قال سناتور أمريكي خلال زيارة لبيروت، أمس الأربعاء: إن لبنان في حالة “سقوط حر”، ويجب ألا تصبح قصته “قصة مرعبة”، معرباً عن أمله في تشكيل حكومة هذا الأسبوع للبدء في معالجة انهياره المالي.
ويعكس التصريح القلق المتنامي حيال الوضع في لبنان حيث وصل انهيار مالي بدأ في عام 2019 إلى مرحلة الأزمة الطاحنة الشهر الماضي مع شح في الوقود أصاب البلاد بالشلل وأشعل فتيل حوادث أمنية وتحذيرات من أن الأسوأ قادم.
وقال سناتور آخر في وفد من الكونجرس الأمريكي: إن الوقود الإيراني الذي تشحنه جماعة “حزب الله” إلى لبنان تصاحبه تعقيدات، مستبعداً أن يكون ذلك محاولة من الإيرانيين “لاقتناص اللقطة”.
وتمثل الأزمة المالية أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990.
وسقط أكثر من نصف سكان لبنان البالغ عددهم 6 ملايين نسمة في براثن الفقر، ويقول البنك الدولي: إن الدولة تشهد واحداً من أشد حالات الركود في العصر الحديث، مع تراجع قيمة العملة أكثر من 90% وإصابة النظام المالي بالشلل.
وقال السناتور ريتشارد بلومنثال للصحفيين في نهاية زيارة استغرقت يومين: لبنان في حالة سقوط حر، شاهدنا هذا الفيلم من قبل وهو قصة مرعبة، لكن الأمر الطيب أن هذا يمكن بل ينبغي تفاديه.
ويخوض السياسيون اللبنانيون، الذين أخفقوا في فعل أي شيء لوقف الانهيار، مشاحنات منذ أكثر من عام بشأن تشكيل حكومة جديدة تحل محل تلك التي استقالت في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020.
وتشكيل حكومة جديدة قادرة على تنفيذ إصلاحات شرط ضروري لتدفق المساعدات الخارجية، والولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات الأجنبية للبنان.
والتقى وفد الكونجرس بقادة لبنان بمن فيهم الرئيس ميشال عون الذي عبّر عن أمله في تشكيل حكومة هذا الأسبوع حسبما قالت الرئاسة في بيان.
وعبّر عون، وهو حليف لـ”حزب الله”، في مناسبات عدة عن تفاؤله حيال الاتفاق على حكومة قريباً.
وقال السناتور كريس ميرفي، رئيس الهيئة المعنية بالتعامل مع قضايا الشرق الأوسط في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي للصحفيين: “سمعنا أنباء طيبة اليوم”، وأضاف أنه يتوقع تشكيل حكومة ربما لدى عودته إلى بلده.
وخصوم عون يتهمونه وفصيله، التيار الوطني الحر، بعرقلة تشكيل الحكومة من خلال طريق المطالبة بثلث الحقائب، وهو ما يمنحه حق نقض فعالاً.
وينفي عون ذلك، وقال لوفد مجلس الشيوخ الأمريكي: “الكثير من العقبات قد ذُللت”.
تعقيدات
في ظل تخبط الدولة، أعلن حزب الله الشهر الماضي أنه يستورد زيت وقود من إيران، قائلاً: إنه يسعى لتخفيف الأزمة، ويقول خصومه: إن ذلك يقوض سلطة الدولة أكثر ويضع لبنان تحت طائلة العقوبات الأمريكية.