأوضح طريق وطريقة الجهاد تحت راية الدولة المصرية.
وأكدت أن الاستجوابات لم تضر الشيخين ولم تسبب لهما أي إساءة داخل دار القضاء، ولكنها غير مسؤولة عما تبع نقل آرائهم في الأوساط الإعلامية والهجوم الذي تلى ذلك عليهما، مشيرة إلى أن ما يهمها هو ما دار في أروقة المحكمة.
وأدلى الشيخ محمد حسان، يوم الأحد، للمرة الأولى في حياته أمام محكمة أمن الدولة المنعقدة بمجمع سجون طرة؛ لسماع شهادته، بعد نحو 3 أسابيع من سماع شهادة الشيخ محمد حسين يعقوب كشاهد في القضية، بعد أن طلبت المحامية سحر علي سماع شهادتهما بحق المتهمين الذين قالوا: إن المعتقدات التي ساروا على نهجها قائمة على أفكار الشيخين حسان، ويعقوب.
انتقاد لـ”داعش”
وأوضح حسان أنه تخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة ولم يدرس بالأزهر الشريف، ولكنه حصل على ماجستير ودكتوراه في فقه السُّنة.
واتهم حسان “داعش” بأنها جماعة وحشية مبنية على ذبح الأعناق والحرق بدون أي دليل من الكتاب والسُّنة، قائلاً: هي من الخوارج، وكل الجماعات التي تستحل دماء إخواننا من الجيش والشرطة فهي جماعة منحرفة عن سُنة رسول الله.
وحضر الرئيس المصري الراحل د. محمد مرسي وقائع المحاكمة بعدما عرضت المحكمة مقطع فيديو للشيخ حسان في مؤتمر دعم سورية في فترة حكم الرئيس الراحل، يدعو فيه إلى الجهاد، ويطالب الرئيس محمد مرسي بالتحرك قبل فوات الأوان، وهو الفيديو الذي فسره حسان بأنه موجَّه للحكام وليس لعموم الناس؛ لأنه يؤمن بالجهاد تحت راية الدولة المصرية.
تمنيات بالصلح
وحول موقفه من الإخوان، أوضح حسان أنه انتخب الإخوان وأيدهم وكان دائم النصح لهم، ولكن الجماعة لم توفَّق في حكم البلاد رغم توليها العديد من المناصب، لأن الجماعة لم تستطع أن تنتقل من مرحلة فقه الجماعة إلى فقه الدولة، ولم تستطع أن تنتقل من مرحلة سياسة الجماعة الواحدة إلى حكم الدولة ذات الطيف المتعدد.
وقال، بحسب ما نقل عنه في تقارير إعلامية متواترة: كنت أتمنى عندما حدث الصدام، أن يكونوا (الإخوان) قد استلهموا درس ما فعله الحسن بن علي عندما تنازل عن الخلافة لمعاوية وله الحق فيها، حقنًا للدماء.
ووصل محمد حسان إلى مقر المحاكمة مستنداً إلى شقيقه محمود حسان عند ترجله نحو مقر المحاكمة كونه يعاني من وعكة صحية منعته من الامتثال للشهادة أمام المحكمة على مدار 4 جلسات متتالية، وأحضرت المحكمة له كرسياً، حيث إنه كان يضع قسطرة.
وعقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، وعضوية المستشارين عصام أبو العلا، وغريب عزت، وسعد الدين سرحان، وأمانة سر أشرف صلاح، وأحمد مصطفى.
جدل حاد
وساد جدل حاد بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمصر رداً على شهادة حسان.
واهتم الإعلامي المصري عبدالفتاح فايد بما قاله عن الإخوان في شهادته، لكنه طالب من متابعيه عدم الإساءة للشيخ في الرد.
وعلق أحد متابعيه ويدعي الجبالي أبوريح قائلاً: للأسف حسان سفَّه موقف الإخوان، ولم يسفِّه تجرؤ العسكر على الدماء والأموال والأعراض، بحسب تعبيره.
وأعرب المحامي محمد منصور بدران عن دهشته من ورود الإخوان في الشهادة من أساسه قائلاً: القاضي وهو ليس من الإخوان يسأل الشيخ محمد حسان وهو أيضاً ليس من الإخوان في قضية لا يوجد فيها ولا متهم من الإخوان! ولا يحاكَم فيها أحد من الإخوان! ولا يوجد في قرار الاتهام الصادر من النيابة العامة أي إشارة للإخوان! فلماذا يسأله عن الإخوان؟! وما صلة هذا السؤال بموضوع الدعوى؟ أمْ تحولت المحكمة إلى برنامج ندوة للحوار؟!
ولم يسلم حسان من نقد أنصار السلطات المصرية الحالية، وانتقدت صفحة “محبي الرئيس عبدالفتاح السيسي والجيش والشرطة المصرية” على موقع “فيسبوك” نفي حسان عدم وجود علاقة له بالسياسة، مؤكدة أنه كان شريكاً للنظام السابق في إشارة إلى حكم الرئيس الراحل د. محمد مرسي.
وسخرت الصفحة من شهادته في المحكمة، مؤكدة أنه كان قاب قوسين أو أدنى من دعمه لبيان 30 يونيو 2013م، وهو البيان الذي استند إليه النظام الحالي بالإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي.