أشادت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، اليوم الخميس، بتشكيل قوة مشتركة من الجيش الليبي ومليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لتأمين النهر الصناعي.
والثلاثاء، اتفق طرفا التماس على تشكيل قوة مشتركة من الكتيبة 166 التابعة للجيش، وكتيبة طارق بن زياد، بقيادة أحد أبناء حفتر، وذلك لتأمين النهر الصناعي، بحسب ما أعلنته الكتيبة 166 عبر صفحتها على فيسبوك، الأربعاء.
وقالت البعثة الأممية، في بيان، إن هذه الجهود التي بُذلت بالتنسيق مع اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5) تمثل “خطوة بالغة الأهمية نحو توحيد المؤسسة العسكرية والدولة“.
والنهر الصناعي تم إنشاؤه عام 1983، وهو مشروع ضخم لنقل المياه الجوفية من الصحراء إلى المدن والمناطق الزراعية، وينقل نحو 6.5 ملايين متر مكعب من المياه العذبة يوميا إلى المدن الرئيسة الكبرى، انطلاقا من آبار ضخمة جنوب شرقي، وجنوب غربي البلاد.
وفي الآونة الأخيرة، تعرضت منظومة مياه النهر الصناعي للإغلاق من جانب مسلحين يرفعون مطالب، بينها إطلاق سراح مسؤول من نظام الزعيم الراحل معمر القذافي، من السجن.
ولسنوات، عانى البلد الغني بالنفط صراعا مسلحا، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت مليشيا حفتر حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليا.
وقال المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيتش، إن “هذه الخطوة من شأنها أن تبعث برسالة قوية لليبيين والجهات الدولية الفاعلة، مفادها أن الليبيين قادرون وعازمون على التغلب على خلافاتهم”، وفق البيان.
ورأى أن تلك الخطوة ستمهد “الطريق أيضا لاتخاذ المزيد من تدابير بناء الثقة، والمضي في التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، علاوة على كونه خطوة نحو إعادة توحيد مؤسسات الدولة“.
وقبل شهور، شهدت ليبيا انفراجا سياسيا، ففي 16 مارس الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا، مهامها لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية مأمولة في 24 ديسمبر المقبل.
لكن لا يزال حفتر يتصرف بمعزل عن الحكومة الشرعية، ويقود مليشيا مسلحة تسيطر على مناطق عديدة، ويُلقب نفسه بـ”القائد العام للجيش الوطني الليبي”، منازعا المجلس الرئاسي في اختصاصاته.