انتقل إلى رحمة الله تعالى الداعية والمربي أمير منظمة “حفاظة الإسلام بنجلاديش” شيخ الحديث العلامة جنيد البابونغري، اليوم الخميس، عن عمر ناهز 68 عاما.
رحمه الله وثبَّت قلوب محبيه غير مضيعين ولا مفتونين.
كان الفقيد –رحمه الله تعالى– علماً من أعلام بنجلاديش، نذر نفسه لنصرة الحق والدين، وخدمة المسلمين، ونشر قيم الإسلام العليا، وكان مثالاً في التضحية والعطاء، وقمّة في الثبات، صادق اللهجة والبيان، يشيع الأمل في النفوس أينما حل، ويغرس حبه في القلوب دون استئذان، كان معروفاً بمواقفه المشرفة في قول الحق والوقوف بوجه المظاهر السلبية في المجتمع، وداعياً إلى الخير والفضيلة.
سيرة ومسيرة
ولد الشيخ جنيد البابونغري عام 1373هـ الموافق 1953م في قرية بابونغر، فاتيكشري بشيتاغونغ. كان والده المرحوم حضرة العلامة أبو الحسن -رحمه الله- من أبرز علماء بنجلاديش، كان صاحب “تنظيم الأشتات شرح مشكاة المصابيح”.
تلقى جنيد البابونغري تعليمه الابتدائي في مدرسة عزيز العلوم بابوناغار، ثم أكمل مرحلة دورة الحديث (المعادل للماجستير) بالجامعة الأهلية بدار العلوم هاتهزاري، ثم سافر إلى باكستان، والتحق بدار العلوم، ثم عاد إلى الوطن بعد حصوله على درجة أعلى في علم الحديث.
المسار المهني
في بداية مسيرته المهنية، انضم جنيد البابونغري إلى مدرسة عزيز العلوم بابونغر كمحدث، ثم في عام 2005 انضم إلى جامعة هاتهزاري -المعروفة في سائر أنحاء البلاد بأنها أعلى مؤسسة للتعليم الإسلامي في البلاد- كمحدث. كما تم تعيينه أمينا للتعليم في الجامعة. وقد تم القبض عليه واحتجازه لفترة طويلة بعد “حادثة شابلا” بالعاصمة يوم 5 مايو 2013، وهو أمين عام للجامعة. وفي عام 2017 تمت ترقيته إلى منصب شيخ الحديث لتلك الجامعة.
وبعد وفاة العلامة الشيخ أحمد شفيع رحمه الله، تولى العلامة جنيد البابونغري رئاسة حركة “حفاظة الإسلام بنجلاديش”، وكان قد شغل قبل ذلك منصب الأمين العام لحفاظة الإسلام لفترة طويلة.
وقد أصبح معروفًا على نطاق واسع في الداخل والخارج بأمير لحركة حفاظة الإسلام، خاصة عندما فضل قسم من أعضاء “حفاظة الإسلام” التوصل إلى حل وسط مع الحكومة الحالية، فنوقش موقف البابونغري القوي المناهض للحكومة على نطاق واسع.
وفي خضم التوترات المحيطة بزيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى بنجلاديش في 26 مارس من هذا العام، كانت هناك إضرابات في البلاد واشتباكات عنيفة مع الشرطة. وتم القبض على بعض زعماء “حفاظة الإسلام”، حتى أعلن أمير الحفاظة حل اللجنة المركزية للمنظمة بعد عقد عدة اجتماعات مع الحكومة.