“الوضع لم يعد يحتمل مجرد التصريحات وحالة التعاطف”، بهذا الكلمات طالب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف المجتمع الدولي بالتحرك لإنهاء أزمة مسلمي الروهنجيا في مخيمات بنجلاديش.
أزمة جديدة
يواجه مسلمو الروهنجيا في مخيمات بنجلاديش أزمة إنسانية جديدة بمناسبة حلول موسم الأمطار، حيث تسببت هذه الأمطار الغزيرة في حدوث انهيارات أرضية وفيضانات مفاجئة في المناطق الجبلية بالمخيمات؛ ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص وتدمير ما يزيد على 25 ألف مأوى.
جاء ذلك في تقرير حديث لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، محذراً من تصاعد الأزمة في ظل الموارد المحدودة وعدم وجود أماكن مجهزة يحتمون بها خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتشير التقديرات إلى أن عدد مَنْ فروا من الروهنجيا بعد أحداث مجازر عام 2017 بلغ ما يقرب نحو 515 ألف لاجئ، إضافة إلى ما يقدر بنحو 300 ألف آخرين كانوا موجودين في بنجلاديش قبل المجازر الأخيرة.
ونقل تقرير الأزهر عن إقبال مصراف، المنسق الميداني لمؤسسة “COAST” في بنجلاديش، أن الأطفال غير المصحوبين بذويهم والمنفصلين عنهم معرضون لمخاطر كبيرة في فترة الرياح الموسمية هذه، حيث لا يوجد أحد بجانبهم لدعمهم، كما أن معظم الملاجئ قد تضررت للغاية بسبب الأمطار الموسمية وتحتاج إلى إصلاحات عاجلة.
ويشير المرصد، في بيانه الذي وصل مراسل “المجتمع”، إلى وجود مخاوف كبيرة لديه إزاء تدهور أوضاع مسلمي الروهنجيا، محذرًا من تداعيات الأمطار الموسمية على الظروف الحياتية لهؤلاء اللاجئين، الذين يعانون بالفعل من تردي الأوضاع المعيشية خاصة مع تفشي فيروس كورونا.
ويؤكد مرصد الأزهر أن قضية مسلمي الروهنجيا لا تزال في حاجة ماسة إلى اهتمام العالم، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل بحسم لإنهاء تلك المأساة الإنسانية المتفاقمة، وحماية مسلمي الروهنجيا وإنقاذهم من المعاناة المستمرة التي يعيشون فيها، حيث بات التدخل الحاسم أمرًا حتميًا.
جهود إعلامية
ورغم تحذير الأزهر من أن الوضع لم يعد يحتمل مجرد التصريحات وحالة التعاطف، موضحاً أنه أصدر العديد من المتابعات والتقارير المصورة التي تتناول أوضاع مسلمي الروهنجيا، واصفاً إياهم بأنهم “فئة مستضعفة”، وأنهم أصحاب قضية إنسانية لا تزال تبحث عن حل، لكن تنفيذاً اكتفى الأزهر الشريف بالبيانات والتصريحات مع كل أزمة.
الأزهر أصدر في هذا الإطار كتاب “مسلمو بورما”، حيث يوثق الكتاب جرائم الإبادة الجماعية، والتصفية العنصرية، والتهجير الذي يتعرض لها مسلمو الروهنجيا في إقليم آراكان الميانماري.
وأوضح أن هذه الجرائم نالت من الروهنجيا؛ رجالًا، ونساءً، وأطفالًا، وشيوخًا، لا لشيء إلا لاعتناقهم دِينًا يخالف الدين السائد عندهم، كما أكدت التقارير الدولية والأممية!
وبحسب ما هو معلن رسمياً، نظم الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين قوافل إغاثة لاجئي الروهنجيا في العام 2017 في منطقة كوكس بازار جنوب شرق بنجلاديش، ولم يتم تكرارها.
وأعلن شيخ الأزهر د. أحمد الطيب أن الأزهر سيقود تحركات إنسانية لوقف المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون في ميانمار، لكن دون جديد حتى الآن.
د. الطيب قال، في بيان تلفزيوني في العام 2017، حول مأساة مسلمي الروهنجيا: “نقول لإخواننا في بورما: اصمدوا في وجه هذا العدوان الغاشم.. ونحن معكم ولن نخذلكم”.
وثمن شيخ الأزهر الشريف وقتها إعداد حكومة جامبيا ووزير العدل بها ملفاً متكاملاً وتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية لإدانة عمليات القتل والتنكيل والإبادة البشرية والتهجير ضد مسلمي الروهنجيا.
وأكد أن هذه الأحداث يجب ألَّا تمر بدون حساب، وأن يكون ذلك وصمة عارٍ في جبين العالم الساكت على هذه الجرائم، لكن لم يتطور موقف الأزهر في المحافل الدولية بحسب مراقبين، واكتفى بالتقارير والبيانات.