حذّر رئيس جمعية بشائر الخير د. عبدالحميد البلالي من تغلغل ظاهرة تعاطي المخدرات بين صفوف فئة الطلبة، سواء في المدارس الثانوية أو الجامعة، مشيراً إلى أن «فئة تجار المخدرات والعصابات تركّز على طلبة الثانوية الذين يشكّلون مع طلبة الجامعة نسبة 77% من المدمنين»، وأن «خطورة المخدرات كالشبو والكيميكال تكمن في رخص ثمنها وتأثيرها على العقل مباشرة، ولهذا نجد أن أكبر جرائم حدثت في تاريخ الكويت الحديث كانت بسبب تعاطي الشبو والكيميكال».
95 % النسبة العالمية لانتكاسة المتعافين.. وفي «بشائر الخير» لم تتجاوز 20
وقال البلالي، في تصريح لـ«الراي»: إن عدد متعاطي المخدرات في البلاد يقدر بنحو 40 ألف متعاط من الكويتيين وغير الكويتيين، لافتاً إلى أن «الجمعية تعاملت مع آلاف السجناء ونزلاء المشافي، ولكنّ الملتزمين في مواصلة العلاج بعد التعافي قرابة من 600 إلى 700 شخص ممن أقلعوا عن التعاطي، وهذا لا يعني أنهم هم الوحيدون الذين أقلعوا فهناك غيرهم الكثيرون».
وبيّن أن «نسبة قضايا الإدمان قبل الغزو كانت لغير الكويتيين أكثر منها للكويتيين، بينما بعد التحرير أصبحت قضايا الكويتيين أكثر من غير الكويتيين»، مشدداً على أن «قضية الإدمان بشكل عام تستحق الاهتمام، كون المخدرات تعد أكبر مشكلة اجتماعية في الكويت».
أعمار المتعاطين
خطورة المخدرات المنتشرة بين الشباب تكمنُ في رخص ثمنها وتأثيرها على العقل مباشرةً
وحول أعمار المتعاطين، أوضح أن «الأعمار اختلفت، ففي البداية كنا نتعامل من عمر 35 عاماً فما فوق، وكانت أنواعها تنحصر في الحشيش والمخدرات الطبيعية التي تأتي عن طريق الزراعة في موسم واحد والهيرويين، لكن هذه النظرة تغيّرت تماماً بعد عام 2000 فباتت أعمار المتعاطين تبدأ من 15 عاماً فما فوق، وبدأت أنواع المخدرات تختلف، فكل من يأتينا الآن يتعاطى الشبو والكيميكال ولاريكا والكبتاغون، وهذه الأنواع أخطر وأرخص بكثير للمنخرطين في هذه التجارة التي تعد ثالث أكبر تجارة في العالم بعد النفط والسلاح».
التحفيز الروحاني
وعن طريقة العلاج المتبعة في الجمعية، قال البلالي: «ذهبت لكل دول العالم للبحث عن طرق لعلاج المخدرات، ووجدتها تعتمد طريقة لن تكن فاعلة على الأقل بالنسبة لمجتمعنا، وتوصلنا إلى طريقة “S.M.M” (التحفيز الروحاني) التي سجلناها كبراءة اختراع في المكتبة الوطنية بعد دراستنا لكل طرق العلاج في العالم، ومضى علينا 28 سنة ونتائجنا بفضل الله كبيرة جداً»، مردفاً بالقول: «جربنا الترهيب بقانون ولم يثمر، وجربنا التخويف من الآثار الاجتماعية أو الصحية ولم يثمر، ولكن الحافز الإيماني أثمر بشكل كبير، وقد وجدنا أن نسبة نجاح المصحات العالمية تقارب 13.2%، لكن نسبة نجاحنا نحن في “بشائر الخير” تتجاوز 75%».
في الكويت 40 ألف متعاط حالياً من مواطنين ومُقيمين
دور الأسرة
وحول نسب الانتكاسة، قال: إن «النسبة العالمية للانتكاسة (بعد العلاج) تقارب 95%، بينما نسبة الانتكاسة في طريقة جمعية “بشائر الخير” لم تتجاوز من 15 – 20%، وهذا لا يعني أن لدينا عصا موسى، فالأمر يحتاج أن يتعاضد الجميع، ولا بد من تعاون أسرة المتعاطين»، مشيراً إلى أن «العالم كله يشهد زيادة في تعاطي المخدرات، ولا يكاد يخلو بيت من متعاط».
الإدمان يزداد في الكويت
وحذّر البلالي من أن «التعاطي والإدمان يزيدان في الكويت، مثل بقية دول الخليج بمعدل خطير جداً» موضحاً أن «دراسات الجمعية تقول: إن السبب الأول هو تخلي الأبوين عن دورهما التربوي مع الأبناء، وقلة الإرواء العاطفي والقيمي، وقلة الاحتكاك بينهما ما يجعل الأبناء يذهبون لأماكن أخرى لاستكمال النواقص بينهم، وليس الخلاص بطرد المتعاطين أو التبرؤ منهم، بل الحل يتمثل في العلاج ويجب ألا نبخل بالأموال في العلاج، لأن المتعاطي يمكن أن يدمر أسرة بأكملها».
الملتزمون في مواصلة العلاج مع جمعيتنا 700 شخص
الإدمان في سنّ مبكرة
كشف البلالي عن دراسة أشركت فيها الجمعية 600 مدمن، وتم سؤالهم سؤالاً واحداً مفاده «متى بدأتم الإدمان؟»، وكانت النتيجة:
– 38.2% تتراوح أعمارهم بين 14 و19 عاماً.
– 33.7% بين 20 و25 عاماً.
– 28.2% بين 26 و42 عاماً.
أكبر مشكلة بعد الغزو
وبيّن البلالي أن «بداية عمل الجمعية كانت بعد التحرير من مجموعة شباب في محاولة منهم للمساهمة مع الحكومة لإعادة البناء، وبعد بحث قرابة عام كامل وجدنا أن أكبر مشكلة هي مشكلة المخدرات التي زادت كثيراً بعد الغزو».
بعد الغزو باتت نسبة قضايا إدمان الكويتيين أكثر من المقيمين
كلبشة للمتعاطين أثناء النوم!
وأكد البلالي أن «هناك أولياء أمور متعاطين يحرصون على إغلاق كل الغرف بالقفل بوجه أبنائهم المدمنين، وهناك رجل مسن في الثمانينيات أخبرني أنه لا ينام حتى يضع في يدي ابنه الكلبشات، لكي يأمن شره، وعندما استغربت هذا الأمر، أخبرني بأنه إن لم يفعل ذلك من الممكن أن يعتدي هذا الابن على أخته أو أمه»، لافتاً إلى أن «متعاطي الشبو عندما يأتيني في المكتب برفقة والديه يقسم لي أنه لا يعرف إذا كان هذا أبوه أو أمه أم لا».
مُتعاطٍ كاد يقتل أمه وأخته!
روى البلالي قصة أحد المتعاطين طرده والده من المنزل، وعند حدوث تواصل هاتفي بين البلالي ووالد المتعاطي أخبره ولي الأمر أن ابنه كاد أن يقتل أمه وأخته ويذبحهما، لأنه يريد أن يسرق الأموال من البيت، ولم تنقذهما سوى أخته الثانية، فيما مات هذا المتعاطي بعد أسبوع بجرعة زائدة.